C H A P T E R |3

822 106 116
                                    


• • •

" أليسَ جَميلاً؟، وَحِيدة تَماماً "

• • •

شَهقتْ بِذُعرٍ، وفَتحتْ عَينَيها ذَات اللَونِ البُندُقي، لِتَستَيقِظَ وَسطَ ظَلامٍ دَامِس، تَملأهُ الوِحشة، فَقط خُيوط ضَئيلة مِن ضَوء القَمر تُضيء زَاويا تِلكَ الغُرفةُ الظَلْماء

أنفَاسُها مُضطَرِبة، ووَجها سَاخِن، الدُموعُ تَترَقرقُ فِي عَينَيها، وشَفتَيها تَرتَجِفان بِعُنف

مَسحتْ وَجهَها المُتعرِق بِكفِها الصَغير، وتَعدلَتْ بِجَلستِها المُبَعثَرة، أمَسكتْ خَشبَ سَرِيرها، تَتَحسسُ بِخَوفٍ مَكانها، لِتَبتلِعَ تِلكَ الغُصّة العَالِقة فِي حَنجرتِها مُغمَضة العَينَين، وتزفِرَ الهَواء الذي بِجَوفِها بِراحَة

أراحَتْ جَبينِها على كَفِها، تُدَلِكهُ بِلُطف، لِتُزيلَ الأفَكارَ السَودَاوية مِن ذَاكِرتِها، وتُطَمئنُ نَفسَها بِكَلِماتٍ تَشجيِعية

- أنتِ بِخَير، كونِ قَوية، إنّهُ مُجَردُ كَابُوس.

تَمتَمتْ بِخُفوت، بِإبتِسامة صَغيرة، مُزيَفة.

حَرّكتْ مُقلتَيها نَحو الأرض، تَبِحثُ عن خُفَيها اللذانِ يَقبَعان فِي مَكانٍ ما فِي الغُرفة، لكِن تَجمدتْ لِلحظة عن الحَركة، نَاظِرة بِزَاوية عَينَيها لتِلكَ القَدمَين العَاريتَان التي تَقِفان بِجَانِب سَريرِها دُونَ حَراك

رَفعتْ مِن رأسِها قَليلاً بِتَردُد، دُونَ تُزحزِحَ بَصرَها عَن الأرض، وضَعتْ كَفَيها على سَطحِ السَرير، تَسنِدُ جَسدَها المُرتجِف عَليهما، وتَدريجِياً وَاجهتْ عَينَيها جَسد التي أمَامها، لِتَتلاشى مَلامِح الخَوف مِن وَجهِها، لكِن لم يَتلاشى ذِلكَ مِن دَاخِلها

- أُمي!، مَا الذي تَفعَلينَهُ هُنا؟.

سَألتْ بِقلق، تَنظُر لِوجهِ والِدتها الذي بَدتْ مَلامِحه غَرِيبة بَعضَ الشَيء، أمَالتْ رأسَها، مُضَيقةً عَينَيها، تُحاوِلُ رُؤية وَجهها الذي يَكادُ يَختفي وَسطَ الظَلام،  واقتَربتْ مِنها؛ حِينما لَم تَسمع أو تَرى أيّ رَد مِنها، لِتهمِسَ بِصَوتٍ ضَعيف

- أُمي!.

تَراجعتْ والِدتها للِوراءِ، بِنظراتٍ فَارِغة، فِيما تَهزُ رأسَها نَافِية، وتُغادِر الغُرفة دُونَ أن تَنبِسَ شَيئاً

- مَا الذي يَحدُثُ لها؟.

سَألتْ نَفسها، نَاظِرةً لطَيفَها الذي اِختفى فِي الفَراغ، نَهضتْ بِتكاسُلٍ عن سَريرِها، وتَوجهتْ لتُشعِلَ الإنَارة، وتَنظُر لِلسَاعة المُعلّقة على الجِدار

نِصفُ شَبح.✔Where stories live. Discover now