جوازة نت "الخاتمة" بقلمي/ منى لطفي

25.7K 878 86
                                    

الخاتمة:

- أنا مش فاهم ازاي طاوعتك اننا نسافر اسكندرية وانتي في حالتك دي؟، تساءل سيف بنزق وهو يقود سيارتهم متجها الى الاسكندرية لحضور حفل زفاف نادر ابن خالتها وقد سافر عبدالعظيم وعواطف قبلهما بعدة أيام لتستطيع عواطف مساعدة شقيقها في تجهيزات الفرح، أجابت منة بهدوء بينما تقبع ابنتيها في المقعد الخلفي تتطلعان من النافذة الى الطريق حولهما:

- فيها ايه يا حبيبي بس؟، ما أنا سألت الدكتورة وقالت لي لسه اسبوعين تقريبا على ولادتي، وبعدين طالما الطريق كويس وانت بتسوق هادي خلاص، وبعدين ازاي ما احضرش فرح نادر ، انت عاوز طنط سهام تزعل؟، ونادر جميله هيفضل في رقبتي طول عمري...

اجاب سيف ببرود:

- أنا ماقولتش حاجه، وانا بنفسي سافرت لنادر أشكره على وقوفه جنبي، بس انا بتكلم على حالتك.. انتى على وشّ ولادة، وأنا مش بالع حكاية السفر في الظروف دي، ومتأكد ان خالتك كانت هتقدر ظروفك، كنا بعدين جينا باركناله في شقته..

منة منهية النقاش:

- خلاص يا سيف اللي حصل.. حصل، ربنا يوصلنا بالسلامة وان شاء الله مش هيحصل حاجه...

كانت منة تجلس في مقعدها حول احدى الطاولات المتناثرة في قاعة الزفاف، كانا ابنتيها بصحبة والدتها عواطف لشدة تعلقهما بالأخيرة... عندما همس سيف لها للتوجه للعروسين للمباركة، بعد أن باركا لهما واثناء عودتهما لطاولتهما مجددا ، نادى صوتا أنثويا على سيف، نظرت منة الى سيف شذرا فرفع كتفيه بمعنى انه لا علم له عمّن تناديه، التفتت منة خلفها لتفاجأ بأنثى وكأنها خارجة من مجلة للأزياء بفستانها الذي يلتصق بها وكأنه جلد ثانٍ لها، بلونه البرونزي ، يصل الى فوق الركبة، ويبرز مفاتنها فلا يدع شيئا للخيال، تقدمت منهما وقد تطاير شعرها البني اللون الذي يصل الى كتفيها خلفها، وقفت امامهما لتنبعث رائحة عطر ثقيل يزكم الأنوف، فقارنت منة بين وضعيهما!، هي بعباءتها المطرزة على الحواف والأكمام والتي تتسع الى أسفل فلا تبرز حملها، ووشاحها المعقود بربطة أنيقة خلف عنقها ليخفي خصلاتها الناعمة، بينما تعلو قبة عباءتها لتستر عنقها الطويل كعنق اليمامة، والأخرى بتلك اللاثياب التي ترتديها!!، تحدثت تلك الانثى التي أعطتها منة عمرا لا يزيد عن عشرين عاما بصوت به بحة جذابة:

- انت سيف عبدالهادي صاحب المكتب الهندسي للانشاءات مش كدا؟، أومأ سيف برأسه بينما عيناه تنظر الى منة التي يحتل وجها تعبير اجرامي وهي ترمق تلك الفتاة من أعلى الى أسفل بقرف واضح، تابعت الفتاة وهي تزيح شعرها جانبا بغرور أنثى تعلم مجى فتنتها وجمالها:

- انا نانسي سليمان، انت كنت عملت ديكور شقة اخويا عادل سليمان وبصراحه الديكور حلو اوي وانا كنت عاوزاك تعمللي ديكور ...، لم تمهلها منة لتتابع وجذبت سيف من يده مزيحة اياه جانبا لتتصدر هي الموقف مواجهة لها وهى تقول بأبتسامة صفراء:

جوازة.. نِت!!..  رواية طويلة بقلمي/ منى لطفيWhere stories live. Discover now