بندورا

209 12 8
                                    


أجلس أمام الصندوق ناظرًا إليه في قلق ثم أنظر إلى الساعة

"إنها تمام الحادية عشرة، ستأتي ناحش بعد ساعة كي تخلِّصني من هذا الصندوق سيئ السمعة قبل أن.."

تك تك تك

هناك طرقٌ يَصدُر من داخل الصندوق، حدّقت به للحظة ثم انتفضت فزعًا مبتعدًا عن.." أنا حقًّا لا أريد أن أخطئ خطأ بندورا.

مازال هناك طرق بالداخل مما أثار في ذهني ذكرى معيِّنة، عندما كنت في تلك المحاضرة ﻠ د/ألبير بالأكاديمية..

دخل د/ واثق من نفسه كما نطلق عليه جميعًا دون علمه وهو يتحدَّث بثقته المعتادة:

- في مادة أساطير وحقائق سندرس اليوم أسطورة بندورا صاحبة الصندوق الشهير"صندوق بندورا" وكالمعتاد سنبدأ بالأسطورة وهي تتحدث باختصار عن أن زيوس أهدى تلك المرأة بندورا صندوق وحذَّرها من فتحه غير أنها فتحته فخرجت منه كل شرور البشرية كالكذب والحقد والحسد وغيرها فأسرعت بإغلاقة حيث لم يتبقَّ فيه إلا الأمل والذي لم يخرج منه.

عدت بذهني للوقت الحاضر مفكِّرًا" لا أظن أن الأمل هو من يطرق من الداخل".

ذهب ذهني مرّة أخرى إلى المحاضرة حيث أكمل د/ألبير حديثه قائلًا:

- بالطبع يُقال أن الصندوق في الأصل جرّة وعندمل تُرجمت أسطورة بندورا إلى اللاتينية حُرّفت من جرّة باليونانية إلى صندوق باللاتينية، هذه كانت الأسطورة والآن دور الحقيقة.

يجب أن أنوِّه فأول الأمر أن الأسطورة اليونانية هي التي حرّفت كلمة صندوق إلى جرَّة وذلك لتضليل الفضوليين ممن تُسوِّل لهم أنفسهم للبحث عنه كي يسعوا خلف جرَّة وفي النهاية يصلون إلى سراب

أما عن حقيقة بندورا فهي مشعوذة إغريقية وليست ساحرة مع الاحتفاظ بالفرق بينهما، فكما تعلم أن المشعوذة هي التي تعتمد على فن صناعة التعاويذ، أي شخص يستطيع أن يكون مشعوذ أما السحرة فلديهم قوى خاصة إلى جانب استخدام التعاويذ. نعود لبندورا

كانت تلك المشعوذة تعيش بأثينا، وفي عام ما حدث جفاف ومات كل الزرع لكن ظهرعلى أطراف أثينا شجرة يبدو أنها نَمَت بين ليلة وضحاها وهنا شرع الجميع بالهلع، وحسب الخرافات المنتشرة في ذلك العصر بدأ الجميع بالاعتقاد أنها شجرة الشيطان وعلامة لحلول لعنة قريبة على البلد، وأنها سبب الجفاف، أما في الحقيقة هي نوع نادر جدًّا من الشجر ينمو على أقلِّ قدر ممكن من الماء وسريعة النمو.

على أي حال، سارعوا لإحراق الشجرة لكن بندورا كانت قد حصلت بالفعل على بعض الخشب من الشجرة سوداء اللون تلك وصنعت منه صندوقًا، وباستعمال بعض التعاويذ استطاعت وبشكل معجز أن تجعل من ذلك الصندوق شيئًا مميزًا فأصبح له القدرة على احتجاز تلك الأشياء الحسية الشريرة لدى الإنسان كالحقد والكراهية وغيرها من الصفات السيئة.

العين الثالثةWhere stories live. Discover now