الفصل الرابع : لا احد يهرب من الماضي

21.1K 614 9
                                    

عاد جونثان الى المنزل مثقلا بالحزن لم يستطع ان يقنع جابرييل بالرجوع عن موقفها ولا يعرف سببا

لكره كريس ماسيني لعائلته لهذه الدرجة

كانت والدته هي اول من سالت

ما بك عزيزي ارى انك لست بخير

تنهد جونثان قبل ان يقول:

فعلا امي انا لست بخير, تعبت من كل هذا الغموض وكل هذه الاسرار التي تحيط بنا, كيف

وصلنا الى هنا امي لابد من سبب وجيه و انا اريد ان اعرفه

اطرقت كاترينا غير قادرة على الكلام

بينما اقترب ريتشارد بهدوء من ابنه

اظن انك على حق جوني يجب عليك ان تعرف الحقيقة والان

صرخت كاترينا من الفزع

لا ريتشارد اتوسل اليك لا تخبره

بل يجب علي قال ريتشارد بحزم

هما اصبحا الان جزء من انتقام عائلة ماسيني وهذا يعني ان ولداي يجب ان يعرفا الحقيقة كاملة

سكتت كاترين وانهمرت دموع غزيرة على وجنتيها

كان ما سيفتحه ريتشارد جرح غائر لم يندمل ولم تشفه السنوات

اسمعني بني وربما تريد ان تجلس فما سأحكيه لك يعود الى وقت طويل جدا وقد يطول شرح ما

حصل

جوني كان يحتاج الى معرفة كل شيء وريتشارد وكاترينا سيفشيان اسرارا ذئبا على اخفائها عن

العالم اجمع

علاقتي بماسيني ترجع الى عقود زفر ريتشارد بقوة قبل ان يواصل, كنت يومها الناجي الوحيد لعائلة فقدت كل شيء بسبب الكساد الاقتصادي

وضاعت كل ممتلكاتنا وارصدتنا في البنوك, لم يعد لي شيء في فرنسا ولذلك رحلت, حطت الازمة الاقتصادية باوزارها

على كل البلدان المجاورة . كانت امريكا هي ملاذي الاخير, حين وصلت كنت لا املك شيء, عملت في كل مكان

لاجد سقفا وطعاما الى ان التقيت بجوشوا ماسيني كان يملك مطعما صغيرا في نيويورك, تعرفنا

على بعضنا, كان شابا طيبا عرض علي العمل في مطعمه وانا وافقت , مع الوقت

اصبحنا اصدقاء

اصبحت اعتبره اخي الاصغر, عرفني على خطيبته كاترينا

فتح جونثان فمه محاولا الكلام لكن ريتشارد اوقفه بيده


كاترين كانت تعزف الكمان في مطعمه كل ليلة, اغرمت بها من اول نظرة لكني كنت اعرف انه

حب مستحيل

علمت بعد ذلك ان كاترينا كانت السبب وراء ابتعاد جوشوا عن عائلته بايطاليا كانت كاترين من

عائلة بسيطة جدا بينما هو كان الوريث الاصغر لعائلة ماسيني ذات النفوذ الهائل

استمرت علاقتنا نحن الثلاثة لما يناهز السنتين كان جوشوا يحاول اقناع اخيه الاكبر في كل مرة ان

يسامحه ويبارك زواجهما لكن مساعيه دائما قوبلت بالرفض

كان حبي لكاترين يكبر كل يوم, اما نظراتها الي فكانت تعد بالكثير, قررت في يوم بعد تردد ان

ابوح لها بمشاعري

كان المطعم مغلقا يومها, طلبت منها ان توافيني اليه ظنا مني ان جوشوا لن يكون موجودا

اخبرتها كم احبها وتصريحها كان شيئا لم اتخيل ان يحدث يوما, كاترين احبتي بدورها

لم اتصور ان يستمع جوشوا الى حديثنا, يومها قررنا ان نتمهل قبل اخباره بما حدث

لكنه كان بالفعل قد سمع كل شيء, بدات علاقتنا تتسم بالفتور لم يعد جوشوا المرح الذي عرفت,

اصبح عصبيا بمزاج ناري

شككت لمرات انه يعرف لكني لم اتمكن من مصارحته

عدت يوما لاجد سيارة فاخرة امام المطعم, كان كارلوس ماسيني قد اتى ليرى اخاه, كان قرار

جوشوا بالعودة الى ايطاليا صادما للجميع

خصوصا حين طلب من كاترينا الانفصال عنه

علمت لحظتها انه كان يعرف بكل شيء

لمت نفسي كثيرا لكل ما حصل كان اخي الاصغر و انا خنت تقته واخدت منه حبيبته

رحل مع اخيه تاركا وراءه كل شيء

مرت سنوات تزوجنا فيها انا وامك ورزقنا بك, حين عاد جوشوا

لم يكن نفس الشخص, كان قاسيا وعاملنا باحتقار شديد, اقفل المطعم وتركنا دون عمل , ذهبت

يومها الى فندقه الفخم

كان اخاه كارلوس من استقبلني, احسست ان كارلوس كان سبب تاجيج الكره في قلب اخيه,

فجوشوا لطالما كان ذا قلب طيب

اعطى يومها لاخيه مسدسا وطلب منه قتلي لكي يغسل العار الذي لحقه بسببي, لكن جوشوا

رفض

حاول كارلوس ان يفعل ذلك بالنيابة عنه, كنت الاسرع ودار بيننا عراك عنيف انتهى بموت كارلوس,

وهربت بعدها خوفا من السجن اخدتك انت وامك وعدنا الى فرنسا

لافاجئ بان الاسهم التي كانت قد فقدت قيمتها قد ارتفعت بطريقة جنونية, استتمرت حينها بذكاء وعدنا اغنى من ذي قبل

ولم ارى او اسمع شيئا عن جوشوا منذ ذلك الحين

الى ان عاد كريس ماسيني لينتقم مني وينتقم من ابنتي الوحيدة بابشع الطرق

ظهر الالم جليا على ملامح ريتشارد بينما انهارت كاترينا في بكاء مرير

***

في مكتب كريس انتفضت جابريل بسرعة تعيد وضع ثوبها وهي تحس بالاذلال

كيف تمكن كريس من اخضاعها بمثل تلك السهولة, كان جرس الهاتف هو ما اعاد اليها رشدها

لتدفعه عنها بقوة

زفر كريس بعصبية وهو يضع اصابعه في شعره مجيبا على الهاتف دون ان تغادر عيناه جابي التي

اعادة ارتداء ثوبها بسرعة فائقة

جاء صوت السكرتيرة من الجهة الاخرى معلنة عن وصول ضيف اخر

دعيه ينتظر قال كريس بحزم

قبل ان يستدير ليعود الى جانبها يعيد وضع سترته كأن شيئا لم يحدث

ما بك تيسورو تبدين متعبة, هل راجعت طبيبا من اجل الحمل

اقترب منها يلمس وجنتها بحنان

صرخت جابي في وجهه وهي تبعد يده عنها , كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لصد الاغراء الواضح

في عينيه والتي كانت تذوب تحت وقعه

كف عن تمثيل دور الاب السعيد كريس هذا الدور لا يليق بك

ولما لا ؟ رد كريس بدهشة

لا لشيء , لاشيء بالمرة اريد الرحيل , جئت فقط لأقول لك انني اوافق على عرضك للزواج

ابتسم كريس ابتسامة باهته وهو يقول

فتاة عاقلة كارميا, لم اشك ابدا في رجاحة عقلك و اخلاصك لجونثان

هذا لا يهم الان, قالت جابرييل بحزن

يمكنك ان تفرح بانتصارك لقد مرغت اسم عائلتي في الوحل كما

اردت

مر بريق غريب في عيني كريس قبل ان يقول

هذا لايهم الان , سنرحل الى توسكاني في نهاية الاسبوع لرؤية امي اتمنى ان تكوني

جاهزة للسفر , "بورفافوري جابي ميا" اضاف كريس بسخرية وهو ينظر الى قدميها في

الحذاء ذي الكعب العالي.

حاولي في المرة المقبلة ان تنتقي احذيتك بعناية, حذائك ليس مناسبا لمراة حامل

ملابسي ليست شئنا من شؤونك ردت جابرييل بعنف قبل ان تفتح باب المكتب دون أي وداع

****

في منزل جونثان كانت الصدمة مازلت مؤثرة على عقله لم يستوعب كيف ان والديه اخفيا

عنه سرا بشعا طيلة هذه المدة

لكن كيف فعلتما هذا قال جوني بحرقة

لقد دمرتما عائلته لا عجب انه يكرهنا كل هذا الكره

لا عجب انه اراد الانتقام

كيف تمكنت من خيانة اعز اصدقائك بهذه الطريقة ابي؟

اطرق ريتشارد لبرهة قبل ان يتحدث بصوت حزين

لقد ندمت على ذلك كل يوم من حياتي وكنت انتظر ان ياتي اليوم الذي ينتقم جوشوا فيه لما

فعلته به وباخيه

لكني لم اتخيل يوما ان ياتي الانتقام في جابرييل

ويتركها بطفل لقيط , هذا ما لم اتخيله يوما

سكت جونثان قليلا قبل ان يقول

اذا كان هذا كل ما يهمك ابي فكريس قد طلب يد جابي للزواج

فتحت كاترين فمها من الدهشة بينما رمقها ريتشارد بنظرة نارية

انت السبب كاترينا اليس كذلك

نهظت كاترين مواجهة زوجها

كان على احد منا التصرف ريتشارد ابنتي ليست الوحيدة التي يجب ان تتحمل كل ما حصل

انت لا تفهمين, زواجه منها يعني موتها

كفا عن الصراخ قال جونثان صارخا

اتمنى ان اغير رايها قبل الموعد فجابي لا تستحق ان تدفع ثمن

اخطائكما

زوجة دون امتيازاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن