تبتَّل

5.3K 327 142
                                    





-

كُن كقِطة المواء الحزِين، رسِخ مُقلتيّك على أدنىٰ الأمُور، إتبع حَدسك بهدُوء قوام كما تلعقُ هِي ظاهِر كفها، لا تعجل بالحُكم فهِي تمُوء حزناً عِندما يسُوء فعلها .

خمسٌ وثلاثِين دقيقة، مرت منذُ جُمعنا هُنا، بِحسب كونِنا نطمعُ لشيئِين :

-كُل ما أوتِي فِي حكمِ المَال والأشياءِ الثمِينة .

-إثبّاتُ الحظِ المُفرط، والشجَاعةُ المتملِكة .

رُبما كان السُؤال الغالب هُنا، مَالطائلُ من كلِ هذا؟مالهدَف؟مالغايةُ النِهائية؟بسِيط جداً .


الاستِمتاعُ بلحظاتٍ قصِيرة من خرُوج روحٍ عن جَسد .

سيبدُو هذا ضرباً من الاختِلال، بل حتى جُنوناً، لكن فِعلاً وجُود البعض هُنا كان من أجلِ أن يروي ضمَأهُ المرِيض، رؤيةُ من حولِه يُعاني الخوف والرُهبة فِي سبيل الموت كَان أحد الملذاتِ العزيزة على قلبه، حتى وإن كَان على حِساب تعريض نفسه كذلِك للهلاك.

ولكن كمثلِ متيمِي الدُنيا ومافِيها، ومُحبي اللهو أرجاءً، كانت غايتهُم الوحِيدة الحصُول على كلِ شيء، كل مافِي الجُعب، مِن مالٍ وماينتجُ منه مالاً، لقد كانُوا على أتمِ الاستعداد لخوضِ رحلةٍ متسلسلة لجانِب الموت حتى يُشبعوا رغباتِهم.


لكِن الجمِيع هُنا يتحججُ بأنهم يثبتُون شجاعتِهم، فِي مواجهة الأمُور وسِعة حظ كبِيرة، وقد كانت هذه الحُجة اكثر غباءً مِن الأسباب الحقِيقية .


"اللعنة كارلُوس!الا تستطُيع تعبِئة الرصاص حتى!"

صاح عالِياً وهُو يسحبُ المُسدس من يدِ الضخمِ كارلُوس، ليُطلق هو سِباباً عدِيدة نحوه، بينما عاد بأنظارِه للمُسدس بيدِيّ صاحِب العيُون الملتوِية .


"تحبُون المماطلة أليس كذلِك؟"

هي هتفت ضاحِكة، كارُولِين، الفاجِرة البهِية برقصَاتها، والشنِيعة في مساحِيقها الغريبة، التِي تلين لمن يُريدها وكأنها فرخٌ ساذج، لأُردف عاقِدُ الحاجبيّن .

"هل تُريدين الإستعجال على موتِك حتى؟"

لقد كانت إجابتُها مختصرة برفِع كتفيّها للأعلىٰ ك -لا أدرِي؟-

"أوليّس هذا واضِحاً جداً؟هِي تتُوق لممارسةِ لعناتِها مع سُكان الجحيم"

تَقلُب | VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن