٢١- لَا يستَحِق الحُب إلَّا مَنْ أعطَاه

198 15 52
                                    

" أَكتُب لِلمَرة الأَخِيرَة، تِلك هِيَ سُطُوري الأَخيرة بمذكراتِي تلك، طَالمَا كَتبتُ له، لِحُبه، لِشغفِي بالوصُول إليه، منُذْ كُنت تلك المُراهقة ذَات المشَاعِر الفيَّاضة اتجاهه، إِلىٰ أَن أصبحتْ حَبِيبتِه، كُنت، كُنت حبيبتِه، لَستُ حزِينَة، أَشعُر بالحَرية؛ أتعجبُ مِنْ سُخرية القَدَر، مَنْ كَان لِي حلماً صَعب المَنَال، غَدا لِي حبيبًا، فذلك الذِي كُنت أتمنىٰ أَنْ يبقىٰ بجانبي ظانةً بأنه مِثالي الروح و الطِباع، إتضح بِأنه مَن إِنْ كَنت استطِيع الوصُول إليه لنبذتُه، لَكنني سعيدة كوني حققت أمنيتي الوَحيدة، رُبما إن لم أُحققها لَكنت سأُتشبث بفكرتِي عنه بأنه ذلك المثالي، لا أحد مثالي، ليس هناك من يستحق الحب، لا يستحق الحُب إلَّا مَنْ أعطَاه، فَقط "

~~~~~

" ازيك ؟ "
هنا:" الحمد لله، و إنت يا علي أخبارك إيه، وحشتني ؟ "
علي:" هنا خطيبك ممكن يتضايق من قعدتنا سوىٰ، مش عايز أسبب لك مشاكل، لو محتاجة اي حاجة هعملهالك، لو عايزاني أقضي لك مشوار قولي لي و ..."
هنا مقاطعة:" كان خطيبي .. "
علي و قد جحظت عيناه:" ليه ؟.. ليه يا هنا انا اكتر واحد عارف حبك ليه عامل ازاي ؟!.. هنا طيب انا ممكن .. "
هنا مقاطعة مرة أخرىٰ:" إنت لسة بتحبني ؟ " اتبعت بعدما لم تلقىٰ إجابة " يبقىٰ لسة بتحبني، خايف عليا و على مشاعري يبقى لسة بتحبني " أمسكت بيده في هدوء " و أنا كمان بحبك يا عليّ، بحبك أوي "

~~~~~

بعد مرور ثَلاث سنوَات ...

علي:" فتَّحِي "
هنا:" الله !.. كل دا عشاني أنا ! " قالتها هنا بعدما اتسعت عيناها من جمال ذلك المنظر أمامها، بحر، شموع، الورود التي تحبها، الموسيقىٰ التي تفضلها، تلك الشموع المعلَّقة بمناطيد هوائية صغيرة الطائرة بالسماء، كان كل شيئاً مثالياً، خاصةً هُوَ.
قبَّل يديها بحنو ليتبع " تستاهلي احسن من كدا بكتير، انتي ماتتقدريش بثمن أصلاً  " ابتسم ليتبع ممازحاً إياها " يلا غمضي عينك تاني بقىٰ "
أغلقت هنا عايناها ليتبع علي مجدداً" فتَّحِي تاني بردو " ابتسم بإتساع
فتحت هنا عايناها ببطء لترى علي ممسكاً بطوق من الذهب الخالص وضعه حول رقبتها بخفة ليهمس لها بجانب أذنها " كل سنة و إنتي حبيبتي "
هنا:" علي انت افتكرت عيد ميلادي و أنا نسياه اصلا !! "
علي:" مستحيل أنسى اليوم اللي جات فيه أحسن مخلوقة في الدنيا " ابتسم
هبت هنا بعناقه لتهتف ببراءة:" بحبك أوي يا عليّ، ربنا مايحرمنيش منك يا أحسن حاجة حصلت لي في حياتي " بادلها العناق مبتسماً، لكنه اشتد بعناقها حتى كادت قدميها ألا تلامس الأرض فرحةً بما تفوهت به حينما قالت "عليّ أنا حامل"

.....................

" مامي، مامي "
" إيه يا قلب مامي ؟ "
" إتأخرنا علىٰ بابي يلا "
" حاضر يا كوكي هجيب الشنطة و نمشي "
" مامي هو بابي دلوقتي عند ربنا ؟ "
" اه يا حبيبي، بابي الله يرحمه عند ربنا "

..........................

علمتني كيف أحبك!Donde viven las historias. Descúbrelo ahora