الأخير.

5.4K 756 374
                                    

أغنية البَارت: Dusk till dawn.

-

" إلى زوجي الحبيب أزاد، أُهدي إليك تلك الأغنية. أحبك كَثيراً."

قالت أشلي بينما تبتسم ليصفق الجمهور و الحشد الغفير الموجود في تِلك القَاعة الكَبيرة.

بينما راقبها أزاد من بعيد بإبتسامة ودموع الفرحة قد غطّت عينيه وهو يصفق بقوة وقد جلس والد أشلي بجانبه مبتسماً.

بدأت بالغناء و الجميع مندمج مع صوتِها الخلاب.

و فور إنتهائها بعد مدة قصيرة صفق الجميع و علت أصوات الصيحات و الصَفير.

"نَحن نحب أشلي، نحن نُحِب أشلي!"

صرخَ الجميع لتضحك و قد تجمعت الدموع في عينيها..

"أحبكم كذلك، شكراً لكم و شُكراً على الحُب.. ليلة سَعيدة."

تركت خشبة المسرح بعد أن لوحت لجمهورها و عادت إلى غرفة تبديل الملابس.

"أمي! أمي لقد رأيتكِ على الشاشة، لقد كنتِ جميلة."ركض فريدي طفلها الصغير نحوهَا لتضحك مُحتضنة إياه.

"أوه، يا لطيف."قبلت وجنته و شفتيه ليقهقه.

"هيَا إذهب و إلعب مع والدك، دقائق سأبدل ملابسي و آتي."إبتسمت له فأومأ وخرج من الغُرفة.

بدلت ملابسها و جلست أمام المرآة تُصفف شعرها ورؤيتها للمرآة جلب لها ذكريات امتلكتها مع هاري الذي كان يبتسم لها كل ليلة من المرآة أثناء تصفيفها لشعرها القصير.

لذا عادت بذاكرتها إلى الماضي..

تحديداً في اليوم الذي حاولت فيه الإنتحار!.

كانَ أزاد زميلها في الفصل والشخص الوحيد الذي لم يسخر منها واقفاً أسفل شُرفتها.

لطالما جلسَ وحده في نهاية الصف و لم يضايقها أبداً، هو لم يُحادثها حتى.. كان هادئاً طُوال الوقت.

"توقفي!."صرخَ فور أن رأى ما هيّ مقبلة على فعله وقد كان حينها ماراً من جانب منزلها بالصدفة.

"ماذا تريد؟."نظرت له بأعين دامعة.

"رجاءً أنزلي قدميكِ من على السور و تعالي لنتحدث، أرجوكِ أنتِ في مكان خطر."ترجاها لتنظر له بضع لحظات في صمت فعاد يكرر حديثه لتنزل و تفعل مَا طلب.

هو فقط أخذ يحدثها عن أي شيء و حاول التخفيف عنهَا عن طريق سرد بعض القصص و النكات و بطريقة مَا هو قد نجحَ في مهمته.

و منذ ذلك الوقت هما أصبحا.. صَديقين.

ولأوّل مرة، إمتلكت أشلي شخصاً ما، صديقاً تتكئ عليه حين تحتاجُ ذلك.

و أصبحَ هاري يزورها أقل.. ثمّ أقَل.. نادِراً.. ثمّ إختفى !.

لازالت تتذكر آخر ليلة زارها فيها من المرآة وقد وقف أمامها بطوله بينما عيناهُ حملتا بعض الدموع.

"لقد نجحتي أشلي الصغيرة. لقد تحمّلتي." أخبرها بابتسامة حزينة.

"ماذا هناك هاري، لماذا تبكي؟" سألته وهي تمسح على المرآة.

"لا شيء. أنا فخورٌ بك أش. فخور بك للحد البعيد." همس لتبتسم.

"وإن شعرتي في يومٍ ما أنكِ وحيدة.. ستجدينني معكِ دائماً. هُنا." وضع كفّه الكبير على مكان قلبه لتقوم أشلي بنسخ حركته ووضعت كفها على مكان قلبها.

ابتسم بحزن وأعطاها ظهره ثم خطى نحو انعكاس باب غرفتها الذي يظهر في المرآة وخرج.

وكانت هذه آخر مرّة رأت أشلي هاري فيها.

وفي مرحة أخرى من عمرها بعد أن كبرت وبعد أن أصبحت تواعد أزاد الذي أحبتهُ وأحبها إكتشفت أنها كانت تُعاني نوعَاً مِن الإضطراب.

حيث أنها بدأت تتخيل شخصية هاري و تُحدثه لتعوض النقص الذي تُعانيه خصوصاً من ناحية والدتها و من ناحية إنعدام الأصدقاء و تعرضها للتنمر.

و كان هاري تَجسيدَاً لشخصية سَيئة لأنه كان كما قال لها، مصنوعاً من ألآمها، الغضب، الحزن و الضيق بداخِلها.

لكنه في النهاية لم يكن سيئاً بعد كل شيء، هو كان يحتاج أحداً كما احتاجت أشلي إلى شخص ما.

"هل تريد مني الغناء حتى تستطيع النوم فريدي؟" سألت أشلي ابنها في السيارة أثناء عودتهم إلى المنزل.

"أجل.." همس الفتى وأراح رأسه على قدميها.

" إن كنت تشعر بالوحدة،
تذكر أني قريب.
إلمس قلبك واسمع سآتي لكَ
من بعيد.
تحمل تحمل وسأكون بجانبك
وسنمسك بأيدي بعضنا،
لأننا.. أشلي وفريدي."

ومَع وجود أزاد و بداية أول خطوات البُعد عن هاري هوَ إختفى.

صَديقها الخيالي السيء إختفى و لكنه كان قد علمها دَرساً ثميناً بالفعل.

أن التحمُل يولد السعادة في نهاية المطاف ولو لم تكن استمعت لكلماته وتحملت كل ذلك الوقت لما لاقت أزاد ولما أصبحت الآن ما هي عليه.. لذا هي تعتقد من كل قلبها وتؤمن أن هاري كان صانع لحظاتها الحلوة.

-

رأيكم في القصة؟.

النِهاية؟.

إياكم و ترك شَخصاً ترونه وحِيداً وحده، فالوحدة تقتل.

جود نايت💕.

تحمّل \\ h.sWhere stories live. Discover now