الفصل السادس

721 11 0
                                    

نظرت اليه "حسناء" وهى باكية وتحدثت بصوت منخفض : مقدرتش أكدب عليها لما سألتنى .مقدرتش
محمود بأنفعال : بس أنا أكدت عليكى .وكان لازم تسمعى كلامى .
حاولت أن تتحدث لكنه أستوقفها غاضبا
محمود:مش عايز اسمع حاجة .واللى اقولك عليه بعد كده تسمعيه .فاهمانى
أومأت برأسها وهى لازالت تبكى.
خرج "محمود"غاضبا من الغرفة .وظلت هى تنتحب .
بعدقليل طرقت "أمانى" عليها الغرفة ودخلت تحدثها .
أمانى : "حسناء" أنا اسفة انى بتدخل فى حياتكم.أنا عرفت دلوقتى كل حاجة.وحاسة بيكى جدا وبالى انت بتعانيه .لانى بنت واكيد اكتر واحدة هتحس بيكى .بصى أنا حاسة بيكى جدا
اجهشت "حسناء" بالبكاء الذى لم ينقطع قط وارتمت بين أحضانها .
أحتضنتها "أمانى" بشدة وكأنها صديقتها التى تعرفها منذ سنين طويلة ولم تفارقها قط
أمانى : أهدى يا"حسناء" علشان خاطرى .أنتى عايزة راى بدون زعل .أنت غلطتى لماحكيتى لماما .مش علشان حاجة بس "محمود" قالك ونبه عليكى .كنتى سمعتى كلامه.صممتت قليلا ثم أكملت : بصى أنا متأكدة أن قلب ماما هيلين ليكى .أنتى متعرفيش ماما لسه .مفيش أطيب من قلبها .
حسناء : أنا لماحصلى اللى حصل ده .أستغفرالله العظيم قلت ليه حصلى كده وحسيت أن كل حاجة ضلمت فى وشى .بس دلوقتى بقول }عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم {.
ثم أكملت قائلة :أنا مش عارفة ازاى خير .بس أنا متأكدة.أن ربنا مش هيسبنى كده. وأتأكدت من كده لما ربنا بعتلى أخوكى .وانت دلوقتى .أنا بجد حاسة انى مرتاحة وانا بتكلم معاكى .حاسة انك مش واحدة غريبة .حساكى أختى .
"أمانى" وهى مبتسمة لها : طيب سيبك من الكلام الحلو ده دلوقتى .وتعالى نفكر هتعملى ايه علشان "محمود" ميفضلش زعلان منك كده.
حسناء : يعنى ايه؟ .
أمانى : يعنى أنت مسمعتيش كلامه وزعلتيه .صح .يبقا بقا لازم تصالحيه
حسناء بأندهاش :أنا ,بس أنا بتحرج أصلا اتكلم معاه .أزاى هروح أصالحه.
أمانى : أها قولتيلى بقا .علشان كده لسه لابسة فستان امبارح وبطرحتك كمان .
وقفت أمانى وكأنها تتذكر شيئا .ثم توجهت الى الخزانة وفتحتها واخرجت منها .قميص نوم قصير .قد أبتاعه لها "محمود" وأعطته "لحسناء" التى مازالت واقفة لم تعلم بما تفكر به أمانى .
حسناء: ايه ده .أنا مش فاهمة .
أمانى :أنا هفهمك .البسى ده بس الاول .
حسناء : لا انت بتهزرى .ألبس ايه .ثم ابتسمت فى خجل .لالااستحالة .بقولك محروجة منه ومش ببصله حتى ..تقوليلى البس ده.لا لا .
أمانى : يابنتى ده جوزك يعنى عادى .طيب بلاش قميص يا ستى .هاتيه .ونقى فستان كويس
حسناء بأستفهام : أنا مش فاهمة بردك ليه ألبس .طيب وبعد ما ألبس
أمانى : تنزلى تتكلمى معاه تصالحيه.
حسناء : بس أنا هتحرج هاقوله ايه.
أمانى :ألبسى بس .وبعد كده هاقولك تقوليله ايه .ثم أكملت حديثها:أكرم مشى وسابه فى المكتب دلوقتى .ألبسى .وانا هابص من بعيد اشوف اى الكلام تكونى لبستى .واقولك بقا تقولى ايه .
خرجت "أمانى" من حجرة "حسناء" تتلفت يمينا ويسارا فوجدت غرفة والدتها مغلقة .فعلمت أنها مازالت بالداخل .ونظرت من بعيد على حجرة المكتب فوجدت "محمود" جالسا يضع يده على جبينه ويتكئ برسغه على المكتب وامامه بعض الاوراق .
فذهبت "لحسناء" وجدتها ارتدت ملابس أخرى ووضعت وشاحها .
أمانى : طيب اقلعى حتى الطرحة يا بنتى
حسناء : معلش سبينى براحتى .بعدين كمان انا عرفت ان فى شاب فى البيت فميصحش أقعد كده ممكن يشوفنى .
أمانى ضاحكة : شاب هاها ها قصدك أحمد أخويا .يابنتى "احمد" أخويا نايم ولما بيصحى بياكل بسرعة وينزل بسرعة يلحق اخر محاضرة فى الكلية .ده لويعنى راح .وبعد كده كورسات وبعد الكورسات يخرج مع اصحابه ميجيش غير الساعة 12 بليل .
حسناء: معلش الحرص واجب بردك .
أمانى : ماشى ياجميل انت .بصى بقا .انتى تدخلى تخبطى عليه وتقوليله انا اسفة يا"محمود " ومش هاعمل كده تانى .بصى وعيطى كده وكده .أبتسمت حسناء من دعابتها .ثم أكملت أمانى هايقولك حصل خير يا"حسناء" ويقوم بايس راسك .بس كده
حسناء ضاحكة: بس كده ربنا يطمنك .أنا مش هانزل .
أمانى ومازالت مبتسمة : لا .اوعى ترجعى فى كلامك .تعالى تعالى
أخذتها أمانى من يديها وانزلتها ثم وقفت واشارت من بعيد بيديها على حجرة المكتب .
وقفت حسناء تقدم قدما وتأخر الاخرى حتى عادت أدراجها فأسرعت اليها "أمانى" وطرقت الباب سريعا ثم قامت بفتحه وزجتها أمامه ثم هرولت بعيدا كى لايراها "محمود"
وقفت امام "محمود" الذى أندهش من دخولها بهذه الطريقة .حتى لمح "أمانى" وهى تهرول بعيدا ضاحكة .فعلم بأن "أمانى" هى التى دفعتها للدخول .هب واقفا .وحدثها بصرامة :خير يا"حسناء" فى ايه ؟؟؟
وضعت "حسناء" عينيها أرضا لتخفى حرجها من دخولها عليه بهذا الشكل وبدت متوترة ثم حدثته بصوت مرتعش :أنا كنت جاية لحضرتك علشان .ثم صمتت .فوقف "محمود" وأقترب منها بضع خطوات وحدثها قائلا : ايوة سامعك .كملى .
"حسناء" بخجل شديد :خلاص مفيش حاجة وهمت بالخروج قائلة :بعد إذنك فأمسكها من معصمها .وقربها اليه وبصوت صارم :كنتى جاية ليه .
"حسناء" وقدأحست بالخوف من قربها له بهذا الشكل
:أنا كنت جاية اقولك .أنا أسفة .
"محمود" بهدوء بعدما ترك معصمها :أنت مقتنعة انك غلطتى .ولا" امانى" هى اللى قلتلك وزقتك كمان علشان تدخلى .
شعرت "حسناء" بالخجل حينما علم بأن أمانى هى التى أدخلتها وتفوهت قائلة:
فعلا "أمانى" هى اللى قالتلى أجى وهى اللى دخلتنى كمان بس ده ميمنعش انى فعلا مقتنعة انى غلطت والمفروض أعتذر .
لم يبدى "محمود" أى اهتمام لحديثها وجلس على مكتبه منشغلا بأوراقه لا ينظر اليها مما أزعجها كثيرا وأنصرفت سريعا من أمامه.
توجهت للاعلى فوجدت أمانى أمامها :
أمانى :ايه ده انت لحقتى .
أومأت "حسناء" برأسها بأسف .فأخذتها "أمانى" الى حجرتها وعلمت منها كل ماحدث بالمكتب .
حسناء: شكل أخوكى صعب اوى .تخيلى قولتله انا اسفة.قالى مقتنعة والا امانى هى اللى قالتلك ولماجيت اقوله مقتنعة .مردش خالص فضل باصص للورق اللى معاه ومردش حتى عليا .
أمانى :وانت عملتى ايه ؟
حسناء: ولاحاجة أستأذنت منه وخرجت
أمانى : ياخبر ابيض ده انت لخمة خالص .بس اقولك .انا عارفة اخويا كويس .كمان شوية هتلاقى بيهزر ويضحك .
************************************************** *******
(فى بيت حسناء)
والدة حسناء : الحمدلله أطمنت أوى لما شفت الجدع اللى اتجوز "حسناء" .شكله ابن ناس اوى ومحترم .ربنا يستره زى ما سترنا .
والدها : يارب .يارب
والدة حسناء : بس هومش كبير شوية عليها .ولا انا اللى بيتهيئلى
والدها :أنت اتجنيتى يا"سامية" .كبير ايه وصغير ايه بدال ماتقولى كتر خيره
والدتها:مش قصدى يا خوايا .كتر خيره طبعا .بعدين شكله طيب اوى وحنين شفته قعد يهزر مع حبيبة ازاى .
والدها :المهم دلوقتى هنقول ايه للناس عملنا فرحها ليه بدرى وكمان شهر امتحاناتها يعنى شهر وتخلص
والدتها : نبقا نقول العريس مستعجل وهيخدها ويسافر .
والدها :ماشى .المهم حاتم أتصل ولا لسة
والدتها: لسه يا خويا .أوعى تكون يا خويا قلتله حاجة .
والدها : مش اخوها ولازم يعرف
والدتها وهى تضرب صدرها بيديها: يالهوى .ليه كده يا"عبدالوهاب" ليه .الواد نقصله أسبوعين ويخلص البعثة بتعته .أنت كده هتشغله.ومش بعيد ينزل مخصوص .أنت مش عارف يعنى "حاتم "عصبى ازاى .
والدها: خلية يجى يربيها .لانى خلاص كبرت ومش قادر عليها .
والدتها :يارب استر .استرها معنا يا رب
************************************************** *******
دق هاتف محمود وهو جالس بالمكتب.فألتقطه وما ان رأى اسم المتصل حتى أسرع بالرد
محمود:السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
المتصل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة .
محمود:ازيك يا"طارق" .فى جديد
المتصل : ايوة حضرتك انا قدرت اوصل للبنت اللى اسمها "غدير" .هى قاعدة عند جدتها حاليا
وعرفت من البواب ان مامتها سافرت .
محمود:وعرفت عنوان جدتها دى .
المتصل : اه بعد عذاب بعد ماخد كل اللى فى جيبى ابن ال(____)
محمود:كنت واثق انه عارف عنوان جدتها .بس كان عايز فلوس زيادة .المهم ادينى العنوان
المتصل :طيب هات ورقة وقلم .
أمسك "محمود" قلما كان أمامه على المكتب وورقة فارغة :قول
أخذ"محمود"العنوان المدون امامه ثم أنطلق سريعا بسيارته وأمسك هاتفه يحدث "أكرم "
ويعلمه بأخر المستجدات:انا عرفت عنوان البت "غدير" و أنا رايح لها دلوقتى بيت جدتها .
فنبهه أكرم سريعا :استنى يا بنى أهدى كده .ما انت ممكن تروحلها ومتقلش الحقيقة
محمودبغضب شديد:ده انا اموتها بأيدى .
أكرم :أستنى بس ما هى ممكن تقولك كلام غير اللى حصل .انت ناسى انك شتمتها هناك ممكن تعند .وغير كده اكيد هاتعمل نفسها الخضرة الشريفة قدام جدتها .وساعتها مش هاتعرف تاخدمنها لا حق ولاباطل .اوعى تكون فاكرها زى البت التانية اللى اسمها "ريم" هتحكى الحقيقة .لا دى باين عليها من كلامك بت شياطين
محمود: طيب انت شايف ايه.أجيب "رامى" ده الاول .
أكرم:اهدى بس ولا تجيب "رامى" ولا "زياد" دلوقتى الا لمانشوف مين فيهم اللى عمل كده .بعدين نشوف هانعمل فيه ايه.. بس الاول أدينى عنوان البت دى.
محمود بأستفهام:ليه!
أكرم : أنا هاعرف أخليها تقول كل حاجة بس بطريقتى .
محمود بضيق :طيب بس .خلى بالك لانها مفتحة وممكن تحس بحاجة .
أكرم: عيب ياحودة .هو انا تلميذ .ادينى العنوان ...
************************************************** *********
رجع "محمود"البيت فوجد والدته لازالت قابعة بغرفتها فدخل عليها وحدثها
محمود: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .أزيك ياماما عاملة ايه.
والدته ويكسو وجهها الحزن :الحمدلله يا بنى
محمود: لسه زعلانة منى .
والدته : قلتلك يا"محمود" قبل كده أنا مبعرفش ازعل منك ابدا .
محمود: طب يا رب لو زعلانة منى ربنا يخدنى ومتشوفنيش تانى
والدته : بعد الشر عليك ياحبيبى .ربنا يخليك لينا
محمود: ويخليكى يا ماما يعنى بجد مش زعلانة ,أكيد
والدته:أكيد يا بنى
محمود:طيب أنا جعان دلوقتى
والدته : هاقول لدادة امينة تحضرلك الاكل
محمود: ماشى بس على شرط تتغدى معايا .ياأما مش هاكل
والدته : طيب يا"محمود" أطلع غير هدومك واغسل وشك وتعالى علشان نتغدى .
محمود: أجى لوحدى .
والدته: هات اللى انت عايزة معاك .
محمود:ماشى يا ماما .
دخل "محمود" غرفته فلم يجد "حسناء"أندهش كثيرا ولكن ما ان وجد الشرفة وكأنها ليست مغلقة جيدا فعلم بوجودها بالداخل .
دخل بهدوء شديد فوجدها جالسة على أحدى الكراسى وتضع يديها على سور الشرفة ومميلة رأسها عليه.ظل واقفا يتأملها وهى شاردة .يريد أن يخترق رأسها ليرى ماتفكر به فى هذه اللحظة .
أحست به "حسناء" فهبت واقفة .وحدثته فى خجل
حسناء: أنا كنت متضايقة من الاوضة فقلت أدخل شوية البلكونة .
محمود وهو غير مبالى بحديثها :أنا هادخل أغير هدومى وهاننزل علشان نتغدى .
حسناء : شكرا انا مش جعانة تقدر حضرتك تنزل .
محمود بصوت صارم: خمس دقايق وتكونى تحت .سمعانى
أبدل "محمود" ملابسة وجلس بالاسفل ينتظرها على مائدة الطعام
أما هى فظلت جالسة بالشرفة تفكر فى هذه المعاملة الجديدة الذى يعاملها بها
وتجاهلت كلامه هى الاخرى .ولم تتناول معهم طعام الغداء .
"أمانى" وهى جالسة على المائدة :ايه ده هى ليه"حسناء" مجتش لحد دلوقتى
محمود : دلوقتى تنزل .
أمانى :طيب مايمكن تكون مكسوفة يابنى ماتطلع تخدها
محمود بصوت صارم وهو يتفادى نظراتها : لا .هى لوجعانة هاتنزل لوحدها .
شعرت الام من صوت ولدها بالغضب ولكن لم تعلم لما هذا الغضب .فحدثت نفسها :ياترى في ايه يا"محمود" .ولا انت زعلان علشان انا خدت موقف منها .ولا علشان هى حكتلى .ولا حصل بينكم أيه .أه منك يا"محمود" .محدش يعرفلك حاجة يا بنى .
قطع شرودها صوت "محمود" وهو يحدثها :أمال فين "أحمد" لسه نايم لحد دلوقتى
والدته بضيق : لسه نازل من شوية .
محمود: يعنى يجى بليل من غير ما اشوفه ويمشى بردك من غير ما اشوفه.هو بيهرب منى ولا ايه.
والدتة : يهرب منك ليه بس يا بنى .هو راح جامعته وبعد كده عنده كورس وهايطلع بعد كده يقعد مع اصحابه يذاكر .
محمود:جامعة ايه دلوقتى الساعة كام
والدتة : يابنى كليته غير بقية الكليات بيروحوا فيها بعد الظهر عادى .
محمود: مين اللى قالك كده .اكيد هو مش كده .ياماما مفيش كلية بتبدء من بعض الظهر ده بيضحك عليكى .مينفعش كده يا ماما لازم تشدى عليه شوية لانى لما بكلمه بتزعلى منى .ده أخد البيت لوكاندة الاستاذ .
والدتة : معلش يا محمود :أهى اخر سنة وخلاص متضغطش عليه .سيبه براحته علشان ميقلش انتو السبب لوحصل حاجة .
محمود: طيب يا ماما .اما نشوف اخرتها ايه معاه .
*************************
والدة زياد عبر الهاتف : متخفش يا حبيبى أحنا جنبك .بس انت غلطت بردك يا"زياد" .
زياد : والله يا ماما انا ما جيت جنبها خالص .ده" رامى" مش انا .صدقينى يا ماما مش انا. أنا معملش كده ابدا .
والدة زياد : مصدقاك ياحبيبى مصدقاك
زياد:أنا خايف اوى يا ماما ومش عارف ايه حصلها ."حسناء" متستهلش ابدا اللى حصلها ده .كان نفسى اقف جنبها بس بابا مدنيش فرصة .وهى كمان مكنتش هاتصدقنى لانها كانت نايمة .يعنى هى متعرفش ان "رامى" هو اللى عمل كده مش انا .
والدة زياد:خلاص يا حبيبى اللى حصل حصل .خليك انت عندك بس لحد ما نشوف هايعملو ايه .أهلها هيبلغوا ولا لا.مع ان ابوك عرف من السيكيورتى اللى على البوابة ان الاستاذ "محمود" اللى فى الشالية اللى جنبنا كتب عليها يوميها علشان يستر عليها .
زياد متألما : معقول ياماما .المفروض انا اللى اكون بداله .انا اللى اقف جنبها مش هو .
أنهى "زياد" حديثه مع والدته غاضبا يملء الحزن قلبه على عدم الوقف بجانب "حسناء"
************************************************** *********
ظلت "حسناء" جالسة بالشرفة لوقت طويل حتى غفلت عينيها وهى تحيط جسدها بذراعيها .
دخل "محمود"عليها الشرفة يتأمل وجهها الطفولى الصغير .ود.لويحملها ويضعها فى فراشها.
لكنه أراد أن تعلم بأنه غاضب لكى لاتستهين بأى شى يحدثها به ثانية.
خرج محمود من الشرفة وحاول ان يحدث ضجة لكى تفيق من نومها .وبالفعل أغلق باب الشرفة من الداخل بقوة .فأفاقت سريعا ورأت الظلام قد حل .وسمعت صوت المؤذن فسألت "محمود" الذى كان جالسا على فراشه يقرء بعض الملفات متجاهلا وجودها معه :هو ده آذان المغرب
محمود وهويتعمد عدم النظر اليها : ده العشا
حسناء : ياخبر .طيب هتنزل تصلى فى المسجد .
محمود: اه مستنى الاقامة .عايزة حاجة؟ .
حسناء: لا شكرا أنا بسألك بس
توضئت "حسناء" وانتظرت خروجه ثم صلت المغرب اولا مستغفرة ربها .ثم صلاة العشاء
ظلت والدة "محمود" بالاسفل تأنب نفسها :معقول تبقا فى بيتنا وتنام من غير اكل كده.ده حتى ربنا ميسامحناش ابدا .دى مسؤلة دلوقتى مننا .
طلبت من دادة أمينة الصعود اليها وحثها على الطعام .
والدة محمود:أطلعى يا امينة قوليلة تنزل تاكل حتى لوقلتك مش جعانة قوللها هاجبلك هنا الاكل لومكسوفة .
دادة أمينة: حاضر ياحجة .هاطلعه اهو .
طرقت دادة أمينة عدة طرقات على باب غرفة حسناء.ففتحت "حسناء" الباب سريعا فوجدت دادة "امينة" أمامها وحدثتها: تعالى اتفضلى يا دادة ادخلى .
دادة امينة : ربنا يخليكى يا بنتى .مش هتتغدى ياحبيبتى ده احنا بقينا العشا وانت على لقمة الفطار
حسناء : متشكرة اوى يا دادة بس انا فعلا مش جعانة .
كانت والدة "محمود" واقفة خلف الباب تستمع اليها .
فطرقت الباب ودخلت أليها .رأتها "حسناء" فأدخلتها سريعا ورحبت بها .
والدة محمود: مينفعش يابنتى تقعدى كل ده من غير غدا انت مش فى بيت يهود هنا .
حسناء : أنا .
قاطعتها والدة محمود : من غير كلام يلا انزلى علشان تاكلى .مش هاسمع منك حاجة .يلا .
نزلت "حسناء" معها وجلست على المائدة وهى بجانبها ..
ترددت "حسناء" ولم تلتقط اى شئ من على المائدة .
والدة محمود: كلى يا بنتى .ثم همت بالنهوض قائلة: لومحروجة منى هاقوم علشان تعرفى تاكلى .
أمسكت "حسناء"بيديها مانعة اياها من النهوض قائلة: لالا خلى حضرتك قاعدة .أنا هاكل اهو .
فرح "محمود"كثيرا حينما رجع من الصلاة ورأها تأكل ووالدته تجلس برفقتها على المائدة
جلس بالمكتب قليلا يراجع بعض الملفات ثم خرج بعد ذلك فلم يجدها .ووجد والدته .
فهمت والدته من عينيه التى دارت فى المكان لتبحث عنها فحدثته :أمانى أخدتها الاوضة بتعتها .قالت عايزة تقعد معاها شوية .
محمود مبتسما : كنت عارف انها مش هاتهون عليكى .
والدته وهى تصتنع عدم الفهم :هى مين
محمود وهويخفى أبتسامته : مش عارفة مين بردك يا ماما .اللى مقدرتيش تخليها تنام من غير ما تاكل .بس اقولك انت وفرتى عليا كتير .لانى كنت ناوى اخليها تاكل حتى لو بالعافية .علشان متقعش من طولها .
والدته : مينفعش يبنى يبقا عندنا ضيف فى بيتنا ومنضيفهوش ولا ايه
محمود: صح ياماما مع انى مختلف معاكى شوية .لان "حسناء" مش ضيفة دى مراتى .يعنى مش غريبة .صح يا ماما .
والدته بضيق وهى تؤمىء برأسها: صح يا"محمود" .
أنصرف "محمود" من أمامها وصعد للاعلى
أما والدته فأتجهت لحديقة المنزل لتحدث العم "متولى" بعيدا عن المنزل
************************************************** ********
أمانى : أيه رأيك فى أوضتى بقا .غير اوضة "محمود" خالص صح .
"حسناء"وهى تدور بعينيها فى الحجرة : أها فعلا .بردك اوضة البنت بتبقى غير الولد
جذبتها "أمانى" من يديها : بصى بقا تعالى اوريكى اصحابى على الفيس .ثم نظرت لها وأكملت :صحيح أنتى عندك أكونت على الفيس
"حسناء" والابتسامة على وجهها : لا .أنا أصلا معنديش كمبيوتر مع أن حاتم أخويا عنده وشايله فى أوضته بس أنا عمرى ما استخدمته .حتى بعد ما سافر .
أمانى : أنت عندك أخ واحد بس .
حسناء : لا عندى 2 ,حاتم الكبير وحبيبة اصغر وحدة فينا لسه فى 4أبتدائى .
أمانى : وحشوكى يا"حسناء"
اجابت دموع "حسناء" عليها .فضمتها اليها
حسناء وهى تبكى :وحشونى جدا جدا .فجاة وفى يوم وليلة القى نفسى من غيرهم .أحساس وحش جدا .ربنا مايكتبه على حد .
طرق محمود بضعة طرقات على الباب ثم دخل عليهم فوجد"حسناء" تبكى فى احضان أمانى
"محمود" ناظرا لها : فى حاجة ؟؟
جففت "حسناء" دموعها سريعا واعتدلت فى جلستها ثم قالت بصوت هادى : مفيش حاجة
أمانى : فى ايه ياعم هو احنا منعرفش نقعد مع بعض شوية ولا ايه .ده انت غريب أفتكرت أهلها عادى يعنى راحت معيطة .
محمود وهو واقفا مصوبا نظره اليها :طيب هى مفيش حاجة وانت مش عارفين نقعد مع بعض .معنى كده أنى اطلع بره أنا .
أمانى وهى مبتسمة : والله اللى تشوفه انت بقا .
محمود: أها بقا كده ,طيب خلاص على العموم أنا داخل أنام مش عايزين منى حاجة .
"حسناء" و"امانى" فى نفس واحد :.لا شكرا
دخل "محمود" غرفته وحاول الخلود الى النوم لكن لم تغفل له عين .وكيف يغفو دون رؤية وجهها الجميل.الذى قلب حياته رأسا على عقب .والتأمل بها ليلا .فهى منذ أن رأها وهى تؤنس وحدته .ظل يجول بالغرفة .أيابا وذهابا .فى انتظارعودتها .
************************************************** ****
طرقت السيدة الكبيرة عدة طرقات على البيت الصغير بالحديقة
وما ان انفتح الباب ورأها فرحب بها كثيرا وأدخاها
عم متولى : أتفضلى ياحاجة .ده احنا زارنا نبى النهاردة .
والدة محمود وهى تجلس على احد الكراسى المتواجدة بالغرفة : زارتك العافية ياعم "متولى" .عامل ايه .
عم متولى : الحمد لله ياحاجة فى نعمة ورضا .انت صحتك عاملة ايه.
والدة محمود: الحمد لله زى ما انت شايف كده .ثم أطلقت زفرة قوية وأكملت :
أنت طبعا كنت مع "محمود" وشفت كل اللى حصل هناك .
عم متولى بتوجس : حصل ؟ حصل ايه بالظبط ياحاجة؟؟؟
والدة محمود : مفيش داعى تخبى عليا ياعم "متولى ".البنت حكتلى كل حاجة .
عم متولى :والله ياحاجة من اللى شفته بعينى ان البت كويسة ويأكد كلامى أنها حكتلك على كل حاجة مع ان الاستاذ "محمود" نبه عليها متحكيش حاجة خالص .
والدة محمود: وانت لحقت تعرفها بالسرعة دى ياعم "متولى" .دى واحدة اول مرة تشوفوها .قدرت تحكم عليها انها كويسة .
عم متولى : ياحجة الشعر الابيض ده ما شبش على الفاضى .ويقدر يميز الصالح من الطالح .
والدة محمود : بس بردك مش لدرجة انك توافقه يتجوزها .على الاقل يجى يقولى الاول .مش دى الاصول بردك .
عم متولى :مكنش فى وقت للتفكير ساعتها وابوها مسكها وعايز يموتها .واللى الاستاذ "محمود" عمله ده ميطلعش غير من راجل .واستاذ" محمود" ونعم الرجال .ومتقلقيش ياحجة انت عرفتى تربى راجل وهو كبير وعارف هو بيعمل ايه .وبيعرف يحكم عقله ويعرف الصح من الغلط .وانا كمان اضمنلك البنت برقبتى .
************************************************** ******
أمانى : بقولك اية بقا أخلعى طرحتك دى فكى عن نفسك شوية .اهو راح نام خلاص مش هايجى هنا تانى .فكى بقا .
حسناء : لاخلينى كده أحسن ما حد يجى ممكن أخوكى التانى يجى على سهوة
أمانى ضاحكة :لااخويا التانى مبيجيش دلوقتى .لسه بدرى على ما يجى .أقلعى بقا متزهقنيش .
خلعت حسناء وشاحها عنها :فظهر ت على وجة "امانى" الدهشة والاعجاب الشديد حينما رأت حسناء بهذا الكم من الجمال الذى لم تتوقعه .
فقد كانت "حسناء" شديدة الجمال بشعرها الاسود الذى أظهر معالم وجهها أكثر من ذى قبل . وكانت ترفع شعرها بمشبك بنى اللون صغير وتنزل بعض الخصلات السوداء على جانبى وجهها المشرق.
أمانى : ماشاء الله ايه الجمال ده كله.كل ده مخبياه يا سوسه .
ضحكت "حسناء" من دعابتها بشدة وقالت :أنت الاجمل يا امانى والله
أمانى :أجمل ايه بقا .انت غطيتى عليه خالص يا سوسو .مش سوسو بردك دلع "حسناء" .ولا غلط
حسناء :أللى تقوليه قوليه اى دلع حلو منك .
أمانى : ماشى ياجميل . بقولك ايه يا"حسناء" ماتيجى اعلمك على اللاب .
حسناء : حاولت قبل كده بس معرفتش .ممكن اكون علشان مش حباه
أمانى : أنت قديمة اوى يا"حسناء" .الناس اخترعوا الذرة وطلعو القمر وانت هنا مش عارفة حاجة عن النت .ده عالم تانى يابنتى .تعالى. تعالى اعلمك واخد فيكى ثواب .
بصى يا ستى .....
فتح "محمود" باب غرفه أمانى بعد أن تردد كثيرا.وما ان انفتح الباب فوضعت "حسناء" كفيها على رأسها وتخفى بباقى يديها عينيها .
ظل واقفا ينظر اليها والى شعرها الذى لم يراه من قبل .وظهر على وجهه الاعجاب الشديد بها
أرادت "أمانى" مداعبتها وإخراجها من خجلها الشديد فحدثته قائلة :مش تخبط ياحاج انت .أفرض حدهنا قالع راسه ,أختك مثلا ثم نظرت اليها مبتسمة .أومراتك مثلا يعنى ,ايه ياعم فى حد يعمل كده فى بيته .هاهاهاها
"محمود" ضاحكا ومجيب على دعابتها بدعابة أخرى : انا لوكنت أعرف مكنتش دخلت .انتى فاكرة ايه معنديش أخوات بنات ثم نظر الى حسناء التى مازالت تمسك برأسها وتخفى عينيها .فلمح منها أبتسامة ارادت ان تخفيها .
محمود:طيب على العموم علشانك انت يا"امانى" بس أنا هاطلع من الاوضة .بس بعد كده انا مش ملزوم من الناس اللى بتقلع الطرحة بتعتها فى بيتها دى .ثم نظر "لحسناء" وأكمل :فى حد بردك يقلع طرحته كده وفى بيته كمان .لا لا الموضوع ميتسكتش عليه ابدا .
ثم وجه نظرة لاخته مبتسما غامزا اياها بعينه اليسرى وغادرالغرفة سريعا .
حسناء بخجل : كده بردك يا"امانى" قلتيلى مش هايجى هنا تانى دلوقتى .متتخيليش انا اترعبت ازاى لما شفته قدامى .
أمانى وهى تضرب كفيها ببعضهم : يا نهار ابيض ياجدعان ايه ده.انا الربع اللى فاضل معايا شكله هايضيع عليكو انتو الاتنين .ألبسى يا حاجة البسى .
مش كنتى عايزة تصالحيه ومش عارفة تعملى ايه وخايفة انه يفضل زعلان .اهو جه ووقع على جذور رقبته اول ماشاف الجمال ده كله ادامه ونسى انه زعلان .لا وايه بيهزر كمان.شفتى يا بنتى .أخويا وانا عارفاه .بيطلع يطلع وينزل على مفيش.
حسناء بخجل : طيب اسكتى بقا وتعالى علمينى على اللاب ده
أمانى: ماشى يا قمر انت يا قمر.
أنهت "حسناء" معها أول درس فى تعلم الحاسب الالى واتجهت الى غرفتها تتمنى ان تجده نائما بعد ان رأها هكذا .
طرقت بعض الطرقات منتظرة الاذن لها بالدخول .لكنه لم يأذن لها .فأمسكت مقبض الباب وفتحته بهدوء فرأته نائما على فراشه .فحمدت ربها ثم أضاءت الانارة التى وضعها بجانبها بالامس .وذهبت وأطفأت إنارة الغرفة .وتدثرت جيدا .فتفاجأت به يحدثها وهو مضجع فى فراشه : ياريت تقوليلى الكتب اللى محتاجاها علشان اجبهالك علشان مفضلش غير شهر واحد ولازم تذاكرى كويس .علشان تنجحى .
ذهلت "حسناء" حينما سمعته يتحدث عن دراستها .فأعتدلت فى جلستها ونظرت اليه غير مصدقة
كانت هى لا تراه بوضوح لكنه يراها ويراها جيدا وبوضوح أثر الانارة التى بجانبها .
تفوهت "حسناء" بصوت منخفض: هو حضرتك هاتخلينى اكمل دراستى .
محمود متبسما:اه انا معنديش بنات تقعد من غير علام أمال انتى فاكرة ايه .بعدين ده هو شهر بس يعنى مينفعش نضيع عليكى السنة دى كلها علشان شهر .
شردت "حسناء" بذهنها لم تعلم انه يراها وبوضوح .ثم اغمضت عينيها وكأنها تريد ان تبعدعن ناظرها شيئا ما .تمنى لو تتحدث معه .وان يسمع صوتها الهادى الجميل مثلما يرى وجهها المشرق الوضاء .الذى امتزج بالحزن والالم
لكنها دثرت نفسها ثانيا وأولته ظهرها وأغلقت عينيها وأستسلمت لنوم عميق .
************************************************** *******
أفاقت "حسناء" على صوت المؤذن وهو يدعو الناس لصلاة الفجر .توضئت وجلست على المصلاة فى انتظار ان يفيق ويذهب للصلاة .لكنه لم يفق حتى الان .عزمت أمرها على افاقته .وقفت بجانب فراشه لتوقظه .وبصوت هادى .
حسناء: ياا .ثم توقفت .وحدثت نفسها : ياا ايه هاقوله ايه .فعاودت أدراجاها فحدثها .قائلا :ياايه .
توقفت "حسناء" فى مكانها تفتح عينيها بأندهاش لم تصدق بأنه قد سمعها ..
فقام محمود من فراشه ووقف أمامها مباشر:ها ياا ايه.مش قادرة تندهيلى بأسمى .بقا اسمى ياا خلاص .
حسناء :أنا أسفة .ثم تلعثمت وتخبطت كلماتها : أنا كنت جاية علشان حضرتك .وا .ايه
محمود: ايوه انا سمعك اهو وايه??
حسناء : علشان الفجر أذن .
محمود: ما انا هاتوضى بسرعة وهاروح أصلى ولما ارجع نبقا نتكلم .عن ايه دى
أنهت صلاتها "حسناء" وقرأت وردها اليومى وانتظرته فى شرفتها حتى أتى .
دخل عليها "محمود" الشرفة وجدها جالسة تضع رجلها اليمنى على اليسرى فأنتبهت له فأعتدلت فى جلستها
محمود: وبعدين معاكى يا"حسناء" مش هاينفع كده .لازم متتحرجيش منى بالشكل ده .انا مبطلبش منك حاجة مستحيلة .كل اللى طلبته انك متتحرجيش منى تندهيلى بأسمى .بدال ما أنت وقفة ومش عارفة تندهيلى بأيه .
حسناء :ان شاء الله .
محمود:أما نشوف .
طيب يالا ادخلى بقا علشان تنامى .
************************************************** *******
فى اليوم الثانى خرج "محمود" باكرا لمقابلة أكرم أبن خالته الذى هاتفه صباحا يريد مقابلته
محمود:خير يا اكرم عرفت توصلها .
أكرم : عيب عليك يا كبير .
محمود:ها.طمنى طيب عملت ايه .
أكرم :خليت واحد وقف تحت بيتها وظبط البواب على اساس انه عريس وعايز يشوفها .أول مانزلت البواب شاورله عليها .شفها وشكره وعمل نفسه ماشى بس من مكان تانى علشان البواب ميشكش فى حاجة .المهم يا معلم البت دى طلعت جامدة اوى .طحن .أول ما اتصل بيا الراجل بتاعنا .نزلت أنا جرى وفضلت معاه على الفون لحد ماقالى هى قاعدة دلوقتى فى نادى ليلى من بتوع شارع الهرم .دخلت عليها يا معلم ورسمت نفسى وعملت نفسى مش اخد بالى منها خالص .مع انها قامت رقصت علشان تورينى نفسها .بس ابن خالتك جامد ولا حوقت فيه والله .المهم علشان مطولش عليك زقيت الواد اللى تبعنا عليها وهى خارجة يعمل انه بيقلبها .بس واخوك ظهر فى الصورة بقا. رامبو لا رامبو ايه قول هيرو : وانقذتها منه .وعرضت عليها أوصلها .حتى مقلتش لاء ومقدرش والكلام بتاع البنات ده.لا.لايامعلمى .دى ركبت بسرعة .بس طلعت بيها على المقطم وسرحت بيها على الاخر .
محمود: المهم عرفت منها حاجة .
أكرم :أهدى يابنى مش من اول مرة كده .اتقل .
محمود: بقولك ايه انت شكلك رايح تهزر بقا وتضحك .
أكرم : عيب عليك يا حودة .انا بس مش عايزها تشك فى حاجة عايزها لما تحكيلى تكون مطمنالى .
محمود:طيب انجز بقا مش قادر استحمل .وبقولك ايه اوعى تيجى جنبها انت فاهم قصدى ايه طبعا .دى بردك بنت واحنا عندنا اخوات .ميمنعش انى نفسها اخنقها واموتها بس فى الاخر بنت فهمنى .
أكرم : والله عيب عليك يا أبن خالتى .انت تعرف انى اعمل حاجة حرام .أنا اه هلس وبهزر وبضحك بس عمرى رجلى ماخطت ابدا فى الحرام
محمود: خلاص متزعلش منى بس انا بنبهك .
**********************************
"هبة" وهى جالسة تبكى فى حجرتها وبجانبها صديقتها "راجية ".
هبة : أنا مش مصدقة يا"راجية "."محمود" أتجوز طب ازاى فهمينى انت .ده أحنا لسة سايبين بعض من يومين .لحق حب وخطب واتجوز .ازاى فهمينى .
راجية : اهدى يا"هبة" بس .أنت عرفتى منين يابنتى مش يمكن اشاعة .
هبة : لا مش اشاعة .طنط "فايزة" خالته قالت لعمتو "مديحة" امبارح
راجية : يابنتى يمكن اشاعة .صدقينى .أصل صعب اوى واحد يسيب خطيبتة فى يوم ويروح يتجوز غيرها تانى يوم .
هبة : أنا لازم اشوفه .وضرورى
راجية :أنت اتجنيتى .أنت ناسية انتو سبتو بعض ليه.
هبة : لا منستش .بس أدهم ده ابن خالتى وزى اخويا والوحيد اللى بفضفض معاه .يعنى مفيهاش حاجة لو يحضنى .بعدين أنا كنت بعيط مكنتش يعنى فرحانة وكنت حضناه انا كمان
راجية : هبة انت بتهزرى .أنت مصدقة اللى انت بتقوليه ده. انت عارفة ان "ادهم" بيحبك واتقدملك كذا مرة ومكنش حضنك على اساس اخوة .
قاطعتها هبة قائلة : مليش دعوة حتى لوهو فى حاجة من ناحيته أنا لا .
ولازم "محمود" يفهم كده
راجية : مش عارفة اقولك ايه.بس حاولى بردك .يمكن
************************************************** *******
هاتف محمود "أمانى" وهو فى طريقة الى المنزل .
محمود: أمانى ممكن تخلى "حسناء" تلبس وتستنانى علشان عايز انزل اجبلها فستان علشان حفلة يوم الجمعة .
أمانى بأستغراب : حفلة !!حفلة ايه !!!
محمود:أة سورى معلش نسيت أقولك ,أنا اتفقت مع باباها هنعمل حفلة صغيرة علشان نعلن زوجنا قدام الناس والجيران هناك عندهم .
أمانى : اها .طيب ماتخدونى معاكو اهو اخرج شوية اشوف ناس .
محمود: طيب يالا البسو انتو الاتنين على مااجى .
أمانى : حبيبى .ثوانى وهنكون لابسين ومنتظرينك تحت .
أخبرت "أمانى" "حسناء" .وتركتها ترتدى ثيابها .ودخلت غرفتها هى الاخرى لارتداء ملابسها.
**حضر"محمود" سريعا ووجدهم ينتظرونه بحديقة المنزل .
محمود:ايه السرعة دى .ده انتو مصدقتو .
أمانى : أمال ايه يابنى.دة انا لبست بسرعة الصاروخ .لكن "حسناء" اتاخرت شوية بسرعة 3بطة ههههه
محمود: طيب يلا ياغلبوية
أمانى : ماشى اتفضل طيب جنب مراتك .وانا هامشى جنبها علشان ننم شويه .
خرجوا جميعا من المنزل واتجهوا للسيارة
جلست "أمانى" فى المقعد الخلفى و"حسناء" بالمقعدالامامى بجانب محمود
محمود: هاتحبوا تروحوا مكان معين ولا اوديكم حاجة على ذوقى .
أمانى: على ذوقك طبعا يا حودة
أوقف "محمود"سيارته الفارهة أمام أحدى المولات الضخمة بالقاهرة ثم سار بجانب "حسناء "التى كانت تسير بتوجس وخجل شديد .
فهمس بأذنيها قائلا : الفستان اللى يعجبك شاورى عليه على طول .
فأومأت برأسها فى خجل قائلة : اللى انت تشوفه .
وقف محمود أمامها ناظرا الى وجهها قائلا : لا اللى انت ها تنقيه هو اللى انا هاجيبه .لازم يكون على ذوقك
حسناء: أنا شايفة انة اصلا ملوش لزوم الفستان ده .الفستان ده يتجاب لواحدة عروسة مش ليا انا .
محمود : مش عايز مش اسمع منك الكلام ده تانى .انت تستهلى تلبسى أحسن فستان فى الدنيا وترفعى رأسك ادام الناس انت مش جانية انت مجنى عليكى .
هربت دمعة من عينيها فرأها محمود فأزالها سريعا من وجهها وحدثها بحنان : مش عايز اشوف دموعك دى تانى .سمعانى .
أؤمأت برأسها بالموافقة ودخلا معا أحد المحلات وأبتاعت اول فستان رأته امامها ونظرت اليه بعين دامعة .تريد ان تصرخ عاليا يا ليتنى ولكن بعد ماذا .
أمانى وهى ترى الحزن بعينيها :يابنتى نلف شوية طيب مش اول واحد كده نجيبة على طول .
هانلقى احسن من كده كتير .
حسناء: لا مفيش داعى كويس وخلاص .
"محمود" وقد أحس بحزنها الشديد لايريد ان يضغط عليها اكثر من ذلك : خلاص اللى تشوفيه يا"حسناء" انت اللى هاتزينى الفستان مش هو اللى هايزينك .
داعبته أمانى : ايوه بقا على الكلام الجامد ده
أحرجت "حسناء" ووضعت وجهها أرضا .
فأكملت أمانى ضاحكة :طيب انتى وجبتى فستان امال فين بدلة العريس .
محمود: فى محل تانى اهو قدام هاندخل نشوف فيه.
دخل "محمود" وبجانبه "حسناء" وانتقى بدلة سوداء وأخذ رأى "حسناء" و"أمانى" بها فأعجبتهم بشدة .
ابتاعها المحمود سريعا وخرجوا جميعا من المحل فداعبته"أمانى" وهى ممسكة بيده قائلة : طب ايه ياعريس مش ناوى تأكلنا حاجة تشربنا اى حاجة يعنى.
أبتسم محمود اليها قائلا :لو صبرتى بس شوية كنت هوديكى مكان عمرك ما شفتيه ,وعلشان انتى دايما متسرعة كدةه,أنا هادخلك اى محل هنا وخلاص .
أمانى وهى تشددعلى يديه: كده بردك يا"محمود" .مليش دعوة .أنا عايزة اروح المكان اللى كنت هاتودهولنا ده .
محمود وهو يزيح يديها عنه ضاحكا : بعينك ثم قاطع شرود حسناء التى كانت سائرة بجانبه تائهة غائبة عن كل شى تفكر لو ان كل ذلك حقيقة .لو انها قابلته فى وقت غير هذا .لو ان الحب الذى يظهره لها حقيقة وليس شفقة على حالها .أحست "حسناء" بيديه فأبعدت يديها سريعا عنه .تجاهل "محمود" رده فعلها وأكمل حديثة :المكان التانى ده هابقى اودى فيه "حسناء "بس .وانت بقا خليكى متسرعة كده على طول .
تركت "أمانى" يدى "محمود" وأسرعت بالجهة الاخرى وأمسكت يدى "حسناء" قائلة : يرضيكى يا سمسة كده مجيش معاكو .
أبتسمت لها حسناء قائلة :أحنا نقدر نروح من غيرك بردك .
فى ذلك الوقت كان يتابع من بعيد شاب طويل ونحيل كل مايدور وظلت عينه على "أمانى" التى كانت كثيرة المرح .
أدخلهم "محمود" مطعم فاخرا وأجلس الفتاتين
محمود: أنا هانزل الحاجة فى شنطة العربية واجى .بس الاول هاطلبلكم المنيو تختارو اللى انتو عايزينه .ثم رمق "حسناء" بعينيه موجها اليها حديثه: ونقيلى حاجة على ذوقك .
أشار "محمود" للنادل بالمطعم ثم أخذ منه قائمة الطعام وأعطاهم اياها .ثم أخذ ملابس العرس وأنزلهم .
فى ذلك الوقت وبالطاولة التى بجوارهم كان جالسا تلك الراجل الذى كان يتابع "أمانى" بعينيه .أستغل عدم وجود"محمود" .وأوقع ملعقتة بجانب الكرسى التى كانت تجلس فوقه "أمانى ."
ثم جثى على ركبتيه وأخذها هامسا اليها:أنا اسف اوى يا انسة
لم تجبه "أمانى" فأقترب أكثر منها محاولا التحدث معها ,فنظرت اليه بأحتقار شديد وحاولت حثه على الابتعاد .
فى تلك اللحظة أتى "محمود" فرأه فأمسكه من ياقة قميصه وأدار وجهه اليه بيده الاخرى وحدثه: نعم عايز ايه.
رأى هذا الشاب "محمود" وقوته الجسمانية .وضآلته هو أمامه فحدثه متلعثما: حضرتك فهمت غلط انا الملعقة بتعتى وقعت وانا كنت بجبها حتى اسألها انا جبتها وأتأسفت مكنش قصدى حاجة .لم يدعه "محمود" يتحدث أكثر من ذلك ووجه اليه بضعة لكمات سقط على أثرها أرضا .حضرسريعا مدير المطعم حينما رأى هذا المشهد أمامه وانقذ الشاب من يديه .
ثم أجلسه ظل يهدء من ثورته .
مدير المحل : خلاص يافندم حصل خير وهو بيقول مكنش قصده حاجة .
محمود: وانا بقولك كان بيحاول يقرب لاختى .ايه انت شايفنى اعمى
مدير المحل : خلاص يافندم وحضرتك ضربته خلاص .حضرتك عارف ان ده محل ومحترم يعنى المفروض ميحصلش فى حاجة زى كده.
نظر الية "محمود" بغضب شديد ثم وجه كلامه "لحسناء" التى كانت تضع يديها على أعينها وأمانى التى كان وجهها يمتلئ بالقلق الشديد: يلا قوموا من هنا هانروح مكان تانى أحسن من ده الناس اللى فيه تكون محترمة ومترداش بأى غلط يحصل قدامها.
قامت الفتاتان سريعا وعلى وجههم الخوف الشديد .
أما صاحب المحل حاول جاهدا الدفاع عن سمعة المكان وحثه على الانتظار .لكن "محمود" لم يستجب له .
"أمانى" وهى تخرج من المطعم : انت كبرت الموضوع اوى بصراحة يا"محمود" .كان كفاية تزعقله مش تبهدله كده وتبهدل نفسك.
صرخ بها "محمود" عاليا : أسكتى يا أمانى وليا معاكى كلام تانى لما نروح .
أحست "أمانى" بالضيق الشديد وظلت واجمة حتى بعدان ذهبوا جميعا الى مطعم غيره .
أحست بها "حسناء" فجلست بجانبها تحدثها خفية:"أمانى" علشان خاطرى متزعليش .فهميه طيب انك كنتى بتقوليله يبعد .
أمانى بضيق شديد: ماشى يا"حسناء" لمانروح بس
************************************************** ******************

رحلة مش سعيدة.  للكاتبة: نيهال عوضWhere stories live. Discover now