في الشقة المقابلة

6

ضربت قدمها بالأرض "أنت المخطئ هنا لا تنسى أن عليك الإعتذار بطريقة ما!"

تأفف أوناي "وما هو شرطك؟"

قالت كريستل بحماس "أريدك أن تأخذني في جولة على ظهرك في الغابة!"

"ماذا! الآن؟"

"أجل أجل لقد رأيتك عندما كنت تقفز فوق الأشجار لأن شرفتي تطل على الغابة وأريد أن أجرّب هذا!"

أطلق أوناي ضحكة ليتفوه "موافق" حملها على ظهره بسرعة وقفز من النافذة بخفة ثم أسرع للغابة، وها هو ذا يقفز فوق الأشجار وكريستل تصرخ باستمتاع وشعرها القصير يتطاير مع أوراق الشجر بينما يديها تتمسكان جيدا ببعضهما حول رقبته.

كان يتنقل بخفة من غصن شجرة لأخرى حاملاً إياها على ظهره، ضوء ضئيل ينير له الطريق فالوقت تعدى 3 صباحاً والشمس بدأت تشرق شيئاً فشيئاً.

صرخت كريستل "سأموت من البرد لكن هذا رائع!!"

غيّر مساره هذه المرة وأخذ يركض على الأرض بسرعة، تحدث أوناي بأنفاس متقطعة "سآخذكِ إلى أجمل بقعة بالغابة"

صرخت كريستل "مهلاً مهلاً أنزلني" توقف أوناي عن الركض وأنزلها من على ظهره وعلامات الإستغراب بادية على وجهه وهو يراها تتجه إلى إحدى النباتات وتقطف بعضها.

حك أوناي مؤخرة رأسه ليتلفظ "ما هذا!؟"

تحدثت كريستل بينما تركّز على عملها "أحتاج هذه النبتة بمعظم العقاقير.... قد تساعدك أيضاً بالتخلص من السير أثناء النوم"

"أنتِ خبيرة!"

"هذا لأني كنت دائماً أفشل بالتعاويذ فأحاول استبدال الأمر بالعقاقير... تعلمت كل شيء من أمي"

جلس أوناي تحت الشجرة ليصرح "أتساءل أين والديكِ؟"

نظرت له كريستل بوجه خالٍ من التعابير ثم أعادت نظرها للنباتات وتلفظت "إنهما في المنزل... جئت إلى هذه المدينة لأجل الدراسة"

"هكذا إذاً"

جلست كريستل أمامه لتتحدث "ماذا عنك! لماذا كانت الدماء تغطيك في ذلك اليوم عندما بقيت في شقتي حتى الصباح؟"

أطلق تنهيدة ليتفوه "إنها قصة طويلة"

"أخبرني أحب القصص الطويلة"

أخذ أوناي يسرد بينما ينظر للسماء "أنقذت شخص ما من قطيع مستذئبين أشرار، أنقذته بعد أن خضت معركة كبيرة مع أولائك المتنمرين وهكذا أرادوا الإنتقام مني

وأخذوا يلاحقونني وأنا لا أحبذ العنف لذلك هربت ولكنهم أمسكوا بي وقمنا بجولة مصارعة في شارع خالٍ قريب من شقتك ثم خرجت من الشجار وشعرت بطاقة قريبة مني وتتبعت إحساسي ودخلت لمنزلك

لأدرك أن منزلكِ عازل للرائحة لأن الذئاب لم تجدني فقررت أن أسكن في هذا المبنى"

"هكذا إذاً ظننت أنك مجرم ولكن كانت تلك الدماء لأولائك الذئاب"