1

22.1K 1.2K 185
                                    

أخذت تركض بالشارع المظلم بكل ما أوتيت من قوة والخوف بداخلها هائل، عينيها مختلفة اللون تلمع بالظلام، الحقيبة التي على ظهرها تصعّب عليها الركض.

أشخاص مخيفين يلاحقونها ويصرخون لها "لا توقفي!!"

كانت تخشى النظر للخلف فلا تريد رؤيتهم يقتربون! فاستمرت بالجري وحاولت تضليل المطاردين، ولكنهم باتوا قريبين جداً لذا حاولت أن تتذكر أي تعويذة تخلصها منهم.

تمتمت بخفوت بينما تبكي لتتفاجأ بظهور كرة من ضوء بنفسجي في يديها لأنها دائماً ما تفشل بالتعاويذ فقذفتها على المطاردين واستمرت بالركض.

صرخت بهم بشهق "دعوني وشأني!!" نظرت خلفها بينما تلهث لتجدهم اختفوا وعندها توقفت عن الركض لتأخذ أنفاسها بصعوبة ومازالت عينيها تذرف الدموع فمسحتها ثم أخذت تسير بينما تنظر للعلامة على كفها فقد كانت تضيئ بلون أزرق، زفرت أنفاسها ومزقت قطعة من قميصها لتغلفها بها، فهي لا تحب رؤية هذه الرسمة التي ظهرت هناك منذ ولادتها وجعلتها عرضة للتنمر.

لم تتمكن من الحفاظ على رباط جأشها فتناثرت الدموع من عينيها، خلعت حقيبتها مستمرة بالبكاء وأخذت تبحث بين ملابسها عن المال حتى وجدته أخيراً، هي بالفعل سرقت البعض من والدتها من قبل.

أخرجت البوصلة القديمة خاصتها ثم همست بصوتها المتحشرج "أرِني الصواب" لتشير لها الإبرة للأمام، حملت حقيبتها وأخذت تتبع الإبرة حتى وصلت للمبنى الموعود، ابتسمت ببهوت ثم وضعت البوصلة بالحقيبة ودخلت المبنى.

وقفت أمام باب أول طابق لتجد على الباب إشارة "منزل آل هارولد" طرقت الباب بتردد ليفتح لها رجل غريب يبدو خمسيني فتحدثت بتلعثم "مرحباً أريد عنوان مالك المبنى..."

تحدث هارولد "أنا هو بشحمه ولحمه يبدو أنكِ كريستل صحيح لقد تحدثنا بخصوص الشقة في الأمس! هيا تفضلي للداخل"

لوحت بيديها لتتحدث "لا لا أنا مستعجلة لقد جئت من السفر للتو أشعر بالتعب من فضلك أريني الشقة التي اتفقنا عليها الآن"

أومأ لها هارولد ليتحدث "إذاً إتبعيني..." صعدت خلفه الدرج للطابق الثاني

أشار لها للشقة على يمينه ليصرح "هذه ستكون شقتك أنا آسف فقد تحوي بعض الغبار، على كل حال لقد رأيتِ الصور من قبل، تطل النوافذ والشرفة على الغابة... وتفضلي ها هو مفتاح الشقة" وضع هارولد المفتاح بيدها ليتابع "إن احتجتِ أي شيئ أخبريني... ولا تقلقي بشأن الإيجار هذا الشهر حسناً؟"

أومأت له بابتسامة باهتة وشكرته كثيراً لتدخل للشقة، أغلقت الباب خلفها ورمت حقيبتها في الأرض ثم أشعلت الأنوار بينما تشاهد منزلها الجديد.

تنهدت لتهمس "يجب أن أعزل الرائحة الآن..."

بعدما نظفت الأرضيات جيداً جلست على ركبتيها وأفرغت حقيبتها من الملابس والمساحيق ثم أخرجت كتاب التعاويذ منها.

في الشقة المقابلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن