ترميم الكسور~

3.9K 369 72
                                    


جيمين، صديق أرتيميس الذي لا تستطيع الاستغناء عنه، لكنه يندرج ضمن القائمة السوداء، ما يحمله من صفات تمقتها كان أكثر عما تستطيع أن تطيقه، فهو إضافة إلى كونه غبيّا بعض الأحيان ومتهورا فهو لا يجيد التحكم في مشاعره، ولا فهمها، ولا الإفصاح عنها بالطريقة الصحيحة.
وعلى الرغم من عمر علاقتهما الطويل إلا أنها للآن لم تجد السبب في ذلك، هل يرجع إلى كونه خجولا؟ أم مترددا؟ أم جبانا؟

كل هذه الأسئلة راودت أرتيميس إلا أنها كانت أسئلة روتينية تعاد كالسيناريوهات القديمة في ذهنها، لا تجد لها تفسيرا ولا تستطيع بأي شكل من الأشكال نسيانها.


الأيام التي تمر بها حاليا هي الأسوأ، كل ما مضى خلال هذا الشهر هو كالكابوس، مزعج، مرهق، كثير المشاعر غير المفهومة، ذلك النوع من المشاعر التي تود لو تستطيع مواجهتها ولعنها.

بعد أن دخلت منزلها الذي يبعد عن الجامعة دهرا وبضع سنين ضوئية ارتمت عشوائيا على سريرها المبعثر ثم وضعت مرفقها الأيمن على عينيها وراحت تعيد سيناريوهات شهر فات.

فجأة راودتها رغبة بكاء رهيبة، كل شيء مضى بسرعة. تحسست الطاولة التي تجاور سريرها عل يدها تهتدي إلى هاتفها القديم، هاتفها الذي تعلق عليه كل اللوم من سوء الحظ الذي يلاحقها.
ل

يس الأمر أنها لا تستطيع مفارقته أو أنها تحتفظ به تخليدا لذكرى والدها الذي اشتراه لها، بل لأنها قامت بكل مجهود تستطيع القيام به، تذكرت الأيام التي سهرت بها تراجع دروسا فوتتها لانشغالها بأعمال جزئية عشوائية تجمع بها دخلا إضافيا، وحتى مصروفها الذي تبعثه أمها لها كل شهرين لم تستعمله، وكل طرقة اصطدمت بباب شقتها الرخيصة من صاحب المبنى يطالبها بحق الإيجار الذي لم تسدده للآن.
تنهدت بخفة لا تستطيع لوم أحد غير نفسها، اشترت هاتف أحلامها الذي كلفها عناء شهور بفعل متهور يبدأ اسمه بحرف جيمين. ما فعلته هو أنها نسيت هاتفها على الأريكة فجلس جيمين فوقه دون أي ضمير. ومن تلك اللحظة هو عزم على أن يجعل حياتها أكثر سوءا... أن يصلح هاتفها الذي لم ترض أن تعطيه إياه.

بعد برهة كانت قد غفت ولكن طرقا مزعجا حال دون ذلك فنهضت تلعن الطارق والذي بشكل من الأشكال تعرفه، فتحت الباب الذي استقبل هيئة بارك جيمين الذي جعلها تزور كل أبواب الجحيم، ودون أي تأخير أبعدها ودخل متجها إلى أريكة صغيرة قبعت بغرفة المعيشة بعد أن تفقدها بعينيه مليون مرة قبل جلوسه.

وقفت أرتيميس عند رأسه وما زالت تهسهس بشتائمها التي حفظتها ملائكة العذاب وقدمها تطرق الأرض دون صبر:
«ما الذي جاء بك سيد بارك؟»

ابتسم بعرض كأنه يقول لها: هذا ما كنت أنتظره وتحمحم قبل أن ينبس بكلماته ونبرته كانت هادئة تبعث على الراحة:
«عزيزتي آرتي، تعلمين كم مضى ونحن معا لكنك لم تتغيري أبدا، لا تزالين ذات رأس عنيد»

Broken  | مهشمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن