١٩- تَحقق مَا كَان يومًا مُستَحِيلًا

182 17 21
                                    

- هنا

رجعت البيت تاني، ماليش ملجأ إلا بيتي، هروح فين و لمين؟ .. لكابتن محمد هاني اللاعب المعروف ؟!!.. غبية، جريت ورا أوهام، و يا عالم أخرتها إيه !!.

بَعد مُرور يَومَين .....

- هنا

سامعة صوت برة، في صوت كركبة، صوت كركبة الساعة ٢ الفجر !!.. حرامي !!

- هاني

معسكر مفتوح، خدنا معسكر مفتوح في إسكندرية عشان نغير جو شوية، هي أول حاجة جات في بالي، هروحلها، اللي يسأل مايتوهش، و اللي يحصل يحصل !.

دلفت هنا إلىٰ فناء منزلها ممسكة بآلة حديدية للدفاع عن نفسها، لتتفاجئ بذلك الفتىٰ الذي تحبه أمامها، كادت تسقط فاقدة للوعي، لكنها تماسكت باللحظة الأخيرة لتتمتم " يختااااي "
هاني ببلاهة:" هنا، ازيك ؟ "
هنا:" يخربيت هبلك !.. انت بتتمشى عندي في الشقة ؟!! "
هاني:" اه لقيت نفسي فاضي قولت أتمشى في بيتك شوية " حك مؤخرة رأسه
هنا:" ادخل جوا يا هاني و احكيلي ايه اللي حصل دا انت كنت هتوقع قلبي "

...........

" بس ياستي و جيتلك على هنا بعد ما سألت أيمن " قالها هاني بعدما قصّ عليها ما حدث
هنا:" مجنون ! "
هاني:" عارف، بس دي أول مرة ابقى مجنون فيها، معاكِ "
تحمحمت هنا لتمسك بكوبه كي تضع له به حصةً أخرى من القهوة المموزجة بالحليب الساخن، ليهمس لها هاني من الخلف " هنا، أنا بحبك "

اختل توازنها، بدأت يديها بالإرتجاف، يتصبب العرق من جبينها، تشعر بالجمود، لا تستطيع الحراك، لم تستوعب ما قاله تواً إلَّا عندما سكبت القهوة علىٰ الأرض بعدما أفلتت الإبريق من يديها، لتسقط فاقدة للوعي.

- هنا

هموت ؟.. مَا أموت، علىٰ الأقل هموت بعد ما سمعت كلمة بحبك من الشخص اللي خيالي مايسمحليش أتخيله حبيبي، هرتاح، من كل حاجة، منه و من حبه اللي خلاني أتمنىٰ الموت، أو مش يمكن انا في غيبوبة و هصحىٰ ألاقي إن كل دا ماحصلش، أو يمكن أصحى ألاقي نفسي شخص تاني أصلاً و إن حياتي عبارة عن حلم ؟!.. نفسي دي تكون الحقيقة، بس دا مش بيحصل غير في الأفلام بس.

بَعد مرور ثلاث أشهر ....

هاني:" غمضي عينك " أخرج علبة صغيرة من جيبه " فتحي، تاداا "
هنا:" الله !... حلو أوي يا هنون "
هاني:" هيبقى أحلى على إيدك " غمز بخفة
ابتسمت هنا بإتساع لتتأمله و هو يلتقط الخاتم ليضعه بإصبعها
هاني:" حلو أوي أنا صح ؟ "
هنا:" اشمعنا يا ظريف ؟ " قلبت عيناها بملل
هاني:" عينيك اللي فضحاكي و جابتني من أولي لآخري "
هنا :" بحسد نفسي عليك يا هاني، هو لما بتفضل تحلم بحاجة طول حياتك، و فجأة تلاقيها قدامك، بين إيديك، و بتبادلك نفس المشاعر، هتفرح مش كدا ؟.. هتبقىٰ عايز تبعده عن العالم و تخبيه جوا قلبك، يبقى ملكك، ليك لوحدك، لما تتعب أوي عشان توصل لحلمك دا، و نجحت، و وصلتله، هتحس بإيه ؟.. أكيد هتحس ان كل همومك اتبخرت، ان حياتك بدأت تمشي على مزاجك، ان الحظ بيحالفك، ان الدنيا بتاخدك في حضنها بعد ما كانت بتدوس عليك، بتثبت لكل العالم إنك قدها، و إن مفيش مستحيل، مش كدا ؟!.. أرجوك يا هاني ماتمشيش، أنا ما صدقت لقيتك .. " تنهدت لتتبع " عارف، في جملة كتبتها من فترة طويلة، أول يوم أتقابلنا فيه، كنت كاتبة كنت أؤمن بأن زمن المعجزات قد انتهىٰ، و لكِن تحقق ما كان يومًا مستَحِيلًا ؛ كل ما بفتكرها و افتكر اليوم دا و اللحظة اللي انا معاك فيها دلوقتي برتاح أوي " ابتسمت
هاني:" ايه الكلام الكبير دا انا مش فاهم حاجة "
هنا:" لما الوقت المناسب يجي هتفهم كل حاجة، يلا نمشي بقىٰ "
هاني:" يلا " قالها ليحملها بين ذراعيه و يجري حاملاً إياها و معها أحلامها و سرها الذي تخبأه عنه حتى الآن، ترتسم على ملامحهم البهجة، بينما بداخلهم ما لم يُباح لأحدهم الآخر بعد.

..................................

علمتني كيف أحبك!Where stories live. Discover now