المختار المعظم

10.1K 716 96
                                    

وقفت أمام باب مكتب المختار بتردد و خوف و قلبها راح ينبض بقوة و لكنها صغطت على كل هذا و ذكرت نفسها ." لأكن قرباناً للأمير الأحمق!"
طرقت الباب بخفة ، "تفضل" جاء صوته بثقة ! دلفت للغرفة بتردد كانت تراقب الغرفة و قلبها يخفق و يكاد يغوص بداخلها من توترها، فاليوم هي ستكتب على نفسها حياةً شقية! ستبيع قلبها و روحها، و لكن كل ذلك لهدف يمكن أن يكون نبيلاً ! فعي تعلم مهما بلغ لطف ألكسي الظاهر لها لن يصل لألآن ! كانت تشعر كغصة بالغة في داخلها، كانت تشعر بأنها قد تبكي في أية لحظة! لا تعلم لماذا الآن تذكرت البكاء! و لكنها قاومت كل ذلك تحاملت و تحملت.
"آنسة روسنتر، لا تعلمين مدى سعادتي لرؤيتكِ ، لقد جعلتي يومي أجمل" قال بلطف مفرط
"شكراً" قالت بتوتر و بسرعة أضافت:" أنا موافقة"
نظر لها بصدمة و بدت عليه بوادر الشك و قال بجدية:" هل أنتِ متأكدة!؟"
"نعم متأكدة" قال بسرعة و هي تحاول ان تصرف الموضوع و تنهيه بسرعة
"ما دام كذلك صدقيني لن تندمي على هذا القرار، ربما تكونين مترددة في مشاعركِ ناحيتي الآن، قد أكون تسرعت في للأمر و لكن للظروف أحكام ، و لكن صدقيني ان حبي لكِ كبير"
نظرت له بهدوء لم يكن لديها ما تضيفة سوى انها أومأت برأسها موافقة، كانت تلك المرة الأولى التي تخونها فيها ثقتها المرة الأولى التي تتنزل فيه عن عزة نفسها و غرورها! كانت كالقطة الخائفة في داخلهافهي تدرك أنها كانت تستغني عن روحها، و لكنها امضت الكثير من الوقت تذكر نفسها انها تفعل هذا لسبب!
"لقد أطلقنا سراح والدكِ اليوم " بهدوء
"اذاً أستأذن لزيارته" قالت بسرعة و هي تنسحب
"لا تنسب ابقي الأمر سراً حالياً و سنناقش التفاصيل بعد الإعلام الرسمي" قال بهدوء
كانت ستتراجع و تسأل عن مصير آريانا و لكن قررت ان تصمت، لن تقحم نفسها في المزيد من الأمور! لا يعنيها يكفيها ما ضحت به حتى الآن! لم تكن تعتقد أنها تسرق فرحة آريانا فقد كان واضحاً جداً ان تلك الفتاة تلهث خلف مصلحتها لا غير لا تحب المختار، كانت سعادتها هذه تشبه سعادتها حينما كانت ستتزوج آلان، و أيضاً الظروف حكمتها فعي لن تضحي بالدنيا كلها في سبيل سعادة آريانا المزيفة! و لكنها في نفس لوقت كانت تشعر بتأنيب الضمير ناحيتها، تمنت بصدق أن تحضى بمصير أفضل!


بمجرد خروج آرتميسيا تنهد ألكسي براحة، كل شئ يسير كما يشتهي، قريباً فقط سيطهر الدنيا من كل الشياطيين، لقد عاش ألكسي مدللاً قبل ولادته حتى، بالرغم من انه لم يعرف والداه إلا أنه كان مدللاً من قبل أبناء النهاية، فقد عاش في قصور هؤلاء القوم ملكاً لم يرفض له طلب، كان بالنسبة لهم هو جوهترهم الغالية حافضوا عليه جيداً لكي يحقق نبؤتهم العظيمة! و ينقذهم من إحتكار آل نورث إند للحكم!
يتذكر أنه سأل أحد شيوخ الأخوية عن والداه، يذكر أن الرد الوحيد الذي جاءه:"أنت لا تحتاج لوالدين فأنت والدنا جميعاً."

وضع يده على الكتاب المهترئ الذي وضعه أمامه و هو يتأمل عنوانه " أبناء النهاية" بقلم " جون الصغير"، راح يقلب صفحات الكتاب بهدوء، فقد كان هذا الكتاب هو البذرة الحقيقية لكل شئ، كان يحب ان يتصفح الكتاب بين الفترة و الثانية ليذكره بمهمته في هذه الحياة، فمنذ صغره أملوا عليه مهامه، كانوا لا ينادونه إلا "بالمختار المعظم" كانوا ان ارادوا يدللوه نادوه "بمنقذ البشرية"، في طفولته لم يفهم ما هي قوته الخارقة التي ستجعله ينقذ البشرية كانوا يحدثونن عن الشياطين الفاسدة التي تتمكن من البشر و تستولي على أرواحهم فهم أنه بشكل ما يجب يخلصهم من الشياطين. تعلم منذ طفولته أن الغاية تبرر الوسيلة و عليه ان لا ينسى ان من يتعدى على هذه الغايات هو حثالة لا يستحق الحياة فقد تمكنت منه الشياطين و استولت على روحه. كان يؤمن بأن من يعارض الخير هو شيطان و يجب أن يموت، و من يقف مع الخير يناله بركة من المختار، كان يقدس الخيريين حد النخاع، لم تكن تلك أفكار الأخوية و ألكسي فقط إنما كتاب "يوم القيامة" الذي بين يديه تكلم عن ذلك و لكن لم يقتصر الكتاب عن التحدث عن الأخلاق فقط كان هذا الكتاب هو القشرة لحقيقة الأخوية!


قربانٌ للأميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن