- ببطء لكن بثبات وبنفس الطريقة التي يحول بها الخريف شكل الغابة، حولتني آلاف التغييرات الصغيرة إلى شخص آخر.
🍂
- أنا الكائن الوحيد الذي ينتقلُ من الخريفِ الى الربيع بكلمة.
🍂
- سقطت أوراق الأشجار معلنةً عن بداية الخريف، وكنتُ أستمتع بدعسها لتخرج صوتاً متيبساً من ثم أركلها لتنجرف مع تيار المياه المجاور لحافة الرصيف، منتظرةً الباص الممل ليصل، وأنا أُقلب الأمور في رأسي بأنني سأرد السلام إن بادر أحدهم به، وأنني بطبيعة الحال لن أشارك بأي أحاديث غير تلك التي تخصني شخصياً، وأنني سأمضي الطريق محدقةً في النافذة منتظرةً أن تخرج من العدم، ليمضي الوقت هناك حتى أصل الى المدرسة المنشودة، أقلُب الوجوه خشيةً أن أجدك بينها، بالرغم من أنني لن اعرفك حتى إن تلاقت أعيُننا، وأعتقد أنها تلاقت يوماً وأنا لا أعلم، سألتني يوماً لما أستمرُ بالتحديق في وجوه المارّة، مازحتك في وقتها لكنني لم أخبرك أنني كنت أبحث عنك، وأنني عندما أدعسُ الأوراق أفكر في أنني ربما ألاقيك في أحدى أروقة حياتي صدفةً، لكن تلك الصدف لن تحدث غير في رواياتي البالية التي أقرأها، لأنك غير حقيقي، أنت كذبة ووهم أنا صنعته كما أصنع أبطال رواياتي.
🍂
- أحبّ الخريف وظل المعاني, ويعجبني في الخريف غموض خفيف شفيف المناديل كالشعر غِبّ ولادته إذ يزغلله وهج الليل أو عتمة الضوء, يحبو ولا يجد الإسم للشيء ! محمود درويش.
🍂
- وتبكين حبّاً طواهُ الخريف وكلّ الذي بيننا للزَّوال ! فمن قال في العُمر شيءٌ يدومُ تذوب الأماني ويبقى السّؤال.
🍂
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
- هشّةٌ أنتِ، و من هشاشتك الصّلابة، و من صلابتك انكسار، و في انكسارك الكثير من القوّة، و من قوّتك هذيانٌ لكثرة الضعف، و في ضعفك استسلام ، و من استسلامك مقاومة، و في مقاومتك الكثير من الندوب، و من ندوبك نزيف يغرق الهمّة، و في غرقك الكثير من النجاة، و من نجاتك تنشب الحروب، و في حروبك الكثير من الجروح، و في كل جرحٍ راحة، و من الراحة يشتعل التعب، و من تعبك يتولّد الكثير من الغضب، و في غضبك هدوء و برود، و في هدوئك عواصفٌ و زوابع، و من عواصفك مطرٌ هادئ، و في مطرك خريف، و في خريفك أزهار، و من أزهارك أشواك و في أشواكك ضمّادات، أسفل الضمّادة خندق، في الخندق أوديةٌ و أنهار ، في كلّ نهر نار في رمادها ألوان، من الألوان رسمتِ لوحة كآبة، و في كآبتك أفراح و سرور، و في فرحتك حزن منثور، و من ذاك الحزن كان الانتصار؛ ألا تعلمين أن تناقضك درعٌ يحميكِ و جدار.
🍂
- أتساقط ، وملامحي كُلها تدل على الخريف .
🍂
- بنفس الطريقة التي يحول بها الخريف شكل الغابة، حولتنّي آلاف التغييرات الصغيرة إلى شخص آخر.
🍂
- وأنا أذكُرُ جيداً، حيثُ كانت الأوراق الخريفية تتساقط بروية في أحد صباحات نوڤمبر، وكانت بدايات سقوط المطر، حيث اختلطت برِك المياه مع الأوراق، وحذائي الأسود يتنقل بين البِرك بهدوء، ونسماتُ الهواء تقلبُ الأوراق وتنقلها من حيٍ لآخر، كان كل شيء بخير وكما أُريد فحسب، ألا أنهُ شعوري يُفسدُ كل شيء، كالعادة، بدوتُ كئيبةً بدلاً من سعيدة، ولابد أن الأجواء الخريفية المُشارفة على بدايات الشتاء تُعطي شعوراً كئيباً رائعاً، كان الهواء يعبرُ خلال الثقب الذي يتوسط قلبي، مُعطياً شعوراً بارداً لصدري، وكان الناس يظنّونّ أن قلبي دافئ كما هي يداي، لكن لم يعلموا ان الأمطار تتساقط في قلبي، وأن الشتاء الحقيقي هو ما يكمنُ داخلي.
