||الفصل الثالث عشر||

558 60 17
                                    


المكان: كوكب كيبلر

كان ليوناردو لا يستوعب أنه يقضي ساعاته الأخيرة على كوكب كيبلر مكان مولده الأصلي حيث نشأ وترعرع ورغم أنه لم يحمل ذكرياتٍ جيدة تجعله يحزن على المغادرة إلا أن ذلك الشعور الذي يجعلك تتألم لمغادرة مكان اعتدت عليه لم يجد صعوبةً بالوصول إلى أعماق مشاعره الجريحة. تنهد وهو يراقب الطبيب الذي كان يفحص قدمه بعناية وكأنه شخصٌ مهم جدًا، لقد عهد ألا يهتم أحد لأمره على الإطلاق فلا هو يملك عائلة ولا حتى أصدقاء، فكيف انقلب الحال في ساعات معدودة؟ كيف كان اقتحامه السجون السرية يعني وصوله إلى هنا؟

«إن قدمك في أحسن الحال والفضل يعود إلى الإسعافات الأولية التي تلقيتها، ستعود قدمك كما كانت في غضون أيام». قال الطبيب قاطعًا شروده.

لقد كاد ينسى تلك الفتاة مجهولة الهوية والتي استحوذت على جزءٍ كبير من تفكيره، لم يكن يرى الفتيات كثيرًا سوى في الأسواق أحيانًا وغالبًا عند وصول المراكب التي تحمل القادمات من كوكب جليزا.كم يتمنى حقًا أن يلمحها فقط، من هي تلك القوية التي تجرأت على مساعدته رغمًا عن جوزيف؟ من هي تلك التي تحدت جوزيف بثبات وقوة دون تردد في إنقاذه؟ إنها أشجع وأقوى من رجال كثر قابلهم.

دخلت الملكة فيكتوريا إلى العيادة الصغيرة وهي تتفحص قدم ليوناردو ثم التفتت نحو الطبيب وقالت:

«هل الأمور بخير؟».

«نعم لا خطر يذكر، مجرد جرح عادي وتم التعامل معه جيدًا منذ البداية».

ابتسمت فيكتوريا بارتياح ثم قالت لليوناردو:

«سنغادر بعد فترة قصيرة، استعد».

*********************************

نظرت إرورا نحو جموع الرجال وأحاديثهم الخافتة ثم نكزت توماس الذي يقف بجانبها يحدق نحو إحدى أسراب الطيور فأيقظته من شروده والتفت لينظر إليها ثم قال بلامبالاة:

«ماذا هناك؟»

أشارت إرورا إلى الجموع الغفيرة التي تطوق مساحة القلعة ذات الحجار الرمادية القديمة ثم قالت:

«انظر إلى تلك التجمعات».

«ويحك يا إرورا كأنك ترين هذا المنظر لأول مرة هذا طبيعي فالملكة فيكتوريا بنفسها هنا». أجابها ببرودٍ بعد أن أشاح بنظره بعيدًا.

«إذًا هيا لنلقي نظرة نحن أيضًا فأنا لم أر الملكة فيكتوريا أبدًا». قالت بحماسٍ طفولي وهي تجر توماس من ذراعه.

«حسنًا ولكن لترحمي ذراعي». قال مبتسمًا من أفعالها تلك فهي تارةً ما تكون طفوليةً جدًا وتارةً ما تكون غير مكترثة وعاقلة فما بالها ترغب باللحاق بتلك التجمعات.

بعيداً عن الأرض✔️Where stories live. Discover now