04 | Quatre.

2.1K 368 231
                                    


كلُ تعليق من القلبِ، يصنع يومِي. 💛

لكلِ شخصٍ طقوسهُ الخاصةُ بالحزنِ.

مِنا منِ يبحثُ عن حضنٍ يرتاحُ به، و منَا من يفرغُ كل ما يجولُ بخاطره
على اسماعِ من يثقُ به، في حينِ يحبسُ البعضُ انفسهم بعيدا عن
كل الانظار، و يجعلون التساؤلاتِ تتطاير عنهم.

هِي كانت تختارُ الهروب.
الهروبَ من الاسئلة و الاجوبة، الهروبَ من الواقعِ،
الحقيقةِ البشعةِ و الساخرة.

امضت ايامها الاولى منعزلة، احاديثها مع افرادِ اسرتها اصبحت محدودة،
اما صديقاتها فكانت تلقي عليهم التحية و تمضي قدماً، واضعةً
السماعات باذنها كتمويه تكتيكِي لتفادِي كل ما قد يعكر مزاجها المعكر بالفعل.

لكن الى اين؟ لطالما كانَ هروبها مجديا. لكن هذه المرة،
كانت جميعُ الاماكنِ تعيدها الى نقطة البداية، تذكرها بالقلبِ الطيبِ
الذي كسرتهُ، و الذلِ الذي الحقته بنفسها.

و كأنَ حبلا ما كانَ يخنقها، يمنعُ انفاسها من مغادرةِ فاهها
الا بمجهودٍ شديدٍ. التعبُ اصبح رفيقهَا الذي لا يفارقها، و النومُ لم
يكن ليأخذها من كابوسٍ قاسٍ الا الى آخر اقسى منه.





ضَاقَ بها الامرُ ذرعا و هِي ترى ملامحَ جونغ ان المتعبة،
ابتسامته التي لم تكن تفارقُ شفاهه ما عادت تشرقُ ابدا، و الهالات السوداءُ
لا تزيدُ كل يومٍ سوى اسودادا. غادرت قاعةَ المحاضرات سريعا،
هروبا الى اللامكان. هي لا تعرفُ الى اين، فقط رغبت بالذهاب
الى ايِ مكان بعيدٍ عن من تعرف.

وسطَ الشارع، بين اناسٍ لا تعرفهم و لا يعرفونها،
انفجرت هي باكية، سامحة لدموعها التي حبستها لمدة تقاربُ
الاسبوعينِ بمغادرة محاجر عينيها المتعبتين اخيرا.

ارتفعت شهقاتهَا و قدماهَا بالكادِ كانت تحملان ثقلها.
اخذ منهَا الامرُ دقائق لتستعيد ثبات تنفسها. اكملت سيرها سريعا
هاربةً من تلك النظرات المتفحصة التي تحكم عليها بشدة.

التقطت هاتفها، كانت بحاجة للكلام. كثيرا. اخذت تقلبُ بين الارقام العديدة،
باحثةً عن رقمٍ تثق بصاحبه ليتحمل ضعفها، يلتقطه و يأتمنه، شخصٍ يرى ما تحمله بشخصها
خلفَ ذاك القناعِ الضاحكِ و المبتسم الذي ترتديه بشكلٍ يومي و لا يغيرُ
نظرتهُ عنها، شخصٍ يساندها دون ان تحسَ بالخجل و هي تُعري نفسها امامه.

لكن لا. لا احد.
بقائمتها الطويلةِ تلك التي لم تجد
شخصا لم تراودها شكوك حوله.

لحظتهَا فقط، ادركت هي حجمَ وحدتها.















parfois • o.shWhere stories live. Discover now