C H A P T E R |4

628 101 122
                                    

• • •

" تَجتاحنَي رَغبةٌ عَارِمة فِي الهَرب مِن هَذِه
الحياة. "

• • •

تَجلِسُ وَسطَ غُرفتِها السَوداء، مُحتضِنةً قَدمَيها إلَيها، وتُريحُ رأسَها بِإنهاك عَليها

دَمعة حَارّة تُسابِقُ الأُخرى لِتنحَذِرَ بِخفّةٍ على وَجنتَيها اللتانِ اِكتَسحتْهُما الحُمرة، رَفعتْ يَديها بِبُطء؛ لِتُغطيّ وجَهها الشَاحِب بِهُما، وأطَلقت بيِأسٍ سَراح شَهقاتٍ حَاولتْ جَاهِدة كَبتّها فِي دَاخِلها المُتألِم

لَم تَعُد تَقوى على تَحمُلِ كُلِ هَذا، ذَلِكَ الألم أكبَرُ مِن تتحمَلهُ هي

‏ مُحاولاتِها فِي الحُصولِ على حَياة جَيدة لاتُجدي نَفعاً، تَعلمُ أنّ البُكاء لن يَحِلَ أمراً ، لكِن مَا عَساها تَفعل؟

الوَضعُ سَيء للِغَاية، وطَاقة التَحمُل أوشكَتْ على الإنتِهاء، هِي ما تَزالُ صَامِدة، لكِن اِستَنزفَتْ الكَثيرُ مِن الكِتمان

تَكادُ تنطَفِئ شُعلةُ روحِها مِن اِزدِيادِ دموعها، التَعبُ بِداخلِها يَزيد؛ لتُمسِ غيرَ ثَابِتة، إنّها تَميل، وكُلَ يَومٍ تَزدادُ فِيهِ ميلاناً

مُجردُ لَحفة هواءٍ بَسيطَة، وستَسقُط على الأرضِ هالِكة.

نَهضتْ مِن مَضجعِها، لِتَرمي بِجسدِها على السَريرِ، بَينما تَضغطُ بِقُوةٍ على قَلبِها، تَزامُناً مَع عُلو صَوتِ بُكائها

تِلكَ الهَمساتُ تَعودُ مُجدداً، تِلكَ الهَمهمات، وتِلكَ الأطياف البَيضاء التي تَطوفُ فِي الغُرفة، أمستْ أدنَى مِنها، وأوضحَ بِمِليونَ مَرّة عن سَابِقاتِها

- أنتِ قاتِلة.

ذَلِكَ الصَوت يُلازِمُها مُجدداً، ذَلِكَ الشَخص، وتِلكَ النَبرة البارِدة تَحمِلُ فِيها تَهديد مُخِيف، جَعلَ مِن جَسدِها يَرتِجفُ بِوَهن بِمُساعدةٍ مِن الرِياح البَارِدة التي عَصفتْ فَجأة فِي المَكان

- مَن أنت؟، مَا الذي تُريدهُ مِني؟.

تَمتمَتْ بِتَردُد، وبِصَوتٍ مُتعَب مِن كَثرةِ البُكاء، عَينَاها الحَمروان كَانتا تَجوبُ حَولَ كُلَ إنشٍ داخِلَ الغُرفةِ بِخَوف

تَشعرُ بِالأطيافِ تَقترِبُ أكثَر فأكثَر، وتَزفِرُ الرِياح أثقالَها بِعُنف على مُحيطِها، لِتَستقِرَ شِفاه غَير مَرئية بِجانِب أذُنِها؛ وتَهمِسَ بِذاتِ النَبرة البَارِدة

نِصفُ شَبح.✔Where stories live. Discover now