الفصل الخامس عشر (دعوة إلى الجحيم)

7.5K 190 6
                                    

كانت تشعر برعب حقيقي لكن لتحل عليها اللعنة إن هي أظهرت له ذلك .. صحيح أنها تمادت لكنه يستحق هذا... رفعت نظرها إليه بوقار: 

- و ماذا ستفعل ؟.. هل ستضربني أم انك ستغتصبني؟ ... 

رفع حاجبه بسخرية واقترب منها قائلا:

– حقا .. وما الذي سيعجبك أكثر؟ .. أن أضربك ؟.. أم أن اغتصبك؟

نظرت في وجهه بثبات :

– لا هذا و لا ذاك.. اسمع .. أنت حقير سافل ومنحط .. كنت لاتقبل أي شيء منك إلا أن تتسبب في دمار عملي... 

- كان هذا متوقع يا عزيزتي.. لكن ما فعلته أسوء بمرات عديدة.. أن تقتحمي حفلي وتدعي انك عشيقتي وتثيري فضيحة أمام الحضور.. لقد زدت وضعك سوء يا أحلام.... 

ضحكت بسخرية:

– حقا.. وأي وضع هو أسوء مما أنا فيه أصلا؟.. يمكنك أن تتأكد أنني لم اعد اهتم ... إضافة إلى انه لا احد يعرفي هنا ومع غياب الصحافة لن تغادر هذه الحادثة المبنى ...

التمع الغضب في عينيه وهو يقول:

– أنت محظوظة ... أنا لا أحب أن تكون الصحافة حاضرة في حفلاتي.. أما موظفي فهم يخافونني ولن يجرؤ احد على قول شيء ... 

وقفت من الفراش :

– يا لهم من مساكين... أنت يا زوجي العزيز طاغية... 

هز كتفيه بلا اهتمام:

– يمكنك قول هذا ... على المرء أن يكون حازما مع موظفيه و إلا تحول الأمر إلى سوق عكاظ ...
كانت تحاول السير إلى خارج الغرفة ولدهشتها لم يمنعها .. لكنها حين وصلت إلى باب المصعد قال بصوت هادئ 
للأسف لا يمكنك المغادرة.. باب المصعد مغلق أوتوماتيكيا لأنها شقتي الخاصة 
زفرت بضيق:

هلا فتحت الباب الآن و تركتني أغادرـ 
هز رأسه مبتسما بمكر :

– لااااااااا 
اقترب منها بخطوات واثقة و هو يبتسم.. تراجعت للخلف لكن ظهرها ارتطم بالجدار البارد .. نظرت إليه بخوف: 
ماذا تفعل ... لا تقترب مني ... 
وصل إليها ووضع يديها على جانبي وجهها مستندا على الجدار و قال بصوت منخفض مغر : 
أتعلمين .. هناك شيء أموت شوقا لفعله في هذه اللحظة... 
أحست بأنفاسه الثقيلة على رقبتها ... كانت تستنشق عطره الرجولي .. أحست بإغراء شديد لوضع يدها على ذقنه النامية وتتحسسها ... لكنها خرجت من أحلامها الوردية وشهقت بعنف حين إلتفت يداه حولها وحملها وإتجه مسرعا إلى غرفة النوم .. حاولت الاعتراض لكنه كان أسرع منها ولدهشتها لم يتوجه إلى السرير وإنما إلى باب جانبي.. فتحه بيده وهو يحملها ثم فتح باب الحمام... 
صرخت حين رماها دون اكتراث داخل الغرفة الضيقة للحمام .. أدار مقبض المرش وانطلقت المياه المتجمدة فوق رأسها .. كانت تشهق بعنف تحت السيل القوي ... حاولت الخروج لكنه كان سريعا فأغلق الباب تاركا أحلام تحت رحمة المياه الباردة...
سمعت ضحكته المرحة وهو يقول : 
هذا لأنك رميت كوب الماء البارد على وجهي يا عزيزتي... 
سمعت خطواته تبتعد تاركا إياها وراء الباب المغلق تكاد تغرق في الحمام... 
أخذت تصرخ و تضرب باب الحمام بعنف :
– أيها السافل.. عديم الرحمة.. افتح الباب .. أنا اغرق هنااااا ... 
لكن سكون المكان أعلمها أنها وحيدة هنا وما من داع لإنهاك رئتيها بالصراخ... 
ضربت الباب بعنف حتى انفتح ... سقطت على الأرض من شدة قوة الضربة الأخيرة .. كانت مبللة حتى العظم و تشعر ببرد شديد ... دخلت غرفة نوم خالد و هي تحاول السيطرة على أسنانها التي تصطك بعنف...
بحثت عن منشفة و تنهدت بإرتياح حين وجدت مبتغاها في الدرج الأول لخزانته ... 
نشفت رأسها بضربات سريعة و سارعت للمغادرة حتى لا يجدها حين يعود .. لكنها في طريقها إلى باب المصعد تذكرت انه مغلق.. 
وقفت أمام المصعد و هي تحارب البرد و القلق .. لا يمكنها أن تظل حبيسة هذا الطابق إلى أن يعود.. جربت الزر ولدهشتها انفتح بسهولة...
دخلت المصعد بارتياح و ضغطت زر الطابق الأرضي .. على الأقل ترك لها حرية المغادرة .. أحست بنوع من الخيبة من تصرفه ... كانت تظن انه سيبقيها معه و لو بالقوة ... 
سارت في مدخل العمارة حاملة حذاءها ذو الكعب العالي في يدها و حاولت تجاهل النظرات المصدومة التي كانت تراقبها .. سارت رافعة ذقنها بأقصى ما يوفره وقارها في موقف كهذا 
بمجرد أن وصلت إلى منزلها سارعت إلى الحمام و هي تخلع ثيابها في الرواق... أخذت حماما دافئا ينسيها إهانة الحمام الأول ... ظلت جالسة لفترة طويلة في أبخرة الحمام الدافئة آملة أن لا يصيبها البرد من جراء الخروج مبللة في الليل ...
توجهت صباحا إلى مقر عملها بخطى متثاقلة وهي تشعر بالإرهاق والمرض .. كانت تشتم خالد في سرها وتتمنى لو أنها كانت أكثر حذرا معه... 
ما زاد حالتها سوءا هو كثرة العمل على عكس المرات السابقة كانت هذه المسرحية تاريخية و تحتاج ديكورا مناسبا والبحث عن لوازم ذلك العصر و دمجها في منظر واحد أرهقها بالفعل..

احلام حياتى   للكاتبة : AthenadeltaDonde viven las historias. Descúbrelo ahora