تَقلُب | VK

إِتضَاح

-

"لا مَعنى له، هَذا كُله لا مَعنى له!"

أَردَف غاضِباً بيّنما دَفع نفسهُ واقِفاً عن الكُرسي، والآَخر الذِي يَتحسس موضِع رقبتِه بهدُوء مُستشعِراً نَبضه المُعدم، وحِينها عبِقت ملامحُ الهدُوء وَجهه، ليَقطُب الفَحمِي حاجبيِّه بتعجُب .

"مَات إذاً.."

تَوقف بُرهةً وهُو يجُول عينيّه تَفحُصاً، يُشاهده طرِيح الطَاولةِ بمُقلتان إختفَا تَحت سُترِ جِفناه، وبحركةٍ سَريعة من قرنِيتاه اللتَان مُررت ناحِية آخِر اللاعبِون، يجلسُون بِسكُون وكَأن أيٌ مما حَصل مُجرد عَابر وفَقط.

"مَحضُ هراء، كُل مايحدثُ هُنا مَحضُ هُراء!"

كَان الوحِيد الذِي يتحدَث، وكأَن لِسانهُ أُعتِق من قفصٍ كَبلبلٍ سجِين حُرر للسمَاء، كَان الوحِيد الذِي يدُور فِي الأَرجاء مُحاولاً حل أُحجِيةٍ لا أسَاس لهَا، لكِن هو تَوقف عِند الطَاولة بعد أَن قال ذُو الشارِب المُنمق.

"بَل محضُ خُدعةٍ ياعزِيزي"

وهُو يدسُ سِيجارته فِي إناءِها جَاعلاً من الفَحمِي يزدَاد حيرةً، أهُو لحدِ الآن جَاهل؟أهُو لحدِ الآن غَافِلٌ بستار أعتَم بَصره ودَمّس عَقله عن مَايراهُ الآخرُون؟لقَد طغى كيلهُ مِن الأَكاذِيب، كسيّجٍ من الحَديد أحَاق حولهُ عن الحقِيقة، سأَم تماماً كما هُو واضحٌ على معَالِم وجهه .

"أَلم تُفكِر بهذَا؟إِرجع بذَاكرتِك قليلاً، ودثِر ذلك الغِشاء عن عينَاك"

اَكمل قائِلاً وهُو يلعبُ بشفَا شارِبه، جَاعلاً مِن الآخر يعُود للحلقة المُغلقة، يعُودُ للدورانِ أنحاءً مُجدداً .

"لا أَفهم لا أفهم!"

"سيكُون مِن الجمِيل تقمُص شخصِية هيركيُول بوارو بعضَ الشيء، وإن كنتُ لن أصِل لعظمةِ مقَامك سيدِي بوارُو، أَخبرنِي ياصدِيقي لمَ نحنُ هنا؟"