||الفصل الثامن و العشرون و الأخير||

1.4K 70 45
                                    

الزمان: بعد مرور عامين

جلس ألبرت في الحديقة منزله الخلفية الخاصة بمنزله بعد أن أخرج علبة الدخان من جيب بنطاله خلسةً ثم راح يشعل السيجارة بسرعة ليسحب أول نفس منها بنهم،. نفث الدخان من فمه بارتياح وقد شعر بإحساس لا يوصف وهو يدخن سيجارة بعد انقطاع أيام عن التدخين. شعر بحركة أحدهم حوله فأسرع برمي السيجارة وإطفائها بحذائه. اقترب ليوناردو عندئذ وجلس على الكرسي الذي يقابله فزفر ألبرت أنفاسه التي حبسها بارتياح ثم نظر نحو ليوناردو بانزعاج ليقول معاتبًا:

«لقد أرعبتني، متى ستتعلم أن تصدر بعض الضجيج قبل أن أراك أمام وجهي؟»

ابتسم ليوناردو ثم راح يطالع ذقن ألبرت التي برزت قليلًا ثم قال ساخرًا:

- منذ متى لم تحلق ذقنك؟ أمنذ أن أقلعت عن التدخين؟

- نعم، وسأحلقها اليوم، أتعلم ماذا؟ سأخرج علبة الدخان أمامك وأدخن سيجارة ولن أخشى شيئًا.

قال ألبرت وهو يخرج علبة سجائره ويلتقط سيجارة ويشعلها بسرعة.

«أنا أعرف أنك لا تهتم لأمري ولا تخشاني، ولكن أنيا أعرف جيدًا من تخشى أن يعرف أنك تدخن الآن.».

امتعضت تعابير وجه ألبرت وبدا عليه الذعر والخوف ليقول بكلمات غير واضحة والسيجارة ما زالت بين شفتيه:

«سأدخن سيجارة واحدة فقط، واصنع لي معروفًا ولا تخبرها.»

انفجر ليوناردو يضحك وهو يستمع إلى ألبرت الذي نظر إليه نظرات ترجٍي يطلب منه بها أن لا يفصح عن ما رأى.

«لا أعرف ما الذي جعلني أتزوج بعد كل تلك السنوات التي قضيتها حرًّا دون أن أجد من ينغص علي حياتي السعيدة». قال ألبرت بأسلوب درامي مضحك فجعل ليوناردو ينظر نحوه باستنكار رافعًا كلا حاجبيه بسخرية.

«ماذا؟ حياتك السعيدة؟». رفع إبهامه في وجه ألبرت ثم قال مبتسمًا: «انتبه إلى كلامك جيدًا وعن من تتحدث».

شاركه ألبرت الابتسام ثم قال:

«حسنًا حسنًا، نسيت». صمت قليلًا ثم أتبع بعد فترة: «أخبرني، ما الأخبار؟ هل وصلوا إلى قرار بخصوص الحكم؟».

استند ليوناردو على ظهر كرسيه وهو يقول:

«لقد اجتمع الناس وقرروا برغبة من الغالبية العظمى بتعيين شخص مسؤول عن كل منطقة لتنظيم الأمور، ولكن حتى مع تعيينه مسؤولًا فهذا لا يعطيه حق اتخاذ القرارات، بل سيختارون مجموعات من الشعب لمناقشة القرارات المهمة واتخاذها بالإجماع من الغالبية.»

أومأ ألبرت وهو يستمع إلى ليوناردو برضاى ثم تنهد وهو يقول:

«من كان يظن أن الحال سيصبح هكذا بغضون عامين؟ إنه أمرٌ غير متوقع. ما زلت أذكر غروب شمس ذلك اليوم العصيب.»

بعيداً عن الأرض✔️Where stories live. Discover now