حالة طوارئ

85 9 1
                                    

أصبحت تلك الليلة موعدًا لا يستطيع أي من الوسطاء التخلف عنه.

نائم ذلك الوسيط في فراشه ليضيء هاتفُه فجأة على المنضدة بجانب فراشة ويصدر نغمة مُلِحَّة تبدو مزعجة أكثر من المعتاد..نهض ليتفقَّدها ومن ثَمَّ أسرع وبدَّل ملابسه ليرتدي الأسود ثم أحضر خنجره ماركة (الجلاد) وأسرع خارجًا.

تجلس تلك الأسرة حول مائدة الطعام لتناول العشاء، تحضر الأم الطبق الرئيسي وتبدأ في توزيع الطعام على الأطباق ليرن الهاتف..

لم يبدُ أن أيًّا من أفراد الأسرة يبالي بالرد، ذهبت في ضجر لتردَّ ومن ثَم بدا على وجهها ملامح القلق، وضعت الطبق في يد زوجها وأسرعت لحجرتها لتبدل ملابسها للأسود وتحضر خنجرها مخبِّئة إياه في ملابسها وانطلقت للخارج وسط دهشة الجميع.

مستغرقًا الطالب المراهق في المذاكرة وحل واجباته فإذ بصوت طَرْق متقطع على نافذة حجرته. هناك مَن يُلقِي الحصى على نافذته، وجد أنه صديقه بالأسفل مرتديًا الأسود ويقول له هامسًا

- هيا..إنها حالة طارئة

- .....

بدل الفتى ملابسه إلى الأسود بسرعة وأحضر خنجره ثم تسلل من النافذة ليرحل مسرعًا مع صديقه.

متجمعة الأسرة أمام التلفاز لمتابعة المسلسل المفضل، وفي شريط الإعلانات بالأسفل لاحظت الابنة شيئًا ما..إنه إعلان غسالات للجميع أما هي فتراه شيء آخر فقالت لا إراديًّا متفاجئة

- يا إلهي..!

حول الجميع انتباههم نحوها متسائلين، عادت إلى نفسها فتظاهرت بالتوعُّك واستأذنت للذهاب إلى حجرتها، ومن ثَم بدَّلت ملابسها للأسود ثم أحضرت خنجرها وتسلَّلت للخارج..الواجب ينادي

الوسطاء يخرجون من منازلهم ومن كل مكان في قلب الليل إلى الشوارع يرتدون الأسود ويتجوَّلون وفي أهبة الاستعداد لكن لماذا؟

العين الثالثةWhere stories live. Discover now