لقائي بعائلتي !

920 103 6
                                    

(( الفصل العشرون ))


" انها والدتكم  تقول أنها ستأتي غداً مع اختكِ الصغيرة واخويكِ وخالك وعمك وأولاده وابنة عمك الآخر "

قالها أبي بعدما قطع اتصاله الهاتفي مع والدتي

ابتسمت بسعادة لهذا الخبر فمن كان يصدق بأن والدتي ستترك إختاي التوئم عند بيت عمي وتحظر اختي الصغيره التي تبلغ من العمر عامين فقط معها مصطحبة اخواي واخت إبنة عمي وعمي الاخر وأولاده الشباب !

" بعددنا الكبير هذا لا اشك بٲننا سَنُڪَون موڪباً للمشاية فنحن كُثر "

مر الوقت ولم نستطع أن ننام كثيراً فالاجواء هنا روحانية وأصوات الزائرين تمنعك من النوم ،كنت بين الفترة والاخرى انظر لقبة امير المؤمنين وهي امامي واقول في نفسي : آه كم هي جميلة، الحمد لله الذي وفقني لهذا!

بعد مدة من الجلوس قررنا أن نغفوا قليلاً وما هي إلا ساعة أو أكثر حتى أستيقظت بسبب حركة الزوّار قبيل صلاة الفجر، وأصوات القائمين الذين لا يتركون صلاة الليل والدعاء والزيار، فاستيقظت على همساتهم في الدعاء والمناجاة، فقمت وحدثت أختي وإبنة عمي وقررنا الذهاب للحمامات عند الساعة الثالة صباحاً تقريبا
وككُل مرة فلقد كان الزحام شديداً جداً
ولكننا استطعنا تفاديه بصعوبة وخرجنا عائدين لنفس المكان الذي تركنا بهِ أبي.

عاد أبي بعدها وتبين أنه كان قد ذهب للحمامات من اجل الوضوء.

تركنا كل شيء فور سماعنا لصوت الأذان
وبدأنا بالصلاة وثم الدعاء
وبعد أداء الصلاة كانت من عادة أبي أن يسلم على إمام زماننا ، ومن ثمّ يشرع بقراءة دعاء العهد المعروف الذي جاء فيه عن إمامنا الصادق لله أنه قال: «من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحًا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا .... ، وبعد دعاء العهد يقرأ زيارة عاشوراء، نيابةً عن إمام زماننا ، وينتهي البرنامج عند شروق الشمس ويبدأ الحديث الذي يحبه الإمام جعفر بن محمد الصادق ، الذي ورد عنه أنه قال للفضيل: تجلسون» وتتحدثون؟ فقال: نعم، فقال: إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا، رحم الله من أحيى أمرنا.

جلسنا بعدها ناكل الطعام الذي احضره والدي ولم نشعر بالوقت إلا ووالدتي أمامنا هي وأختي الصغيره والبقية قد وصلوا، كنت سعيده جداً بحضور عائلتي فلقد اشتقت اليهم كثيراً، مر سبعة عشر يوماً مذ خرجنا من المنزل.

" الحمد لله الذي وفقني ورزقني هذه النعمة وها أنا هنا في طريق الزائرين، كنت ابكي واتمنى أن أكون مع الزائرين وأنا أراهم في التلفاز، اتصلت بعمكم وطلبت منه  أن يبقي اختاكما التوئم عند زوجته ونحن نذهب معه فوافقوا برحابة صدر وها أنا هنا الآن! ".

قالتها والدتي بعدما سؤالنا أيها عن كيف وفقت للمجيء!
إبتسمت حينها وأنا أسمع  للمرة الثانية ذات العبارة ترددت على مسمعي.

" الحسين أرادكِ فأحضركِ إليه "

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن