السادس &من أجلك جميلتي & صابرين شعبان

9.3K 327 29
                                    


الفصل السادس

كانت جميلة مسمرة و هى تنظر لإندفاع ذلك الشاب تجاههم بعد أن أستفزته صفوة بحديثها ..أنكمشت و هى تغمض عيناها برعب و هى تجد صفوة تقف بدورها بتحفز ..فتحت عيناها تتلفت حولها لعل أحدهم يأتي لنجدتهم فلم تجد أحدا منتبها للأمر فالتحرشات من الشباب باتت شيء مألوف للبعض حتى ما باتوا يتدخلون و كأن ما يسمى بالنخوة لم يعد من صفات الطبيعة البشرية و التي غادرتهم كأشياء و صفات كثيرة أخرى .. أقترب ذلك الشاب بعد أن أغلق باب سيارته بعنف ليقف أمامهم ينظر إليهم بحقد قائلاً بسخرية و هو يتطاول بجسده أمام صفوة ليخيفها .." أريني ما ستفعلينه الآن أيتها المتبجحة "
كان يحادث صفوة التي وقفت أمامه بتصلب قائلة .. " هل تريد أن تعرف ماذا ستفعل هذه المتبجحة "
رفعت حقيبتها قائلة بغضب .." ستفعل هذا "
ضربته صفوة بحقيبتها على وجهه لتنفجر الدماء من فمه بغزارة و هو يرفع يده لفمه قائلاً يسبها .." أيتها الغبية الحقيرة ماذا فعلت بي ماذا في حقيبتك "
قالت صفوة بغيظ .." فعلت هذا و سأفعل ذلك أيها المختل المتحرش "
ضربته صفوة في معدته و على قصبة ساقه و هى تتمتم و تكيل له اللكمات نفس الوقت .." من تظنني يا حقير حتى أخافك أنت حثالة متحرش لست برجل حتى لأخافك "
كان الشاب في حالة من الذهول و هو يدرء عن نفسه هجومها و يرى علامات الغضب تكسوا ملامحها لم يصدق أن هذه الفتاة الضئيلة الحجم فعلت به كل هذا ..كانت جميلة تقف فاغرة فاه بذهول بدورها من ما يحدث من صديقتها الرقيقة بطبعها عندما أخترق صوت حازم سمعهما قائلاً بحدة .." صفوة أتركيه يا إلهي ماذا يحدث هنا "
وقفت صفوة تلهث و هى تسمع صوت زين يخترق الغشاء السميك الذي يغطي عقلها و يكسوه بالغضب من ذلك الواقف أمامها ينزف .. أبعده زين عنهما بعد أن تمالك نفسه و حاول الهجوم عليهما .. و هو يسأله بحدة .." ماذا تفعل هنا عمرو هل تتبعهما من الجامعة ..هل تتعرض لهما على الطريق مثل رجل العصابات ألم تكتفي بالشكوة المقدمة ضدك منهن لما فعلته بجميلة ذلك اليوم "
قال عمرو بغضب .." أنظر لما فعلته بي هذه الحقيرة لن أتركها تنجو بفعلتها "
ثم نظر لجميلة و أردف .." و أنت أيضاً قسما لن أترككن ستعرفون من عمرو و سأكسر رأسيكما حتى لا تستطيعان رفعها مرة أخرى سترون سترون " دفعه زين في كتفه بخشونة و هو يقول بغضب .." أذهب من هنا و كفى تهديدا إن فعلت شيئاً أبلغت الشرطة عنك "
قال عمرو بحقد ..." سترون سترون ما سأفعله بكن " تركهم و أنصرف يستقل سيارته ليرحل ..
استدار زين ينظر لصفوة بغموض قائلاً .." كيف تفعلين ذلك صفوة هل أنت صغيرة لم لم تتركينه و ترحلي لم يكن ليفعل شيء لكما "
أجابته صفوة بضيق .." أنت لم تكن هنا و لم ترى شيئاً أستاذ فلا تتحدث عن ما لم تعلمه و تره "
رد زين ببرود .." هل هذا جوابك صفوة على نصيحتي لك لإبعاد المشاكل عنك و صديقتك و أنت تعرفينه جيداً "
أجابته صفوة بقوة .." أنا لا أخاف من أحد و لست جبانه لأسير جوار الحائط هو أخطأ في حقي و حق صديقتي و أخذ جزائه هذا العدل من وجهة نظري و الذي أعرفه و تربيت عليه "
قال ببرود .." حسنا لن أجادلك كثيرا صفوة تريدين أن أوصلك و جميلة للمنزل حتى نطمئن من عدم عودته "
ردت بنفي و ثقة .." لا شكراً لك أستاذ أستطيع الدفاع عن نفسي جيداً "
أشار إليهن زين ليرحلا قائلاً ببرود فهذه الفتاة عنيدة و صلبة الرأس و أكتسبت للتو عداوة شاب سيئ السمعة و الخلق لن يتورع عن فعل شيء لذلك يجب أن يضع عينه عليهن منذ الآن .." تفضلا أذهبن لمنزلكن و لي حديث آخر مع فريد حين أراه "
شعرت صفوة بالضيق مما يلمح إليه لا تريد لفريد أن يعلم بما حدث فسيشعر بالقلق على كلتيهما و سيربط نفسه بهن و يهمل عمله من خوفه عليهم و ليس بعيداً أن يفتعل مشكلة مع ذلك الشاب .. قالت بحزم ..
" أنا لا أسمح لك أستاذ في التدخل بشؤوني و شؤون جميلة و أمنعك من قول شيء لفريد فستسبب مشكلة لفريد و أنت تعرفه عندما يغضب لا يرى أمامه هل تريد هذا أن يحدث "
عقد زين حاجبيه بغضب قائلاً .." تفضلن أذهبن للمنزل "
تحركت صفوة تمسك بذراع جميلة التي قالت بدهشة .." كيف تحدثت هكذا مع أستاذ زين صفوة "
ردت صفوة بضيق .." هكذا لا أريده أن يحشر أنفه في شؤوننا "
شعرت جميلة بغضب صفوة فتجاهلت الحديث عنه لتسألها بتعجب "كيف فعلت ذلك وحدك و كيف حقيبتك جرحته في فمه "
فتحت صفوة حقيبتها المعلقة على كتفها و أخرجت ثقل من الحديد يشبه تلك الأوزان التي يستخدمها الباعة لوزن بضاعتهم و أرتها إياه ..نظرت جميلة إليها بدهشة و سألتها ..
" كيف تحملين هذا معك من أعطاه لك "
ردت صفوة بلامبالاة .." أختي عتاب هى من أعطته لي كشيء للحماية "
سألتها جميلة ذاهلة .." حمايتك من ماذا "
ردت صفوة ساخرة .." من شيء كالذي حدث منذ قليل أيتها الحمقاء كيف برأيك كنت أستطيع أن أتغلب عليه بيدي الصغيرة "
قالت جميلة بدهشة .." و لكنك فعلت ذلك أيضاً لقد أبرحته ضربا كيف تعلمت ذلك "
ردت صفوة باسمة .." من مشاهدة خناقات عتاب في الحارة من شرفة منزلنا "
ضحكت جميلة بدهشة و قالت بتعجب .." هل تقولين الصدق هل عتاب كانت هكذا بالفعل "
تنهدت صفوة قائلة .." و أكثر من ذلك ستعرفينها جيداً عندما تتزوجين و فريد "
أحمر وجه جميلة فقالت صفوة بجدية .." جميلة لم كنت مرتعبة هكذا لقد شعرت أنك ستفقدين الوعي من الرعب"
ردت جميلة شاحبة .." لا أحب الخناقات و لا الأحتكاك بأحد لا أعرفه و لا أقتراب أحد مني لأي سبب من الأسباب "
سألتها صفوة بتعجب .." و إن تعرضت لموقف هكذا ماذا ستفعلين ..جميلة يجب أن تكوني قوية بذاتك و ليس بأحد أختي عتاب كانت دوماً ما تخبرنا أن لا نترك حقنا أبدا أن تعرضنا لأي من أنواع الظلم لأن هذا سيجعلنا نضعف و نتهاون في ما يخصنا و ما يخص أي شخص مسئول منا فيما بعد "
سألتها جميلة بقلق .." أنا لم أتعود على ذلك دوماً كنت في حماية أبي و أختي نجمة وقت كانت مسئولة عن البيت لم أتعرض لأي من هذه المواقف التي تتطلب مني أي نوع من الردود غير ذلك اليوم الذي كاد فيه الحقير عمرو يكسر ذراعي "
قالت صفوة بشفقة .." هذا ليس جيداً لك حبيبتي يجب أن تعلمي أن الحياة ليست وردية اللون كما تظنيها أنت، الإنسان بطبيعته معرض لكثير من المواقف السيئة و الجيدة يجب أن تعرفي كيف تتعاملين مع كل منها "
صمتت جميلة و أكملا سيرهم عندما سألت صفوة بخجل ..
" هل فريد يمكن أن يكون في بعض الأحيان عنيفا في تعامله مع أحد "
ابتسمت صفوة بمرح ثم رسمت على وجهها ملامح جادة و قالت .." بالطبع أنه بعض الأحيان يتحول لوحش لا يرى أمامه سأحكي لك موقف حصل معه و تحول بعدها لغول كاد يذبح أولاد شقيقته الثلاث "
أكفهرت ملامح جميلة و عقدت حاجبيها و صفوة تحكي بجدية .." لقد دخل الأولاد لغرفته مرة و هو نائم هل تعرفين ماذا فعلوا معه لقد وضعوا أعواد الثقاب بين أصابعه و أشعلوها فأحترقت أصابعه ..هل تعرفين ما فعل بهم ذلك اليوم لقد أدخلهم غرفته و أغلق الباب و أتى بأعواد الثقاب و قال لعتاب و زوجها الواقفين في الخارج فزعين على الأولاد .. أن شقيقته علمته أن الجزاء من جنس العمل و كما تدين تدان ..فعلم فجر و عتاب أنه سيحرقهم كما أحرقوه و هو نائم "
شهقت جميلة بفزع و وضعت يدها على فمها تكتم صوت مستنكرا أراد الخروج من حلقها و لكنها سألتها بفزع .." لا تقولي أنه أحرقهم بالثقاب .. أنهم أطفال كيف يفعل ذلك "
كتمت صفوة ضحكتها و قالت بلامبالاة .." هذا ما كان يبدوا أنه يفعله و الأولاد في الداخل لم يكفوا عن الصراخ مما جعل فجر يكسر باب غرفته ذلك اليوم و يقتحمها "
سألتها جميلة بقلق .." و ماذا حدث هل حقاً أحرقهم بالثقاب "
قالت صفوة بلامبالاة .." لا لقد كان يمزح و جعل الأولاد يصرخون كذبا و أتى لهم بالحلوى ليفعلوا ذلك "
سألتها جميلة بحيرة .." لا أفهم ماذا فعل "
ضحكت صفوة بقوة على وجهها المضطرب .." لقد كان يمزح مع شقيقته و زوجها لتنتبه للأولاد فقط "
تنهدت جميلة براحة قائلة .." حمدا لله على ذلك "
ابتسمت صفوة بمرح فصديقتها بريئة للغاية لا تعرف ما يحدث في الكون حولها واضعة نفسها داخل شرنقة للحماية سألتها صفوة بجدية .. " جميلة أخبريني هل تعرضت لموقف ضايقك من قبل هل تعرض لك أحد و أنت صغيرة ليس موقف عمرو بل منذ زمن هل حدث شيء كهذا لك ليجعلك حذرة في التعامل مع الآخرين "
صمتت جميلة لثوان فظنت صفوة أنها لن تتحدث فكادت تستسلم و تقول لها أن لا تشغل عقلها بسؤالها و تتجاهله و لكنها قالت بخفوت مرتعد .." نعم منذ زمن طويل و كدت أنسى ذلك لولا ما فعله معي ذلك الوغد عمرو من عنف لقد أعاد لي ما حدث بما فعله "
سألتها صفوة و هى تداري دهشتها من حديث جميلة .." حقاً ماذا حدث أخبريني "
عادت جميلة للصمت فقالت صفوة بوعد .." لن أخبر فريد إن كان هذا ما يقلقك "
نظرت إليها جميلة بتفهم و قالت .." لقد قبلني أحدهم بالقوة منذ سنوات و لكني لم أخبر أحد بذلك الأمر "
شهقت صفوة بدهشة .." من هذا و متى لنا سنوات معا جميلة لم لم تخبريني للأن "
قالت جميلة بضيق .." أخبرتك كنت أريد أن أنسى ما حدث ذلك اليوم "
فلم أشأ أخبار أحد "
سألتها صفوة بصبر .." أخبرني بما حدث "
قالت جميلة بخفوت .." كنت في الصف السادس الأبتدائي و كان هناك فتى معي في الصف يدعى عزت كان دوماً ما يقول لي جميلة الجميلات دوماً كان يحاول أن يلامس شعرى و يحاول أمساك يدي على الدوام كلما كان قريبا مني "
شعرت صفوة بالدهشة فهى كانت صغيرة حقاً و لذلك هى متأثرة للأن ..أردفت جميلة تكمل .." كنت أخاف منه و أحاول تجنبه كان فتى ضخم بالنسبة لنا في الصف يجوز لأنه كان سمين "
سألتها صفوة بإهتمام .." كيف قبلك و هل عاقبه الأساتذة على ذلك "
هزت جميلة رأسها نافية .." لا أخبرتك لم يعرف أحد بذلك "
سألت صفوة بصبر .." أين إذن فعل ذلك "
ردت جميلة بشرود .. " في الباحة أمام مرحاض المدرسة كنت خارجة منه للتو عندما تفاجأت به أمامي "
شعرت صفوة بالدهشة .." حقا هل كان يرصدك و أنتظرك لتخرجي منه "
أجابتها جميلة بضيق .." لا لقد كان أتيا بالمصادفة أعتقد ذلك "
سألتها صفوة .." ماذا فعلت بعد ذلك أقصد بعد أن قبلك "
شعرت جميلة بالإشمئزاز و كأن هذا يحدث الآن و كادت ترفع كم ثوبها لتمسح فمها .." لقد تقيأت و مرضت لأسبوع كامل "
شعرت صفوة بالحزن لما مرت به فسألتها .." هل لهذا لا تحبين أن يلامسك أحد من صديقاتنا "
أجابتها جميلة بخجل و عقلها يشرد لإتجاه آخر .." لا أحب لأحد لا أعرفه أن يلمسني أو التحدث مع أغراب "
هزت صفوة رأسها بتفهم و قالت .." هل لهذا مر علينا عام كامل قبل أن نصير قريبتين "
أحنت جميلة رأسها صامتة فقالت صفوة بجدية .. " أود أن أسألك سؤال جميلة "
قالت جميلة بخجل .." أعرف ما تودين قوله صفوة "
سألتها صفوة بتروي .." و هل ستجيبيني أم لا "
ردت جميلة .." ليس الآن صفوة سأجيبك و لكن ليس الآن "
هزت صفوة رأسها بتفهم و كتفت يديها بيد جميلة و هى تقربها إليها قائلة بمرح متجاهلة كل ما حدث .." أخبريني ماذا سترتدين يوم الخطبة"
ردت جميلة بلامبالاة .." لا أعرف أي شيء سيقع في يدي وقتها لن أشغل عقلي "
قالت صفوة بحماس .." أما أنا فلدي ثوب قنبلة أن لم تكوني جميلة وقتها سأكون أجمل منك أيتها الحمقاء "
ردت جميلة بمزاح .." لا أهتم بذلك إن أعجبته هكذا سأعجبه بأي شكل كان "
همهمت صفوة " هممم واثقة من نفسك يا فتاة سنرى "
قالت جميلة بتساؤل متذكرة .." هل تتوقعين أن يكون أستاذ زين تضايق من حديثك معه "
تغيرت ملامح صفوة للضيق و قالت .." لا أعرف و لا يهمني ذلك "
سألتها جميلة ساخرة .." حقاً لا يهمك حسنا سنرى "
بعد ذلك صمتت كلتاهما و أكملا الطريق بصمت .

من أجلك جميلتي ج3  قطعة من القلب  Donde viven las historias. Descúbrelo ahora