العشق أنفى للعشق 18 - 19

6.7K 60 1
                                    


  الجزء الثامن عشر والنصف ...
:
:
:
:
:
:
"طبيبها ..."

:
:
تتقلبت في سريرها بأنزعاج ..نظرت الية نائما يعطيها ظهره ...
لقد كرهت نفسها اليوم قبل ان يكرهها أي احد ..
كيف بادرت بفعل كهذا .. أ لخوفها من ان ترى جاهده تعاني ماعانته قبلا من زوج جاهل قاسي ....من غربه ...من حاجه ...؟؟
:
:
لقد كانت شرسة وضنو هم بأنها تحاول ان تفرض سيطرتها ..
وهذه ام ثلاب لاتعرف من أين تأتي بها ..لقد كانت ودوا حكيمه ..ما ان عدت زوجة لأبنها حتى شنت علي حربا غير مفهومه ..من قبل دخول جاهده لهذا المنزل وهي تسمعني كلاما يمس مكانتي ..
فكان ردي عليها اليوم ...لكن حقا انا استمد قوتي من رجلي ..
وهو ماباله صامت لايتحدث ..لايناقشني ولا يتكلم وكأنه يؤجل كل شيء وكأن كل شيء لا يهمه ..
اتمنى لو امي هنا هذه اللحظه فأخذ بقولها وشورها ..
هذه العائله عدائيه وغيبه وتخرج أسواء ما بأحدهم ..
أحست بتجمع دموعها في عينيها وهي تتذكر موقفا ماضي بادرتها به أمه ..
لقد عاملتها بتعالي في مجلس قريباتها ..ولم تأبه لمكانة ابنها المتصله بها ..
عاملتها مره اخرى بنفس المنطق أمام أبناءه ...
ليت شما شرحت لي قبل ذهابها كيفية التواصل مع هذه العتيده ..
:
:
فأنا بت لا اعرف كيف تفكر وما تقصد ...ولا اعرف كيف اكسبها واتقرب لها انها منفرة للغايه وعتيده ..
وبتفكير صخري ولا يفسر ومنقرض منذ زمن ...
لقد كانت وديعه ايام حياة شما ..
وهذا من بجانبي اقسم انني لا افهمه اجد نفسي في دوامه اوسط هذه العائله ..
و أبنه الاخر .......لقد اخرجت فيه كل ما كنزته في صدري قهرا من مواقف جدته المتتاليه ..
لكن حقا انا حمقاء انفجر في وجه من لا اقصده ..كان يفترض بي ان اكسبه ...
كيف وانا لم اعرف بعد كيف اتواصل مع ابيه ...
احاول تذكر حوار كامل معه لا استطيع ...وامتلأ وجودي بأسئله فلا اجد منفذا الا جاهده و الصغيره اعتني بهم ....لقد اعتدت ان اعتني بأحدهم ..
:
:
في الطرف الاخر كان ذاك يغرق في تفكيره بأكبر ابناءه ..من حمله مقدمه من الشباب الى الرجوله ...لقد سعد حقا بعودته ...تى وان لم يتكلم لكنه يعرف ماينوي ..وقد كلفه مسبقا بعمل ما وكأنه قد رضي عنه ..ما يفعله جسار بأن يجاري امي وكل افكارها وماتنويه يحز في خاطري فعلا فجسار اكبر من كل هذا وانسان عاقل ومتعلم لكن حبه لأمي لا يدفعه للتفكير ..
و امي ...الى متى هذه القسوه ..سلطانه تضن انني لا اعرف كيف تعاملها امي لكنني اعرف كل مايحدث هنا ..
امي تضن بأن الحياة لن تسير الا بقسوتها وقد حرمتنا منذ مولدنا أي حنان منها فكان ابي الرجل احن منها ..
لقد كانت قاسيه و بلا مشاعر وحتى الان و كل هذا في ازدياد ..
في الواقع لم تمارس امومتها يوما ...لقد مارست تدريبا عسكريا علينا ضنا منها انها تخرج رجالا ..
:
:
سامحها الله و اعانني على برها الذي لا تراه شيئا ..
:
:
وكأنه يشعر بها ...انقلب يواجهها بمحياة ..كانت سارحه وقد التمعت عينيها متأثرة بأنعكاس الاضاءة الخافته على دموعها ...
هذه الانثى تعيش الكثير من الصراعات ..
وبالكاد هو يفهمها ...لقد هجر الاناث زمنا ومن ارتبط بهن قبلها لا يوازينها ابدا ..
انها تجذبه لغموضها وحزنها وتصرفاتها ..
تحاول دوما الترقيب منه ..لكنه حتى وان اراد ان يتفاعل معها الا انها تثير تساؤله دوما من وراء ما تنويه ..
وماهي الا جميلة فاتنه بماضي يجههله تثير تساؤل كبير في حياته ..
:
:
أبتسمت له وهي تتأمله حزينه ...."ثلاب انا غلطت اليوم صح ...انا كنت اتوقع اني احمي جاهده لكن غلطت على غيرها ....."
:
:
انتظرت رده تعقيبا لكنه سكت مطولا ....غصت وتلعثمت بحديثها ..."انا احاول افهمك الله يخليك ساعدني ...ثلاب انا لو ما بادرتك بهرجه طويله مالقيت منك كلمه ..تواصل معايا كلمني شاركني أي شيء ياثلاب والله تعبت وانا اتقرب منك وانت كذا ..."
:
:
انه بطبعه قليل الكلام ..وابنه جسار من بعده يشابهه ..يجهل كيفية التعبير وقد غرق منذ مراهقته في امور العمل و الشيخه ومواقفها والرجال الاشداء حوله ..
:
:
الحرب التي شنتها امه عليها امامه لن تؤثر به ..هو لا يعامل من حوله الا بمنظار عينه ..
لن يأخذ احدهم بحديث غيره ..وقد التمس لها كما التمس لغيرها الف عذرا ..
التصرفات التي يراها غيره باردة ماهي الا حكمة السنوات تجتمع داخله ..
صمتك في وجه من امامك سيخرج كل مايفكر فيه ..
كرمك لمن امامك سيملكك ولاءه ..
وهيبتك لن تكسبها ابدا بكثرة حديثك او تبريرك او اظهار مشاعرك ..
بل بعقلك و تفكيرك الذي سيقودك الى هذه الشخصيه الصلبة التي لن تسمح لأحدهم ابدا بفهمها ..
:
:
لكن يبدوا بأن كل هذا لا يرضي سلطانه ويصعب عليها كل شيء فهي تحتاج شريك لحياتها الوحيده يشاركها اكثر من حقوقه بها ..
:
:
راقب بوحها المحتار ..مد يده ليحتضن كفها ...أبتسمت بين دموعها وهي تقبل كفه ..
لا احد هنا يفهمها انها متعبه للغايه ...
هزت له رأسها بالنفي وهي تقترب لتدفن رأسها في حضنه ...هامسه ..."ولا يهمك ...الله يخليك ليا ..."
:
:
لا تفهمني يكفيني حضنك الأمن ..و الايام بيننا ..
:
:
::::
::::::::::::
تقلب في سريره بأنزعاج ..اليوم جلب ابنته لتنام معه ..فهي روحه التي يعيش بها ..
من شدة فرح ابيها بقدومها جهز لها غرفه طفوليه تليق بها ..
وقد اعتادت هذه الصغيره ان تنام وحيده وقد سعدت جدا بها ..
لكنه اليوم مشتاق اليها للغايه ..
مؤخرا حالته بدأت تزداد و باتت تصعب عليه عمله ..
لقد ورثه عن امه ..
شدد على اغماض جفنية بتعب وقد أحس بأن نبض قلبه يزعجه في منطقة ألمه ..
لازال يحتضن انامل صغيرته في كفه ..
تركها خوفا من ان يزجها وهو ينقلب للطرف الأخر من السرير ...
شد عرق ما في رقبته فأرتجفت كتفيه لألمه ...
لقد شخص بأصابته بالشقيقه منذ سنتان لكن هذه الالأم اعتادها من قبل التشخيص ..
أحس بأبنته تستند على كتفه فضولا لترى ان كان مستيقضا التفتت اليها مبتسما وهو يقبلها ..
خرج من السرير وحملها بين يديه ..
فتح باب الغرفه بهدوء لا يعلم لماذا اطال النظر لباب الصالة في اخر الطابق ..
مكان اخر مواجهه مع تلك التي باتت في وجوده تلازمه ..
الانثى الذي لا يفسرها ..
:
:
نزل السلم وهو يداعب ابنته محاولا تجاهل ألمه ..
أتجه الى مكان جدته المعهود كانت تجلس في هدوء كعادتها بكل ملامحها الصارمه وقد مرت سنوات العمر من جانبها ولم تترك الاثر الكبير على ملامحها انها امرأه قويه و بصحه جيده و بأس شديد..
أبتسم لها وهو يقترب منها رفعت احد حاجبيها مستهجه وهي تشير بنظراتها لأبنته على كتفه ..."لا تعودا على الدلال تضيع ..."
:
:
أبتسم وهو يقبل خدها بحنان ابوته المبتدئه .."ليه ياجدتي الله يخليني له ولا تحتاج لغيري ..."
:
:
لم تهتم لحديثه وهي تشيح نظرها متجاهله ابنته ..."أممم ..أقول اللم اتسمى اللي ضافه ثلاب بيننا وحاط مقاما بمقامنا هالغريبه ...لا وبيعيطا مهر بعد ...هاذي حق ذبح هي و اوبوا وعشيرتو موب مهر...ابوك ما عاد بوه عقل ...والنسره اللي معرس عليا ...سواد وجهتس ياشما هالقشرا اللي ما ينعرف اولا من تاليا ...."
:
:
أنزعج وهو يترحم على زوجة ابيه الراحله ...
بالفعل سلطانه اليوم لم تكن ضعيفه ابدا وهذا يزعج جدته ...
بل يزعجها أي شيء لا يخضع لسيطرتها ..
بينما ابيه سيعجبه أي شيء لا يخضع لسيطرة امه التي لا يؤيد افكارها ابدا ..
لا ينكر ابيه بارا بها للغايه لكنها تؤذيه بتصرفاتها القاسيه جدا ..
وكل رجلا مهما بلغ فقير الى امه دوما ..
وان كان هو لا تعجبه سلطانه ابدا الا انثى قويه مثلها ماهي الا كمال لرجل كأبيه ..
قد يراها البعض وقح هوا اولهم هو ..لكن لاينفع لأيقاض صخر كجدته الا قويه ومجابهه كالجديده ..
من تجرأ يوما حتى وتكلم بما قالته امامه ؟؟..وما قالته ماهو الا واقعه الذي يؤرقه ..
سألته جدته مستفسره بشيء من تشفي ..."وش زينت مع العله اللي جينا ..."
:
:
أنزعج وهو يراقبها تنهر ابنته للأبتعاد عما تلهو به ..."مافضيت لى ياجدتي ..."
:
:
ألتفتت اليه حنقه ...نهرته بلا احترام ......"وش مافضيت لى ..هاذي ابيك تذلا وتكسر راسا بعد ..لاتخليني اندم على يوم ربيتك بوه ..."
:
:
لطالما منت عليه بتربيتها له ..أعقبت تنهي الموضوع ..."يوم فزع ابوك زوجك اللي تولد لنا بنيه ...بيض وجه جدتك وخلي هاللي ماينقال اسمه تخلف لك رجال ...ان جابت لك بنيه هي وبنيته خدامتين بذا المكان "
:
:
همس بما يكتنز صدره ..."ياجدتي نقاصتس خدم .."أكمل حنقا ..."وشيوخ من غره ياجدتي كيف ؟؟..."
:
:
نهرته مقاطعه.."خوال جدك امهم غره ...لك بالرجال مالك بأمهم .."
:
:
أعقبت تشحنه كعادتها ....."تراضاها ياجسار لأسم جدك ولي ينقتولن عيالنا من غريب ونسكت ...لا ياوليدي ...ان ماقدرنا علية من سواد وجه ابوك نقدر على قلبوه ..ونحرقوا على بنته وعلى ضناها تسمع ...."
:
:
:
هذه المره كان عقله حصينا ضد ترهاتها ..سكت وهو يحمل أبنته ينوي الخروج من المكان لكنها اوقفته ...."تذكر من هي وكيف جبتا يمنا ...وبتقنع منا ...هاذي غره لا اسم و لا مكانه جاريه تحت رجلك ...وبكرا بزوجك شيخه تكسر راسها وراس الحيه اللي لافتن حول ابوك ..."
:
:
:
كانت لاتهمها سلطانه ابدا وقد ارتئتها عمل انساني لابنها كما فعل دوما ..
وكما ان جمالها شفع لها ..ممتلك مميز وثمين أخر يحضى به ابنها ...
لكن بعدما رأتها تثبت وجودها وكل هذه الشخصيه الحصينه ..
وبوادر تعلق ابنها بها هدد سيطرتها القديمه ..
فذلتها كثير كلما اجتمعت بأهلها وشاركتهم تلك الاجتماع ..
كانت تسكت وكأن الامر لا يهمها ..
ولكن انتقامها كان اكبر اليوم ..
مالا تعرفه بأن سلطانه لم تتنتقم وقد تحملت اسوأ من اهناتها كل ما كانت تريده هو حياه افضل لجاهده ..
وخوفا على اسم ثلاب من ان تذكر هذه بأن تحت سقفه غره فيشك احمع الخلق بتفانيه وطيب معدنه ...
:
:
بينما رأت العجوز العفو ذله و نقصا في ابنها ..الذي عظمت مكانته ونيته فأختار أشد انواع الانتقام وهو العفو ..
فأختار الأخره ..لأبيه وامه ..
وكما نعرف اجمع ان عفا واحدا فقط من أهل القتيل سقط حكم القصاص ...
فعفا هو بغية استمرار الحياه وقد كانت هذه نية ابيه منذ زمن ..
ولا يستطيع ان ينقص من شأنه امام ابناء عمته الذين عفوا بدورهم ..
وقد سعى منذ زمن للصلح بين قبيلته لحقن الدماء ماهو موقفه وهو يطلب قصاصا ..
ليت امه تفهم كل هذا ..
وهي من ترى مافعله ضعفا و استسلاما ..
:
:
:
جلس امام شاشة التلفاز التي كانت تبث مشهدا مباشرا للطواف حول الكعبه ..
وهو يراقب ابنته تلهو بهاتفه في حجره..
اليوم فقط رأى كيف جدته تعامل صغيرته ..وكأنها عار او خطأ ..
وهذه الجاهده التي يضغط ابيه وجدته عليه لأجلها ليته لم يجلبها ..
كيف سيكون مظهره امام ابيه وجدته ان اعادها لا لن يعيدها ابدا ......سيرضي جدته مهما كان لقد ربته سنوات ليرد لها الجميل ..
:
:
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
صباح اول يوم للعلاج الفيزيائي هو اليوم انها تشعر بأرتجاف السعاده بين جنبات قلبها اليوم ستقف مره أخرى ...
:
:
دلتها الممرضه على الطريق وهي تسحب عجلات كرسيها المريح عكس القديم الذي لازمها لسنوات ...
مرت من قسم العظام والمفاصل المسؤول عنها كانو يقيمون حفله خفيفه بكيكه صغيره بيضاء وكاسات العصير الملونه والاطباق الورقيه ..
والزينه المتواضعه ..
أبتسمت لمنظرهم السعيد المستعجل للأنصراف الى اعمالهم ...
تتمنى ان يكون يوما لديها كل هذا الشغف الجميل ..
:
:
أبتسمت الممرضه لها وهي تفتح الباب ..."توداي دكتور جاي از ا بريف كانسر فايتر اند ذا كيمو ووز قون فور ايفر اند هي ويل بي اوكي ...توداي ذا فيرست دأي فور هم انتو ذا هاسبيتل افتر تو ييرز بريك ...هي از قوود مان اند قارد لوف هيم .."
=اليوم الدكتور جاي محارب شجاع للسرطان و جلسات الكيمو انتهت للابد وسيكون جيدا اليوم اول يوم له دوام بعد سنتان كأجازة انه رجل جيد والرب يحبه ...
:
:
:
أبتسمت بسعاده داخليه لنجاح رجل على صراع ست سنوات للسرطان اذا ستنجح هي في كل هذا الذي تمر به ويعتبر بسيطا للغايه فيما يمر فيه ذاك ...
:
:
:
دلفت الى داخل الصاله البيضاء الواسعه ..
المليئه بسندات ومساعدات للعلاج الفيزياء لم تفهم كيف يعمل معضمها ...
:
:
دخلت جاملا بعدها مبتسمه أرتاحت لوجودها بجانبها ...
:
:
كانت هناك ممرضتان في المكان حولها ...تقدمتا لتساعدانها عن على الوقوف تخوفت في الاول ..
الا انها ساعدتهن ...أمرتها احداهن ان تضع يديها حول المقبضين الطويله البارد التي اوقفنها بينهما ...
:
:
أحست بنفسها تسقط عندما تركنها الا ان عاد اخرى واسندتها ...
فتح باب الغرفه الصالة فجلب معه برودة الممر ..
دخل أحدهم كان يضع كمامه يغطي بها انفه وشفتيه ..
وقد غرقت عيينها المشعه املا بهالات جائره حولها ...
رغم نحوله الملاحظ الا انه طويل وضخم للغايه ..
شعره يكاد يكون ابيضا بالكامل الا من خصلات سوداء عشوائيه ...
:
:
كان يستند على عصا في يده اليسار معتمدا عليها في مشيه ..
كادت ان تغص برائحته عند اقترابه منها اتباع انواع العوده هذه هنا ...
وقف فسد الضوء والهواء عنها ..
سكت للحظه متأملها ..نظر الى الملف التي ناولته اياه الممرضه ...
نطق بلكنه انجليزيه وليست كنديه ..."اوكي بيوتي ليدي ...ام يو دوكتور ناو ...از يو سي أي هاف بروبلوم ان ماي ليق ..بيكوز ذا كانسه ..اي هاف ايرون ذيه ..."
:
=حسنا ايتها الاسه الجميله انا طبيبك الان كما ترين لدي مشكله في ساقي بسبب السرطان املك حديدا فيها .."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب وهي تزيح نظرها عنها حمدت ربها ان حجابها مشدود جيدا ولن ينسلق في أي لحظه فيديها مشغوله والقه الغريب بالقرب منها لايبدو أنجليزيا ابدا ..
:
:
نظر الى الملف في يده لمح اسمها فقط لم يدقق في جنسيتها فهيئة لباسها تبدو كعنديه لكن ملامحها لا تحمل الكثير من هذه الجنسيه ..
نطق اسمها بدون أن يسأل كبقية الاطباء كيف ينطق ...."أوكي مس كادي ...ناو أي ونت يو تو يوز يوه ليق ..موفت ليتل بيت فوه مي ...ترست مي يو كان دو ذات ..."
:
:
=حسنا انسه كادي الان اريدك ان تستخدمي ساقيك حركيها قليلا لاجلي ...ثقي بي تستطعين فعل هذا ....
:
:
فعلت مايأمرها لولا انها فقدت توازنها ...فجر كفها ليسندها واقفه ..
سحبت كفها من يده بسرعه ..
لأول مره يلمسها رجلا حتى وان ضن هوا بأن كل هذا عمل تضنه هي تعدي على خصوصيتها ..
فهم نفورها لأنها مسلمه ولم يكن يقصد هذا ...
أبتعد عنها خطوات وهو يجلس على الكرسي بصعوبه مادا رجله اليسار سند عصاته على الجدار وهو يوجه ممرضتيه للعمل ..ولم يأتي الاخصائي بعد ..
عشرة دقاقئق كانت صعبه عليها وهي تشعر بكل ثقل في جسدها يجتمع في ساقيها الضعيفه ..
:
:
:
وقف بصعوبه وهو يعلن انتهاء الجلسه ...."فور ناو ذاتس انف ...تمورو ذا بيق داي ..."
:
:
=الى الان هذا يكفي غدا اليوم الاهم ..
:
:
سمح لنفسه على غير عادته تأمل هذه الغريبه ...سألها بعمليه ..."أر يو انديان ...؟؟"
=هل انتي هنديه ؟؟
:
:
تغضب دوما من هذا الحكم ...هزت رأسها بالنفي ..."نو أي أم ساودي ..."
= لا انا سعوديه ..
:
:
أزاح كمامته وهو يبتسم ....ارتجف قلبها لكامل ملامحه ..تشعر بأنها تعرفه من مكان ما ...
:
:
:
:
:
:



وبلكنه اسكرتها ..."من اليوم انا طبيبتس
:
:
:
:
:
:
كايد جوهر اليوسف ...."
:
:
:
قالها وهو يرتكز على عصائته متجها الى الباب خرج فترك لها الغياب وكف مشتعل من قربه ..
وقد ايقنت لكنته الشماليه عن ظهر قلب فهي لكنة جدتها ...
:
:
:
أيعقل بأن يكون هو ذاك ..
:
:
:
الماضي يعود في الوقت الغير مرحب فيه بعودته ..
عليك فقط ان لا تنجرف معه ..
الماضي حزين مهما حدث فيه لأنك لم تعد نفس الشخص ..
:
:
:
:
:
الجزء التاسع عشر ..
:
:
"القادم الغريب .."
:
:
:
:
أنزعجت في سريرها وهي تشعر بحر خانق رغم برودة الجو لقد نامت ببيجامتها الشتويه والكنزه وكتابها في يدها ...
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تفتح النافذه قليلا لفحتها البروده القارصه ..
الا ان النفس عاد الى رئتها ..أعادت اغلاقها وهي تتأمل الشارع الخلفي تحتها وقد بدأت المحلات في اغلاق ابوابها ...
:
:
صلت ركعتان لترتاح ومن ثم توجهت للمطبخ لتعد لها عشاء خفيف ..
انها تشتاق حقا لكادي ..لم ترها منذ يومان ..
ولن تراها هذا الاسبوع كله ..
:
:
:
جلست تراقب طبقها بسرحان وهي تقلب ملعقتها بعشوائيه ..
الفقد في قلبها بات يكبر أكثر ونسيان السنين كاد ان ينفذ و العمر يمر في طرد السراب ..
سراب اسمه فياض لا يفسر ولن يفسر يوما ..
أي شئ في حياتها الا ان يكون زوجها ..لم تشعر يوما اتجاهه بذاك الشعور الذي يرواد النساء حيال رجالهن ..
فياض صمام امان لحياة كريمه لا غير ...
فأنا اول جامعيه في عائلتي ومن بعدي بنات اخواتي وقد تحررن من لعنة المرأه للمنزل والخلفه فقط ..
:
:
اتكأت على يدها التي سندتها فوق الطاولة ..
اغمضت عينيها تمنع بكاءها ..
وقفت تنهر نفسها ...كما نهرتها لسنوات ..."لا ياعذبى لا لاتضعفين اللحين ...امتس واخواتس يحبونتس ...ايه يحبوني ...طالباتي يحبوني ...انا تخطيت كل شيء وجالسه اعيش حياتي بالطول والعرض ..."
:
:
:
غطت جفنيها بكفيها تمنع دموعها ...الا انها انفجرت فقد استحملت كل هذا منذ زمن بعيد ....
رمت الطبق فأنكسر وتناثر مابه ..رمت كل ما على الطاولة امامها ...
جرح معصمها من بقايا كأس زجاجيه قد حطمتها ..
زاد بكاءها ونحيبها حينها وهي تشدد على جرح معصمها الذي يحرقها ..
جلست وهي ترمي ظهرها على الخزانه الخضراء خلفها وقد تلوثت بدماءها وغرق وجهها الجميل بدموعها الحزينه ...
ضربت نفسها على فخذيها وكأنها توبخ احدهم وتلقنه درسا ....."لاتضعفين ...مهوب بعد هالسنين ..."
:
:
لطالما كانت قويه ليس الان لقد مرت السنوات وكل ماحدث اصبح ذكرى مندثرة ...
اخذت منشفه بيضاء قريبه منها وهي تلفها على جرها بعد ان وضعته اسفل سيل المياه البارده ..
كان سطحيا ولم يكن غائرا ...
رتبت المكان ونظفته وهي ترفع احد حاجبيها سارحه وكأن ماكان للتو لم يكن ..
لقد اعتادات على نوباتها الحمقاء عندما تكن بمفردها ..
لكنها حدثت لها هذه السنه اكثر من ثلاث مرات ..
وقد تأجج قلبها بالغضب على وحدتها ..
رفعت شعرها للأعلى وفردت كتبها وغرقت كعادتها بمذاكرتها الدقيقه التي تنسيها ..
نظرت الى هاتفها ....
فتحته واخرجت الذاكرة وضعتها بين اسنانها و حنتها بين اظافرها بصعوبه فأنكسرت ...
رمتها بعيدا ..
وقفت وهي تأخذ معطفها من غرفتها ارتدت حذائها الشتوي واخذت شالها وهاتفها نزلت السلم مسرعه ..
فتحت باب المنزل فلفحتها برودة الخارج القارصه...
شدته على صدرها وهي تغلق الباب اكملت سيرها في الشارع الشبه خالي ...
مشت وهي تقاوم البرودة تحنط ملامحها ودموعها الساخنه تحرقها ...
أخذت نفسا عميقا وهي تدخل المتجر الضخم الذي قد تزين بزينة موسم ما ..من حسن حظها انه لم يغلق ...
:
:
جرت عربه معدنيه من صفها الممتلئ لقلة المتسوقين ...
واتجهت الى قسم الاواني ..
مرت فيه سارحه وهي تتأمل الاطباق حولها ..
كان ليكون لي بيت خاص واستقرار والكثير من المشاكل ..
كان سيكون لي اطفال ..
كان سيكون لي حياة ممله وغير مرضيه لكن بأنجاز و اشخاص حولي و اسرة قد كونتها ..
استغفر الله لا يجوز قول هذا ...لقد قدر الله لي كل هذا وعلي الصبر فقط وستكون النهاية مرضيه ..
هذا ما عودت نفسي عليه ..
وجدت نفسها تخرج من المتجر عائده الى البيت وهي سارحه دون ان تشتري شيئا ..
:
:
أقتربت من باب المنزل الا انها كرهت الدخول حقا فالمكان يخنقها ..

وقفت للحظة على باب المنزل تراقب الشارع استعدادا لموسم عيد ما ..
الاحمر والاخضر يطغى على المكان ...
وما اجمل عيد موطني وديني ..
انخفضت درجة الحراره وهي تراقب هاتفها ..
لقد مر اسبوع كامل مع احتمال سقوط الثلوج ...
شدت على معطفها وهي تراقب السماء لفتها نشاط ما حول اضاءة الشارع انها تثلج حقا ....
مدت كفها للسماء وقد قرصتها برودة رقاقات الجليد المتباعده ...
فتح باب جيرانه وخرج طفلا في السادسه يصرخ بحماس ..."داد اتز سنونغ ...."
:
:
=ابي انها تثلج ..
:
:
التفتت اليه مبتسمه وقد نهاه ابيه بمحبه ليكون حذرا في خطواته ..
لتساقط الثلوج في هذه الوقت قيمه عاطفيه لعيدهم هذا ..
:
:
خرج اجمع قاطني الشارع واناروا مداخلهم وباتو يوزعون على بعضهم الكاكو الساخن ..
فتحت باب منزلها ودلفت اليه تفتقد حقا سكاكا ومنزل ابيها القديم ..
مؤخرا قد اشترت هي بدخلها لامها منزلا في حي جديد صغير فخم ومرتب ويليق بها ...
راقبت هدوء المنزل حولها وهي تصعد للطابق غرفتها ...
رمت بجسدها على السرير تأملت نقوش الحائط الكلاسيكه بعقل شارد بلا تفكير ..حتى رحم جفنيها النوم ..
:
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لقد انهى للتو اخر عمل كلف به ..
لطالما استغرب من حوله منصبه وعزاه لمكانة اخيه القبليه والتجاريه ..
الا انه وصل الا هنا بمجهوده وتعليمه ..حتى ان لم يكن يبين عليه عمره فهو يبدوا بسن جسار وبل اصغر الا ان عمره 37 عاما ..
يشبه اخيه في كل شيء الا في ملامحه ..فيشترك معه سماره وضخامة هامته الا انه يبدو كأعادة احياء ونسخه اجمل من اخيه كساب الراحل ..
:
:
وبعد ان يأس من الامل في لندن ..ترقى مؤخرا لمنصب في السفارة السعوديه في كندا ..
لبى عزومة غداء كان قد خصه به قسمه ...وعاد الى مكتبه ليجمع بقية اغراضه ...
ابرد كائن قد تحتك به ..قد يأخذ صمته اسبوعان دون ان يلاحظ لكن لا شيء جدير بالكلام هنا ..
لطالما كان هادئا في كل مايقوم به وفي منظره الفخم المرتب ..
وهندامه الانيق ..
ماديا يملك تجاره و اصطبلات تغنيه عن كل هذا لكنه يريد ان يعمل فأعطى كله لوزراته ..
حمل حقيبة جهازة المحمل على كتفه وكتابن كان قد تركها في مكتبه في يده ..
وقف في المصعد يتأمل الارقام تنقص..
لطالما كان عقله خاليا من أي هم وتفكير لقد اقصى نفسه منذ زمن من كل اساليب الحياة وصراعاتها فعاش هادئا بعيدا ..
وكدبلوماسي سعودي هدد ذهابه للعراق منصبه الا ان الترقيه كانت لصالحه فهو يليق تماما بالمنصب ..
كأسم و كدراسه و كمكانة عائله ومنصب ..
:
:
وضع ما يحمله بجانب بقية اغراضه مؤخرة السياره السوداء الضخمه التي يكلف شرائها ثروة ..
عدل من غترته التي لا يغير شخصيتها يميل عقاله كعادة ابناء منطقته التي مهما ارتحلوا لا يبدلونها ويتركها منسدله ويضع طرفها الايسر على كتفه الايمن ..
:
:
بثوبة الاسود وساعته الرماديه وكل هذه الاناقه الصاخبه وهدوءه المؤلم ..
بكل الفراغ في نظراته و قلبه ..
بكل القرابين القديمه المعلقه على عتبات صدره ..
كان فياض لا يعرف عنه شيء ابدا كشبح يغرق بين الناس ..
كأستفهام في صفحة بيضاء ..
تعرفون ان هناك اشخاص يتممون الامور لكن لا تعرفون من هم ..اشخاص مهمين لا يعيشون مثلنا يسكنون الشقق الفاخره في الابراج السكنيه المطورة ....الشقق العصريه المرتبه وبدون عائله و اهل وحياة ..يقتونن السايرات السوداء الفارهه المظلله ..
آلات العمل الفخورة ..المتفانيه ..
:
:
:
فتح باب شقته الرمادي أمر العامل خلفه ان يدخل اغراضه ..اعطاه اكراميه ومن ثم نزع غترته ..
عدل شعره الاسود الفاحم ذو القصه الاعتياديه النظيفه ..
وهو يجلس بقرب الواجهه الزجاجيه الضخمه التي اطلت على وادي الاسمنت مدينة الرياض الرتيبه ..
لطالما احب الواجهات الزجاجيه الصامته التي لاتخبئ شيئا لم يكن هناك مايخبئة والجدارن تخنق خياله ...
:
:
كتب ..كتب ..كتب ..كتب ..اكوام منها ..الكثير منها ...امواج وجبال وعوالم منها ..
مالا يعرفه احدهم انا هذا العتيد يمتلك شركة نشر عصريه تساند الشباب المبتدئ ..
المسودات حوله تغطي المكان والطاولة الضخمه امامه وتحتها وجميع جوانبها ..
فهو لا يرضى بالكتابه الرقميه ابدا عليهم ان يطبعوا المسوده و يتحسس الورق بين يديه ليبدي رأيه ...
فتح اعلى زر في ياقة ثوبه فحرر جلوسه ..
استند على الواجهه الزجاجيه وهو يوجه ريموت التحكم لمشغل الصوت ..فأطلق ذاك صوت صديق وحدته طلال مداح ..
لا يطيق الجلوس على المقاعد فهي تقيده فيقرأ بالساعات و يغير وضعيته كل لحظه ..
قلب مسودة كتاب في يده الا ان الملل هده ..
تثاوب وهو يتركها من يدها ..تناول كتاب قديم بغلاف عودي و اخضر وخط رقعه ذهبي تعود الطبعه لخمسينيات القرن ..
فتح حيث توقف وبدأ شغفه المعتاد تلخيص الكتب للأقل خبره ..
تناول جهازه اللوحي وفتح مدونته التي عرفت بأسم دار نشره ...
كتب ما لخصه اليوم ومن ثم اغلقه تذكر انه لازال يرتدي عدساته ..
اخرج علبتها من جيبه وبتمرس ودون مرآه أخرج واحده تلو الاخرى ..
فضعفت رؤيته وتداخلت حدود الاشياء امامه واختفت ..
مد يده لنظارته على الطاولة بين الاوراق وقد حفظ مكانها ...
ارتداها فتغيرت ملامحه ..و اختفت حدتها ..
متعايشا مع نظارته وعدساته لم يفكر يوما في العلاج الا انه مؤخرا بات ينساها في عينيه ..
:
:
تنهد وهو يغلق كتابه ....نزعها مدلكا جفنية بتعب ..وقف يمشي مترنحا واستقام بعد ان اعادها على عينيه ..
نزع ثوبة و بقية ملابسه ..
الجو دافيء نسبيا اليوم ...رمى بجسده على السرير ..
سريره الوافر الضخم ..في شقته التى لم يطأها ادهم يوما سوى خادمه و اخيه و ابناءه ...
ما ان اغمض عينيه حتى استغرق في نومه ..
وكل الاحزان المنسيه تداهمنا وقت نومنا فلا تشكو سوى الوسادات ..و شكواها الصمت..
:
:
رجل مكتمل في السابعه والثلاثين بشخصية منعزله وغامضه لم يشارك يوما انثى اهتمام او جسد ....
أي الوعود هذه التي تقيده ؟؟....اي وفاء هذا الذي يمتهنه ؟؟..
:
:
أي فياض هذا...؟؟ فياض الاسم الحاظر والوجود المعدم المستثنى وقد ابتعد عن حياة الجميع الا حياة اخيه الوحيد الذي تبقى اليه ..
حتى امه ...لم يكن يوما صديقها ..وبعد حربها عليه ..لقد اقنعها بطريقته التي انتقصته في عينها لكنه قد اقنعها لن يثنيه احدهم عن وعد قطعه ابدا ولو كان الثمن موته ..
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اليوم فقط شقته خاليه من أي عقاقير قويه و أي احتياطات مشدده ..
عليه فقط اني يبقى المكان نظيفا ومعقما فلا زالت مناعته ضعيفه وعليه ان يتغذى جيدا ..
غيابه اجل تقاعد زميلة عمله الا ان عودته للمستشفى اعادت الحياة الى روحه ..
فقد انتدب الى الجحيم اخر 6 سنوات استسلم و ضعف و نهشته وحدته الا انه قاوم ليعيش بعدها لازال هناك الكير لم يفعله لازالت هناك اشياء جميله يتشاركها مع هذا العالم لقد تولد في قلبه شغف وبات قويا وهزم مرضه ...
:
:
لقد شخص يوما بسرطان الرئة ..الذي اثر على عظمة ساقه كان استئصال العظم هو الحل ..
لم تساعده صحته للتمرن بعد على طريقة مشيته واكمال علاج رجله ..
الا انه يشعر الان بأنه بخير بات يستطيع ان يعيش يوما بنشاط طبيعي دون الانهاك المرهق المبالغ فيه ..
وقف امام المرآه الضمه في ركن غرفته البيضاء النقيه ..
نحول جسده في تحسن وقد كان في يوما لا يستطيع الوقوف لشدة ضعفه ..
لقد زاد ثلاثة كيلوات في اسبوع واحد فقط وهذا دليل على شهيته التي باتت مفتوحه ..
شحوبه المخيف ..الا انه بدأ الدم يدب الى ملامحه مؤخرا ...هالات عينيه السوداء التي تغطي محاجره وحول رموشه السوداء الكثيفه ..
بدأت تتلاشى ..
شعره نما مجددا منذ ستة أشهر ..
واختفى ارتجاف اطرافه ..
حرقة قلبه ودمه و احشاءه الآلم القاتل المستمر ..
النزيف ..حالات الاغماء وفقد السوائل ..ملازمة السرير لأشهر والعجز ..
لقد اختفت ...فقط من كان جانبه بعد الله كانت روحه الوحيده ..
لم يكن يتوقع يوما ليعود واقفا على رجليه...بعد ان فقد الامل في شفائه قبل سنتان ..
وقد عاد انتشر المرض حينها في أجزاء من رئته..
لم يكن يوما مدخنا ولا مدمنا للكحول وقد عاش في منطقه نظيفة طوال حياته لكن سبحانه ربي ان احب عبدا ابتلاه ...
لقد شهد الماضون بصحته وقوة جسده وضرب به المثل يوما ..
لكن الحمد لله ..
بخطوه عرجه واسعه القى بنفسه على سريره ..وقد تحرر من ماضيه الذي لاحقه مطولا ..
لكن قلبه احمق لن ينسى بكاءه يوما ..
فالقلب الباكي لن يتمالك نفسه يوما ابدا ..
:
:
:
جر غطاءه فوق صدره ..بسرير منفرد لم يقتنع يوما ان يقتني سريرا مزدوجا كتبت عليه الوحده منذ ان ولدته امه ..
الماضي ..آه منه ..النقص ..الاحتياج ..الشباب ..الرغبة .. و الانهزام ..
انه في منتصف الاربعين الان ..
لقد ودع شبابه منذ ان اصيب بهذا المرض المميت ..
امله بربه كبير لكنه هناك احتمال ان يعود له يوما مباغته وينهي حياته حينها سيكون مستعدا وقد انهى اماله و طموحاته و انجزها ..
سيخدم الانسانيه التي عذبته ..ليس هنالك شيئا يعيش لأجله ..لا عائله ولا ذوي قربى ..فقط هو و وحدته التي سخرها لمساعدة من يمرون في نفس حالته ..
:
:
هل تعرف تلك الايام التي تعيش فيها سوى ليمارسك الآلم كانت تلك كل ايامه ..
كانت سعادته في شيئين فقط و غادرته منذ زمن ..
تعلم ان لا يأتمن لأحد ..
انه اكثر انسان اسود وحزين ومحمل بعقد الماضي..
لكن تعلم ان يتجاوز كل هذه القباحه ..
تعلم ان ينقي قلبه ..
ان يمارس الجمال في كل نواحي حياته وينسى ما كان ..
وبالفعل نسي ما كان لكن لازالت دموع قلبه تنهمر ..
القلب لا ينسى ابدا ..
:
:
:

أرتجف رغم دفء المكان لازال جسده ضعيفا يحتاج للمراعاة ..
لقد اعتاد على الاعتناء بنفسه ..
فرد غطاءه الثاني الذي احتفظ به في طرف السرير فوق جسده النحيل الضخم ...
أغمض جفنيه المنهكه ..فلمح طيف ملامحها ..
:
:
لم يفتح عينيه يهرب منه ..بل ابتسم بحسرة ..
هناك مايبلل وسادته..
و اعوذ بالله من دموع الرجال ...
من حزن الرجال و كمدهم ..
:
:
:
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::::::
على غير عادتها استيقض فلم يجدها بجانبها ..
رفع معصمة كانت الساعه الثامنه صباحا ..
لقد مر اسبوع منذ الحادثه ولازالت حزينه بل ان انغلاقها اشتد ..
مع وجود جسار خف قليل من الحمل عن عاتقه ..
فذهب بدلا منه الى مكه ..
لقد كان هذا مكانه من الاصل .....
:
:
:
جال الغرفه فلم يجدها غريب ان يمكن ان تكون ..
راقب قميصها الاسود معلقا ..وجودها الانثوي يغمر كل حواسه ومحيطه ..
:
:
ان يمكن ان تكون وقد تركت هاتفها هنا ..
:
:
:
:::::::
::::::::::::::::::
لقد عرف دوما بأن يومي الاربعاء والخميس ماهي الا ايام عائليه يخلو المنزل الكبير من ايا من رجاله ومساعديه ..
:
:
وقفت امام باب الاسطبل الضخم ..
تذكرت الرقم الذي ادخله بسهوله فهي تحفظ كل مايتعلق به ..
طوال الطريق من المنزل حتى الاسطبل احست بنقاء يداهم عقلها وقد ابتعد عن المنزل و جوه المشحون الغير مفسر ..
:
:
دخلت الاسطبل وهي تحس برهبه ..
أي شيء يخص ذاك المثالي يشعرها برهبه أي مكان و وجود قديم له يسقط على قلبها اشعة حضورة المهيب..
:
:
لا زالت ترتجف لمنظره بكامل اناقته ..لا زالت تشعر بأنها لا ترضيه ..
ولا تليق به ..حتى وان نسيت نفسها معه للحظتين الا ان ما ان ينتهي كل شيء وتراقبه نائما بطريقته الغريبه بجانبها حتى تبدأ الوساوس تباغت عقلها ..
أ يعقل بأنها بدأت تحبه ..؟؟فأصبحت تخاف من وجهة نظره ناحيتها ...؟؟
لا ..لم تحبه فقط انه فاتن للغايه ولا تتمالك نفسها في وجوده ..
اقتربت من فرسها ..لولا انها لمحت خيلا اسودا وضخما وعربيا للغايه ..
اسود تماما ولامع وقد اشتدت عضلاته دليلا على قوته وتمرسه ..
لا يبدو أليفا وهو يصد عن حركتها في المكان ..
اقتربت متطفله منه ..
هذا الكائن الاجمل على وجه الارض سبحان من سواه ..
وما الخيل العربية الا امتداد لأصالة وشعر وقهوه وحميه ..
و ما الخيل الا هوية عربي وصلة بالصحراء ..
ترددت في ان تمد يدها له ..
وقد ابتعد ذاك لاقصى مقصورته ..فكما يبدو بأنه عدائي للغايه ..
:
:
وكأنها تحدث نفسها همست له بأحتقار .."أحسن برضك ...رجال ..."
:
:
قالتها حنقه وهي تتجه لفرسها الفضيه ..مدت يدها فعرفتها تلك مقتربه ..
قبلت ما بين عينها وهي تمرر كفها على رقبتها ..
رفعت رجليها على باب المقصورة وهي ترتب شعر تلك الناعم ..
حدثتها وكأنها تحدث صديقه كما وجهها ذاك ..
" وحشتيني يا جوزى .. يا جمالك ..بس طبعا ماراح اركب عليكي خلينا كذا حلوين ...نفسي اخرجك اعرف شعور الخنقه ..بس ما اعرف كيف ...جوزى انا تعبانه بجد ..كادي وحشتني ...جاهده هم على همي ..."
:
:
ركستت للحظه وهي تسرح في ما تفعله بشعر تلك ...همست بشيء من حيرة .......تنهدت "و ثلاب ...ثلاب حنون انتي شفتي كيف يضمني ..احس ما ودي اطلع من صدره ...لكن ..مكاني ..احس بأي لحظه ممكن يقولي خلاص مع السلامه ..احسه زي ...امممم ..كيف اقولك ...يعني كأني ..ما ادري ...يعني كأني تسلاية وقت محدد وبعدين خلاص ينساني واقعد في غرفتي يوم كامل يومين لحالي ..تعرفين لو نايف سوى هالحركه بالعكس بالطقاق ويوم المنى عندي يخرج و ينساني ...بس ثلاب ..لا ..زي جرح لانوثتك انه في رجال زي ثلاب وما يهتم لك ..
يعني انا ما اشوفه الا سته ساعات بالكثير في اليوم ..وكلها تروح نوم ..يقوم يصلي افطره يخرج ...يرجع اخر الليل و ينام ..انا في حيرة مع ثلاب وامه وبيته واموره وعياله مو فاهمه شيء احس فجأة من بعد يومي اللي ما اقابل فيه الا كادي ..اقابل كل ذيلا ومحد راضي يستقبلني ...وانا اللي مايستقبلني اصير شرسه معاه لا اراديا ...بعدين ياجوزى لاحد يلومني انا سنين عمري كيف قضيتها غصب راح اكون شرسه..بس وربي كلمة وحده من طرفهم وانسى كل شيء ..انا بأمكاني اقول اش عليا منهم وبالطقاق ..لكن كمان هما اهل ثلاب ..وانا نفسي ارضيه في حاجه ..وكمان هوا مايترك لي مجال ارضيه في شيء او اتواصل معاه قيادي جدا ...حتى في الامور العاطفيه ...."
:
:
تأملتها تراقبها بأهتمام ..وكأنها تفهم وجعها وشكواها ..
ضحكت مع نفسها برقتها المعتاده .."وانا اكلمك ليه ...هو انت تفهميني ..."
:
:
سمعت صوتا ذابت له قدميها ..وقد نهر ذاك احدهم خلفها بصوته الجهوري المميز ..."عساف ...."
:
:
لقد كان هنا منذ البدايه ولم تنتبه له ..يالحماقتها ..راقبتها بخوف ..أ تراه سمع ما باحت به ..
ل يلقي لها بالا وهو يحاول التفاهم مع الخيل السوداء العدائيه تلك ..
يليق به حقا ..
ألتفت اليها ..أشار بعينيه على فرسها ...."ماتبين تركبينا ...؟؟"
:
:
أبتسمت له ..."لا بس ابا اطلعها .."
:
:
هز رأسه بالايجاب .."زين طلعيه ...."
:
:
التفتت لفرسها ..."كيف ؟؟"
:
:
خز كتفيه ببديهيه .."فكي الباب وكلميه وهي تلحقتس ..."
:
:
قالها وهو ستند بخفه بأحد رجليه على الجدار وهو يثبت خيله بيديه رفع نفسه واستقام فوقه ..
انه يتجاهلني كعادته ..راقبت خروجه من المكان فوق خيله ..
شامخا و وقورا ..و غامضا صامتا حتى النخاع ..
:
:
:
فتحت باب مصقورة فرسها الثقيل بصعوبه ..لم تحتج تك وقتا لتفهم بأنها تريد ان تلحقها ..
خرجت من الاسطبل وهي تضع يدها على رقبة فضيتها الثمينه ..
لم تجد له اثرا يذكر ..
هل يعقل بأنه سمع كل ما قلته انا الحمقاء التي افضي بسري لفرسي ..
أ لهذه ادرجه بت وحيده ..اريد حقا ان اتخلص من كل هذا ..
وكلما طلبته الذهاب الى كادي بادرني بصمته..
وكأنه يقول لي الامر كله بيدي ..
:
:
:
كانت سارحة تمرر يدها في شعر فرسها وتحدق الى اللاشيء..
حينها وقف بالقرب بجانبها على خيله الضخمه السواء ..
سألها ..."تبين رسن لاجل الفرس ...؟؟"
:
:
راقبت هدوء ملامحها العملي ...قبلت فرسها فأمالت تلك رأسها ..."لا ما ابا اركبها بس كذا حقضي وقت معاها ..."
:
:
:
لم تفهم بما همس وهو يتجه بخيله الى الاسطبل فهرولت ورأه فرسها خانعه ..
مما يعني ان هو من روضها ...
لم تلحقه وفضلت وحدتها وهي تتأمل المكان الشاسع والبرودة تقرص أطراف جسدها ..

تكتفت وهي تأخذ نفسا عميقا ..نفثته باردا ..دمعة تحدت خارجا عن ارادتها ..
عن كل الامور التي تعاكسها ..
التفتت الى قدومة وهو يمسك رسن فرسها بيده ..
ولازال على خيله السوداء مستقيما ..
أمرها بهدوء .."أركبي يا سلطانه ...."
:
:
:
لم تحتاج لمساعدته هذه المره وهي ترفع رجلها على مكانها المتصل بالسرج بخفه ..
عدلت من جلوسها فوق فرسها ورائحة ملمع الجلد تفوح مع كل نسمه تهب ..
:
:
نظر الي يدها يأمرها ان تقلده وهو يشد رسن خيله بين كفيه بتمرس ..."شديه بين يدتس ..وين ماتبين تروحين شدي ..يمين ولا يسار ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي تطبق ما قاله لها ...
راقبت صمته وهو يتقدمها ..لم تتقن كيف تتعامل مع فرسها الا انها لحقته تلك بهدوء بدون الحاجه الى امرها ....
لقد سمع كل ما قالته ..
انها لا تعرفه من قبل لتيقن بأن هذا طبعه ..
أحزنته غربتها ..فالغربة شكل من اشكال الهزيمه ..
:
:
التفتت اليها كانت تحدق بالافق التي تنذر عن هطول امطار قريبه ..
وقد اسودت السماء ..للتو كان الجو صحوا لكنه موسم لا يتنبىء به ..
كانت الريح تحمل شعرها عابثة ..
كاد ان يقسم بأنه لم يرى شيئا اجمل من هذا يوما ...
:
:
:
عجز حقا عن التحدث معها انها حصينه ...... كما انه لا يعرف ما يقول.........
:
:
ساعدها في النزول عن فرسها وقد بدأت زخات المطر تصدر صوتا طفيفا مصطدمة بصفائح سطح المكان ..
:
:
راقبته يعتني بخيله الخانعه له ..بينما هي تمرر كفها على جبين فرسها الناعم ..
:
:
تأملته للحظه المسافه تتباعد بينهم مع كل موقف جديد ..
احيانا كثيرة تشعر بأنها منبوذه منه ..
لا تنكر بأن هنالك لحظات عاطفيه بينهم تذيب قلبها كأنثى ..
:
:
لكن هذا لا يكفي ..لاتفسر شعورها ابدا ..هذا رجل صعب حقا..
:
:
ازعج همسها لدواخلها تساقط المطر الغزير ..ألتفتت الى البوابه ومن ثم التفتت اليه كان لازال يعتني بخيله الضخمه ..
متجاهلا ما يحدث حوله وقد انعدمت الرؤيا في الخارج ..
:
:
جفلت فرسها لصوت الرعد المدوي في الخارج ..
أبتعدت عنها لم تعرف كيف تتصرف معها وقد هدأت تلك بعد لحظه ..
:
:
ألتفتت اليها يراقب الوضع ...همست له وهي تشير للخارج ..."كيف حنرجع البيت..؟؟"
:
:
هز رأسه بالنفي ..."ننتظر لين يخف .."
:
:
قالها وهو يتجه الى لوح التحكم بالاضاءه والتدفئه ليضبطه بما يناسب خيوله الثمينه ..
فتح الاضاءة البيضاء القويه فأنار المكان في لحظه ..
أنزعجت حدقتيها التي ارتاحت في الظلام ..اغلق الباب حتى نصفه ..
ومن ثم جلس على كرسي خشبي طويل بالقرب من صفوف أسرجة خيوله ..
:
:
راقبت صمته كان بعيدا عنها للغايه مكانا و قلبا ..
وجدت نفسها تتأمله لمده طويله بينما هو سكونه اغرق المكان فحتى ضجيج هطول المطر بدا كخلفيه لهدوءه الهادر ..
:
:
التفتت لصوت خطوتها تقترب منه..كانت الارضيه قد ابتلت بالقرب من الباب المفتوح نصفه ..
:
:
لم تكن تنظر اليه وقد اقتربت منه تأملت انعكاس الاضواء على بقعة مياه على الارض ..
:
:
رفعت عينيها اليه كان يتأملها بلا تعبير يقرأ ..
مدت اناملها الطويله تلمس كفه التي اسند على رؤوس اناملها جبينه ..
عبثت في انامله قليلا ..شدد على قبضته يحتضن كفها ..
:
:
:
في الواقع سلطانه انثى شاعر .. لاتليق بكتوم مثله ابدا ..
ففي كل حركاتها وهمساتها بيوت غزل يتيمه ..
تنتظر من يكملها ..فيؤلفان موقفهما قصيده ..
:
:
كانت تعض طرف شفتها السفلى في حيره وهي تتأمل يده السمراء ..
أغمضت عينيها وهي تأخذ نفسا عميقا ..أقتربت لتجلس في حجره لم يبدو متفاجئا وقد اعتاد قربها مؤخرا بل ادمنه ..
:
:
أطرقت رأسها تدفنه مابين رقبته وكتفه ..أغمضت عينيها وهي تغرق برجولته الأخاذة ..
:
:
مازال محتضنا كفها فوصلها سحر وقربها جنه ..
سهلي الممتنع ..الرجل الذي لا يبخل على بأي شيء الا بمشاعره فهو شحيح منقطع ..
:
:
:
حاول فتح حوار ..."القابله وعدت العيال نروح حايل ..تخاويني...؟؟"
:
:
أبتسمت له ..وهي تمرر سبابتها على حاجبه الايمن ..."يتضايقون الاولاد بقربي بعدين ما اقدر اترك جاهده ....بس بجد ودي اخرج معاك ..."
:
:
في كل لحظه يضن بأنه يراها لأول مره ...تأمل جمالها القوي ..."ناخذ جاهده بعد ..أشقولتس ...؟؟"
:
:
أبتسمت لأصراره الكريم ..."و اولادك ...؟؟"
:
:
رفع حاجبه ..."أشنوهحم ؟؟"
:
:
أبتسمت للهجته التي تعشق ...فهي صله قويه بأمها والماضي الجميل ..."سلامتهم ..بس مايستحملوني خصوصا جسار ..."
:
:
هز رأسه بالنفي بشيء من ابتسام لا تعلم هذه الجديده أي من مكنونات ابناءه ..."لا توهمين ....قلتها وان شاء الله القابله بتباتين في حايل ..ها ؟؟"
:
:
عدلت شعرها بيدها الحره ..."قلت لا اله الا الله ...ونشوف حايل أخيرا ..."
:
:
انها فخمه معتزه بنفسها للغايه فتتحدث عن نفسها بصيغه الجمع انها سلطانه بالفطره ..لا تليق الا بهذا المقام ...
:
:
وبعد لحظه صمت همست متسائله..."وعمتي بتروح ؟؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."اكيد بنات اختا فيذاك ..."
:
:
تغيرت ملامح منذره عن عدم الارتياح .."أجل بلاها الجايات اكثر ..صعبه اخذ جاهده معانا وكمان عند اهلها ..خلا هي ماترتاح في وجودنا ..نعوضها ..."
:
:
خجل للحظه من قسوة امه الغير مبرره ..."ما بوه خلاف ..اومي عند اهلا وحنا بالمحميه مالتس ومالا ..."
:
:
رفعت حاجبيها بأعجاب وهي تعض طرف شفتها السفى من الداخل مبتسمه ..."تقولي محميه ...اممم ...لا وجبت الروحه بس اوعدني ما حتتضايق عمتي ...طيب ..."
:
:
هز رأسه برضا ..."طيب وطيب خاطرتس فوقا طلبه ماترد ..انتي اطلبي ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي تهيم به ..."ابغي سلامتك ..وسلامتك ..وسلامتك ..و فوقها قربك و رضاك ...ولا ابغى غيرها طلب ..."
:
:
أعجبه ردها وهو يغير الموضوع ...."دمتي سالمه ....وزاف بيت "قالها وهو ينظر للخارج ..
:
:
غضنت جبينها لم تفهم ما قاله ...أبتسم لها ...شارحا مقصده"المطر ...وزاف بيت ...عنيت ان المطر غزير ...."
:
:
:
وصل المعنى لها ..."آآها ...ملاحظتك تتكلم معايا بألفاظ سهله ...عكس عمتى واولادك ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب .."لاجل اعرف اوصل لتس هرجتي ..تعودت من كثر ما احتكيت بالخلق ابسط الحتسي ...لكن والله لو هرجتس بهرج ابوي وجدي ما هنالتس علم ..."
:
:
:
أبتسمت له فسعادتها في جمله مكتمله يحدثها بها بعد طول صمت ..."يابعد حيي ..جعلني ما ابكيك ..."
:
:
رقة لهجتها وبساطتها السمحه تلفته ..لكن ما يعشقه هو عندما تفلت منها عبارات امها القديمه دون قصد ..
هذه الانثى هم محبب..و حمل جديد ..
هذه الانثى مغامره لم يتوقعها يوما ولم ينتظرها ..
هذه أنثى على هيئة هديه ..
:
:
لم يتمالك نفسه وتجاهل المكان و هو يقبلها فما أصعب البعد عن شفتيها ..
:
:
:
::::::::::::
::::::::::::::
:
:
:
كانت تجلس في الاريكه الملحقة بالنافذه الضخمه وقد راقبت انعكاس ضوء الشمس المتسلسل بين الغيوم على قطرات المطر الملتصقه بزجاج النافذه ..فتترك ظلا وضوءا على ساقيها العاريه ..
:
:
هاتف امها مغلق وهي لا تحفظ غيره ..فليحفظها القدير ..أسأل الله ان تكون بخير ..اريد فقط ان أطمئنها بأنني قويه وسأجابه كل هذا ..
الا ان الحزن تمكن مني واشعر به يخنق قلبي ويشد قبضته على روحي ..
البعد عن امي ما هو الا قطعه من جهنم تزرع داخلي ..
:
:
تركت الهاتف من يدها بعد ان ضعفت بطاريته وهي تطلب رقم امها منذ الفجر ..
رتبت شعرها وهي تصففه في جديله طويله لن تشبه ماتصنعه امها به ابدا ..
:
:
:
لم تعد تراه منذ اسبوع في المكان ...أ تراه نساها ورحل ..؟؟
:
:
منذ ان وجدت لها غرفه خاصه بها في الطابق لم تعد تغادرها ابدا ..
لم يعد لشيء طعم وفقدت الحياة الوانها ..
واليأس سيطر على مشاعرها ولم يعد بالقلب حيله ..
البعد والغربه بدأت تنهشها صامته ..
و افتقدت انفاسها ارض العراق و هوائها ..
والارتحال عن العراق اكبر غربه و أشد مصيبه ..فهي أم تشد ابناءها لحضنها مهما ابتعدوا ..ماذا لو كان رحيلها غصبا ..
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
لقد مر اسبوع العلاج ولم تره بعد غير تلك المره ..لم تحتك سوى بالأخصائية المسئولة عن حالتها ..التي ذكرت بأن طبيبها المدعي سيقيم الحاله بأنتهاء الاسبوع القادم ..
:
:
:
نهت نفسها كثيرا عن التفكير به ...من الممكن ان يكون تشابة اسماء لا غير ..
وما ادراني انا بكايد هذا ..
لكن لهجته من اصل سكاكا الجوف ..وملامحه ...نعم ملامحه الجميله التي نحتت في ادراكها منذ اول صورة لمحته فيها ..
من يكون هذا الرجل ما قصته ..
و ما علاقته بفياض زوج عذبى ...؟؟
لن اخبرها حتما بوجوده ...لربما هي لا تعرفه وان كانت تعرفه ما موقفها مني ان اكون اعرف عنه وانه صديق لعائلة زوجها ..
وما دخلني انا في كل هذا سامحك الله ياطبيبي ..
لقد اقتحم كل تفكيري وشغلني ..
يالوقاره الساطي ..
كلما اقترب موعد لقائي المقرر به يعترني توترا وخوفا لذكرى قربه ورؤيته ..
فهو من ذاك النوع من الناس الذي لا تود ان تراه مرتين كي لايضعف قلبك ..
:
:
:
قلوبنا محتاجه ..و ضعيفه منقاده..علينا فقط ان تعلم كيف نسيطر عليها..علينا فقط ان نوبخها ..
لكن لنتذكر أنها عنيده للغايه ..
:
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::  

العشق انفى للعشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن