Part 1

3.3K 48 26
                                    


في فجر هذا اليوم ,

( في مشفى الولادة ) يعلو صراخ الام بداخل غرفة العمليات ,

وفي ردهة الانتظار , يجلس الأب بوجه عابس وينظر في ساعته باستمرار

المربية بنبرة دعاء : يارب قومها بالسلامة !

وبعد قرابة الساعتين , دخلت عليهما الممرضة وهي تحمل بين يديها ذلك المخلوق الرقيق الذي جاء لتوه للعالم ,

المربية بلهفة ركضت نحوها

الممرضة بنظرة حزن نحو الأب : احنا اسفين المدام ماستحملتش الولادة !

المربية شهقت بذعر : يعني ايه اسفين انتي بتقولي ايه!

الاب وقف بوجه خالي من المشاعر ورمق تلك المربية بنظرة باردة : خدي العيل منها وروحي عالبيت !

الممرضة بصدمة وهي تنظر لذلك الكائن متبلد المشاعر : دي بنت مش ولد على فكرة

الاب بابتسامة ساخرة : كمان بنت؟

المربية وهي تمسح دموعها بتكتم اخذت الفتاة من الممرضة واحكمت الغطاء حولها خوفا عليها وذهبت للخارج لتستقل السيارة وتذهب للمنزل كما امر سيدها ,

وهناك في المشفى وقف الذي يدعى الأب ينهي اجراءات اخراج جثمان زوجته بدون ان يذرف دمعة ,

هكذا تبدأ حكايتنا , مع عائلة من اغنى عائلات البلدة ولكن كانت الافقر من حيث المشاعر الطيبة , اب متبلد المشاعر كان كثير الشجار مع زوجته الواهنة التي اتعبتها قسوته حتى جاء اليوم الذي رحلت فيه لتترك تلك الطفلة بين يديه او بالأصح بين يدي المربية , فماذا سيكون مصيرها ؟ هانا هكذا سميت الطفلة ...

بعد 20 عام ~

هانا بصوتها الجهور المعتاد : دادة فين الشورت الجينز بتاعي !!! خبيتيه تاني ؟؟؟

المربية بتجاهل تقف ف المطبخ تتدعي الانشغال : مش عارفة يا هانا دوري كويس

هانا بخطوات مسموعة تنم عن غضب توجهت للمطبخ لتقف امام المربية عاقدة حاجبيها وترتدي روب الاستحمام : انتي مش هتبطلي حركاتك دي بقا ؟؟

المربية بابتسامة لئيمة : مش عارفة انتي تقصدي ايه بس اكيد مش هطمع ف الشورت واخده ليا يعني

هانا : لا منتي خبيتيه عشان انا ابطل ألبسه

المربية رمقتها بنظرة جادة : هانا ليه مش عايزة تفهمي اني خايفة عليكي؟ لبسك ده هيخلي ولاد الحرام يتلمو عليكي

هانا بعصبية : انا اعرف احافظ على نفسي متتدخليش !

وهنا يفتح احدهم الباب الخلفي ف المطبخ ويدخل حاملا اكياس مليئة بالمشتروات الغذائية

هانا وقفت مصدومة تنظر له بعينان متسعتان

ييسونج بصوته الخشن : ده كل اللي كان مكتوب ف الورقة

بنت الذواتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن