ڪان دعاءَ ندبـة.

1.2K 130 16
                                    


(( الفصــل الرابع عشــر ))


يختارُك الله من بين ثمان مليار نسمة من البشر
لتسير في هذا الطريق، ثق بأنها معجزة قد أختصك الله بها ولم تكن صدفة!.

إستيقــظت ڪالعادة فجــراً وصليت الفجر مع أختي وابنة عمي ثم توجهتا لأبي لنكمل مسيرنا، المسير الذي
صقل أرواحنا وأدبها وعلمنا معنى الصبر، معنى الحب، معنى الشوق للقاء المحبوب، معنى كربلاء!

خطوت خطواتي البطيئة ولڪن هـذه المرة ڪانت مختلفة
لاأعلم لمَ غمرتني السعادة !
منذ سبعة أيامٍ تقريباً وأنا لم أشعر بهذا الإحساس، أشعر بأنني أفضل اليوم، روحي ترفرف كطير ينتظر امراً ما سيحدث، 
إحساسٌ غريبٌ جداً لا أعرف لهُ تفسيرا.

ڪنا نسيــر بين البساتين والأشجار والنخيل يحيطنا من ڪل جانب، بينما الشمس نشرت أشعتها الـذهبية الصافية في ڪل مكان ونسمات الهـواء العليل هبت علينا فاشرقت أرواحنا بروح الوجود، كم هو عظيمٌ خلق الله، وما أجمل أن
يستشعر الفرد هذه العظمة!

وفي تلك اللحظات المملوءة بالحب الالهي زاد الجــو روحانية   والـدي الذي كان يرددُ بصوته الشجي قائلاً:

عَلَى الاَْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَاِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَيَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَيَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْن الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاَْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاَْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِِقامَةِ الاَْمْتِ وَاْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْياءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَاَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالاَْهْواء،ِ اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَالاِْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَالْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالاِْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاَْوْلِياءِ وَمُذِلُّ الاَْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ)عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاَْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاَْرْضِ وَالسَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاَْنْبِياءِ وَاَبْناءِ الاَْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَالتَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى.

ڪنت أبكي ودموعي أخفيتها تحت النــــقاب، كنت أبكي وأنا أفكر اي مذنبةٍ أنا ؟
أمضيت تلك الايام وأنا أسير مع صاحب الزمان ولم أستشعر وجوده! لـم أندبه ولم أهديه خـطوة واحدة،
لم أذكره بدعائي وتمنيت أن أعــود لمنزلي وأنا التي أتيت لمواساته، اي جاحدة أنا!
كم كنت مقصرة، كم قضيت من الأيام بغفلة، هل حقاً
أنا أستحقُ كل هذا اللطف الإلهي، أن ادعى إلى ضيافة
الحسين ( عليه السلام ) وأكون من المواسين بمصيبته، واشارك صاحب الزمان جزعه وبكاءه والمه!.

هاقد بدأت رحلتي من الآن، سأتغير من الآن وصاعداً من أجله، سأكمل المسير بدون تذمر مواساة لعمتهِ زينب وسأدعو له في كل خطوة بالفرج.

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن