قلوب سوداء 3

35.8K 2.7K 338
                                    


(قلوب سوداء)

خرجتْ السيارة من أبواب المزرعة الكبيرة بينما جلستُ أنا القرفصاء فوق مقعد السيارة الخلفي، اخفيتُ وجهي بين ركبتاي و بكيت و انتحبت لكن من دون صوت خوفًا من المقنع خلف المقود،
كانت المرة الأولى التي أصعد فيها إلى سيارة
و أخرج من المزرعة.

ازداد بكائي و خوفي حين تخيلتُ أنهم قد يمتصون دمي و يقتلوني بكيتُ أمي و سامي قد لا أراهم مجددًا أبدًا.

لم تبتعد السيارة كثيرًا على ما يبدو فبعد لحظات قليلة توقفت السيارة.
فتح الباب الوحش المقنع مد يده نحوي أمسك بذراعي ثم سحبني للخارج ساقني كالنعجة لداخل مبنى رخامي نظيف بدأ شبيه لذلك المبنى الذي يتم فيه سرقت دمائنا البشرية.

فتح الباب الوحش المقنع مد يده نحوي أمسك بذراعي ثم سحبني للخارج ساقني كالنعجة لداخل مبنى رخامي نظيف بدأ شبيه لذلك المبنى الذي يتم فيه سرقت دمائنا البشرية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حتى الرائحة كانت نفس الرائحة رائحة المنظفات، ادخلني الرجل المقنع لغرفة كان بداخلها امرأة مقنعة ترتدي الأبيض، أجلسني فوق مقعد ثم سمعته يتحدث قائلًا:

"هذه هي المريضة افحصيها"
تقدمتْ مني ثم سألتني بنبرة لطيفة قائلة:
"من ماذا تشكين يا صغيرة؟"
قلت باكية:
"لا أشكو من شيء أريد أمي أعدوني لأمي!"

قال الرجل المخيف:
"لا أعرف لماذا تسأليها افحصيها"
ثم خرج من الغرفة راقبتُ المرأة لقد أخرجت شيء وضعته بأذنها ثم تقدمت مني أرادت إبعاد ردائي عن صدري تخيلتُ أنها تريد سحب دمي فبكيتُ و أبعدتُ يدها بشدة و حاولت الهرب لكنها لحقت بي بسرعة خاطفة غير بشرية و أمسكت بي ثم قالت:

"حسنًا يا صغيرة سوف نلجأ للطريقة القاسية"
وضعتني فوق السرير ثم كبلت يداي بينما أنا أصرخ و أبكي بشدة ثم وضعت ذلك الشيء الدائري البارد فوق صدري و استمعت لدقات قلبي الخائفة.
ثم فتحت فمي و أدخلت قطعة خشبية ثبتت بها لساني ثم قاست حرارتي و تفحصت جسدي الضعيف،
و بعد أن انتهت من الفحوصات خرجت تاركتن إياي مكبلة و باكية.

بعد لحظات عادت برفقة رجل مقنع أيضًا سمعتها تحدثه قائلة:

"إن الفتاة مصابة بالجدري المائي كالجميع هذه الأيام علينا احتجازها هنا"

لم أفهم ما كانت تقول فقد ركزت على كلمة "احتجاز"
خرجتْ المرأة و بقى الرجل وحده يكتب شيئًا ما بورقة لكنه فجأة أنتبه لبكائي فألتفت لي بقناعه المرعب القبيح....حاولتُ التزام الصمت حاولتُ عدم أصدر صوت، لكن قد فات الأوان فها هو يتقدم مني، و الأن يمد يده ليلمس رأسي لكن المرأة عادت وقالت:
"غرفة الحجز جاهزة دكتور برينت"
التفتْ لها ثم قال:

"حسنًا خذي الصغيرة لهناك لقد كتبت لها الأدوية و مواعيدها التزمي بها"

خرج الرجل الذي عرفت بالتوى أنه الطبيب نعم لهذا يرتدون معاطف بيضاء لا تتناسب مع قلوبهم السوداء.
أخذتني المرأة او الممرضة إلى غرفة صغيرة بيضاء نظيفة بها سرير و جهاز أسود معلق على الحائط لم أعرف ما هو بدلتْ لي ثيابي ببنطال أبيض و قميص بنفس اللون ثم تركتني على السرير و غادرت.
نظرتُ للمكان حولي في خوف ثم بكيت، استمريت في البكاء دون انقطاع لساعات ثم تحول بكائي لصرخات:
"أريد أمي"

أخذتُ أطرق على الباب و أصرخ بشكل هستيري بعد لحظات سمعت صوت و رأيت من أسفل الباب ظل أقدام لشخصين تقترب، فقفزتُ على السرير و غطيتُ جسدي بالغطاء، تمسكتُ بالغطاء بشدة،

سمعتُ الباب يُفتح سمعتُ صوت الممرضة تقول:
"لقد نسيت قناعك؟"

سمعتُ الباب يُغلق من جديد ثم شعرت بشخص يقترب من السرير.
سمعتُ صوته يقول:

"هل لديكِ اسم؟"

رفعتُ الغطاء عن وجهي ثم نظرتُ له لم أعرف إن كان منهم او منا،
فلم يكن مقنع و لم يكن بشع كان رجل وسيم يمتلك عينان زرقاوان.

عرفتُ من رداءه الأبيض أنه الطبيب فقد قرأتُ أسمه بصعوبة فلم أكن أجيد القراءة جيدًا في ذلك الوقت لكني نجحتُ في قراءة أسمه "الطبيب.جاريد برينت"

أعاد سؤاله:

"بماذا تدعوكِ والدتكِ؟"

قلت بصعوبة فقد كنت اصارع لإخراج صوتي من حنجرتي:
"أدعى إيرين!"

قال بنبرة عطوفة:

"إيرين لا تخافي لن يؤذيكِ أحد أنتِ مريضة أنتِ هنا من أجل العلاج سوف تتعافين بسرعة إن كنتِ متعاونة....."

قلت باكية:

"لكني أريد أمي أرجوك؟"

"سوف تعودين لأمكِ أعدكِ لكن بعد أن تتعافين تمامًا حسنًا؟"

صمتُ لبعض الوقت ثم أومأتُ برأسي موافقة،
مسح بيده على رأسي بلطف ثم نهض عن السرير قائلًا:
"إهدائي و شاهدي التلفاز سوف أضع لكِ الرسوم المتحركة مشاهدة ممتعة"

فجأة تحول ذلك المربع الأسود لصورة صور متحركة و أصوات احتضنت الغطاء خائفة وأنا أنظر لهذا السحر.
ابتسم ثم قال بشيء من الشفقة:

"اوه أفترض أنه ليس لديكم تلفاز في المزرعة؟"

أومأتُ برأسي "لا"

قال بشيء من التعجب:

"ألم يسبق أن رأيتِ واحدًا؟"

التزمتُ الصمت و أنا أتذكر قصص والدتي نعم لقد سبق وأن تحدثتْ عن هذا الشيء المدعو بالتلفاز،
وضع يديه في جيب معطفه ثم قال:

"سوف تكونين بخير يا إيرين يبدو أنكِ متعلقة بوالدتكِ كثيرًا؟"
قلت مترددة:

"والدتي و أخي (ثم سكتُ لبعض الوقت وقلت)
هل سيسحبون دمي كما يفعلون بسكان في المزرعة؟"

قال:

"لا إيرين لن يسحب أحد دمكِ أبداً، أعدكِ ستتعافين ثم ستعودين لوالدتكِ و لن يؤذيكِ أحد أبداً أنا أعدكِ".

مزرعة البشرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن