٤-أُمْنِية

263 20 6
                                    

قطع شرودي عدم وجود الرسمةُ بالصندوق، فسريعاً ما اتجهت نحو باب المنزل و جعلت أسعىٰ مُتجهة إلى "شاطئ الأحبة" دائماً ما أذهب له عندما تحل ذكرى حبي له، أو عندما يشتد عليّ الحزن، أو عندما تكاد السعادة أن تفتق قلبي، لكنني ذهبت الليلة كعادتي كل ذكرىٰ لِأُحيها هناك أعلى الصخرة، بالقرب من ماء البحر، أمام نجمة 'المَلِيكْ'، بيدي تلك الرسمة أو "الأمنية" التي بقلبي دائماً، و روحه بالقرب مني.

وصلت أخيراً إلىٰ الشاطئ، حيث تلك الصخرة موجودة فعندما رسمت تلك الرسمة بالماضي ذهبت بها إلى ذلك الشاطئ وو ضعتها أسفل الرمال الموجودة أسفل الصخرة، أزحتُها قليلاً قدر استطاعتي، و جعلت أحفر بتلك الرمال الذهبية لأصل لرسمتي، حتى وجدتها أخيراً، لكنني شردت بها، تخيلت أنها حقيقية، فتلك الرسمة مطابقة للحقيقة الآن، شاطئ الأحبة، الصخرة، أنا، نجمة المليك، يوم الذكرىٰ، و لكن ينقصها ما هو أهم...'هو'.

سرعان ما أفقت من شرودي و نظرت إلى الرسمة بتمعن ثم نظرت إلى السماء تحديداً إلى نجمة المَلِيك، أنظر لها نظرة أمل، عتاب، حزن، سعادة، يأس، كأنني أشكو لها ما يحزنني، كأنني أبوح لها عما بداخلي، و كأنها ترسل إليّ تلك الطاقة الإيجابية التي تساعدني على الإكمال و الثبات، تلك الطاقة التي يبعثها إليّ 'الله' ليكون لي القدرة على إكمال طريقي دون كللٍ أو فُتور.

"يارب، انت العالم باللي في قلبي، انت القادر تحقق لي أمنيتي، يارب صبرني و اجعل آخر صبري فرحة..يارب"
كانت تلك دعوتي المصطحبة ببعض الدموع، لكن سرعان ما تلاشت دموعي و تبدلت بإبتسامة ناعمة حينما انهمرت قطرات المطر، كأنها رسالة إليّ الا أيأس "فلا يأس مع الحياة".

ضممت رسمتي إلى داخل سترتي و كأنني ادخلها بداخل قلبي، حتى لا تتأذىٰ من قطرات الماء و ذهبت سريعاً إلى حيث وجدتها و وضعتها مرةٌ أخرىٰ و أنا بداخلي يقين أنها لن تكون المرة الأخيرة التي سأخرجها فيها.

جعلت أسعىٰ حتى وصلت إلى منزلي و ذلفت إلى الداخل على عَجلة، لكي أبدل ملابسي بملابس قطنية دافئة و أذهب إلى فراشي لأضم صورته المطبوعة على مخدتي الناعمة إلى صدري لكي تكتمل فرحتي قبل أن أنام، بالرُغم أن غداً أول يوم بالجامعة لتنفيذ المشاريع السنوية..

"لأول مرة منذ أربعة أعوام، أنام و البسمة ترتسم على شفتاي و بداخلي تلك السعادة العارمة مجهولة المصدر، ولكن كل ما أعلمه هو أنني أُحبه كثيراً"

بمكانٍ آخر بأحد أحياء القاهرة...
يقف شاب بأوائل العشرينات بشرفة بيته و نظره مُوَجه إلىٰ تِلك النجمة الغريبة، رغم كُبر حجمها إلا أنها وحيدة في السماء، لكنه يشعر بشعورٍ غريب آخر اتجاهها فهو يشعر أنها تناديه، تستنجد به، خاصةً باليوم الذي تظهر به وحدها، بتاريخ '٩-٣' من كُل عام تحديداً.

"النجمة دي غريبة أوي، هو يا إما في رسالة موجهة ليا يا إما أنا بدأت أخرف و بيجيلي تهيؤات، بس اشمعنا اليوم دا بالذات،في آخر أربع سنين!،في نفس اليوم بتظهر النجمة دي، و بحس إنها بتكلمني أو بتبعتلي رسالة، بس مش عارف أترجمها كويس، هو الواحد لما بيفركش مع خطيبته بيجيله تهيؤات؟!، أنا أدخل أنام أحسن بدل ما اتجنن، أنا عندي بكرة تمرينة،و بعده عندي سفر، ربنا يستر"
كانت تلك الكلمات التي تفوه بها "محمد" قبل أن تهطل الأمطار على شوارع القاهرة، دخل إلى داخل منزله، و أغلق باب الشُرفة بإحكام، و ذهب إلى فراشه ليغُط في النوم.
.........................

رأيكوا؟♥✨

علمتني كيف أحبك!Where stories live. Discover now