الرابع عشر &من أجلك جميلتي & صابرين شعبان

9.1K 356 61
                                    


الفصل الرابع عشر

تسمرت جميلة مكانها برعب ودت لو إبتلعتها الأرض أو أصبحت غير مرئية .. ودت لو  لفت ذراعيها حول جسدها تداري به عري جسدها عن عيون فريد المصدمة و لكن كيف و قيودها مازالت في يديها .. تقدم فريد برعب ينظر إلى ملابسها الممزقة و يدها  المقيدة قائلاً بذهول من هول ما يراه أنها حبيبته حبيبته خرج صوته كعواء ذئب جريح و هو يسألها ..” جميلة ..ماذا ..أنت..  هل “
لم تستطع تحمل كل ما يدور في رأسه حول ما حدث لها يكفي مظهرها ليعرف ما أصابها .. استدارت لتتركه و ركضت مبتعدة و هى تشهق بالبكاء .. لقد رأها فريد هكذا، رأها هكذا .. لم يصدق أنه حقا وجدها على الطريق .. لم يصدق أنها رفضته و هربت منه بدلا من أن تلجئ إليه .. لم يشعر إلا و هى بين ذراعيه يضمها من الخلف .. حتى أنه لم يعرف أن قدميه تحركت و ركضت خلفها .. أنتفض جسدها بهستيريا  و هى تصرخ بعنف و تبعد يده من حول جسدها و فريد يصرخ بها بعذاب .. ” أهدئي جميلة أهدئي حبيبتي .. يا إلهي يا حبيبتي أنا لن أؤذيك  “
ظلت تتعامل معه بعنف ليتركها و كأنها لم تسمع حديثه أو تأكيده أنه لن يؤذيها .. لم يجد فريد إلا أن يتركها حتى تهدأ و تكف عن هستيريتها  ..  رفع ذراعيه عنها قائلاً .. ” حسنا حبيبتي لقد أبتعدت عنك أنا لن ألمسك و لكن فقط أهدئي جميلة “
كانت تعطيه ظهرها  و جسدها ينتفض فسألها بألم ..” حبيبتي أنظرى إلي أنا فريد خطيبك “
كانت تترنح متجاهلة إياه و قد عادت قدميها للسير لتبتعد عنه فهتف بها بلوعة .. ” جميلة حبيبتي .. جميلتي أنتظرى
شعرت بالغثيان عند سماعها لفظة جميلتي التي كان يدعوها به ذلك الرجل الأيام الماضية وهو يتقرب منها ليعود شعور الإشمئزاز  و الغثيان يجتاحها لتجد نفسها تسقط على الأرض و هى تتقيئ بألم .. أقترب منها  فريد سائلا بقلق .. ” هل أنت بخير “
رفعت رأسها قائلة بوهن .. ” أمي و أبي “
لتغيب بعدها عن الوعي شهق فريد خوفاً و حملها  عائدا إلى السيارة .. وضعها على المقعد جواره و أنطلق بها لأقرب مشفى و هو يسند رأسها على صدره .. لم يشعر بدموعه التي أغرقت وجهه و هو يصرخ غضبا و تألما ..لما أصاب حبيبته..

***************
كان الجميع في المشفى بعد أن أبلغهم فريد أنه وجدها و أخذها على المشفى .. الجدة فريدة الجالسة مستندة على عصاها و هى تستغفر و تسبح و تدعوا الله أن تكون بخير .. نجمة الباكية بهستيريا على صدر زوجها الذي يضمها ملتاع لم ألم بالعائلة .. سناء الجالسة تنتحب على صدر زوجها يحترق صدرها مما ألم بابنتها  فجر و عتاب الواقفين بجوار الحائط ينتظران أي شيء يطمئنهم عنها و عتاب الباكية تنظر لملامح أخيها القاسية بقلق خائفة من أفكاره و ما تدور حوله الآن .. صبا التي تضم ياسين و ممدوح تواسيهم و تامر  الذي يقف  خلفها مهموما لم حدث فهو يعدهم جميعاً عائلته منذ عرفهم و يهمه ما أهمهم و يفرحه ما يفرحهم .. كانوا ينتظرون الطبيب ليخرج و يطمئنهم بعد أن أبلغت المشفى  الشرطة عن حالتها ..  خرج الطبيب ليندفع الجميع نحوه و هم يتسألون بلهفة عن حالها رفع الطبيب يده ليشير لهم بالصمت و قال بهدوء .. ” هى بخير .. و لكنها أصيبت بإنهيار عصبي و بعض الجروح البسيطة ستبرء مع الوقت و لكنها ستحتاج منكم بعض الإهتمام الزائد الفترة المقبلة لتتخطى صدمتها .. “
سألته سناء بصوت مرتجف ملتاع .. ” هل هى .. هل أصابها .. هل “
لم تستطع أن تكمل تساؤلها لتعود تنفجر بالبكاء و هى تندس في صدر زوجها بألم  مما جعل نجمة و عتاب و صبا تنفجران بدورهم يبكون فقال الطبيب بهدوء يمنع عنها حرج السؤال ..” أن كنت تتسألين على حدوث إعتداء عليها  فهى ....“
قاطعه فريد بعنف ..” لا نريد أن نعرف شيئاً “
قال محمود بألم ..” و لكن بني يجب أن نعلم أن كان حدث لها شيء أو “
قال فريد بحزم .. ” هذا لن يهم أحدا غيري عمي فهى ستكون زوجتي و أنا أخبركم أنا لا أريد أن أعرف .. “
نظر للطبيب قائلاً بقوة ..” شكراً لك دكتور و لكن حقا لا نريد أن نعرف كل ما يهمنا الآن هو كيف نساعدها لتشفى  “
أومأ الطبيب متفهما ..” كما أخبرتكم تحتاج بعض الإهتمام  و أن أحببتم أعرضوها على طبيب نفسي ليساعدها و لكن ما تحتاج إليه حقا لتتخطى صدمتها هى حبكم و حنانكم و رعايتكم “
بكت سناء بحرقة و سألته ..” هل نستطيع رؤيتها الآن “
وافق الطبيب .. ” أدخلوا فرادا حتى لا تسببوا لها الضيق فنحن لا نعرف للان ماذا ستكون ردود أفعالها  “
سأله فريد ..” متى تستطيع أن تعود للمنزل “
رد الطبيب بهدوء ..” بعد يومين تستطيعوا أن تأخذوها من هنا “
شكر محمود الطبيب  الذي أنصرف و تركهم يتطلعون لبعضهم بحزن قالت سناء بحزم ..” أنا سأدخل إليها وحدي محمود “
تفهم محمود طلبها و لكنه حذرها ..” لا  ضغط عليها  سناء إياك و إجبارها على الحديث “
ردت بهدوء .. ” حسنا محمود أطمئن “
هز محمود رأسه فتحركت سناء لباب الغرفة فتحته بهدوء و دلفت و أغلقته خلفها  “
جلس البعض على المقاعد و البعض مستندا على الحائط   هتفت فريدة بحزم و هى تجلس على المقعد و تستند على عصاها ..” فريد تعال لهنا “
اقترب منها فريد فقالت بحزم ..” أمسك بيدي أريد السير في الأسفل قليلاً لحين يروا جميلة “
وقف فريد متسمرا  فعلمت أنه لا يريد التحرك من هنا حتى يراها فقالت بحزم ..” تحرك فريد و أمسك بيدي  “
أنحنى فريد قليلاً ليمسك بذراعها يساعدها على الوقوف نهضت فريدة و استندت على عصاها بيدها الأخرى  لتسير معه في الممر الطويل و يخرجان من المبنى يجلسان على المقعد الطويل في حديقة المشفى الصغيرة ..  سألها فريد بإهتمام ..” هل أنت بخير جدتي “
هزت فريدة رأسها فهى تريد التحدث معه بهدوء بعيداً عن الجميع ..
قالت فريدة بحزم ..” ماذا ستفعل فريد “
سألها بجمود و هو يعلم على ماذا تتساءل ..” في ماذا جدتي “
سألته بحزن .. ” ماذا ستفعل مع جميلة بني “
ارتسمت ملامح الغضب و القسوة على وجهه و أشتعل صدره ..أجاب بقسوة .. ” سنتزوج كما أتفقنا جدتي “
ضربت فريدة على عصاها عدة مرات بغضب و زجرته بغضب .. ”  فريد أنت تعلم ما أقصد فلا تلاعبني بالحديث  ماذا ستفعل مع جميلة فريد بعد ما حدث “
نهض فريد من جوارها بعصبية .. و قال لها بصراخ متألم .. ” سأتزوجها جدتي سأتزوجها “
سألته بقسوة .. ” حتى بعد ما حدث  مازالت تريد ذلك “
أجاب فريد بحدة ..” نعم ،  حتى بعد ما حدث جميلة ستكون زوجتي “
سألته بألم على حالهم و ما يمرون به هذان الإثنان من عذاب و عثرات في علاقتهم منذ بدئها و ختامها بكارثة قد تبعد كلاهما عن الآخر ..
” لماذا تريد ذلك بني أنه أمر صعب عليك لتقبله
قال فريد و عيناه تدمع بغزارة لتغرق وجهه في مشهد مؤلم لها و له و هو يشعر أن قلبه تحطم لأشلاء لمصاب حبيبته .. ”  الأمر الأصعب على نفسي هو إلمها جدتي و ما عانته و هى بعيدة عنا و عن أحدنا ليحميها  .. هل تعلمين ما هو شعوري  و أنا أعلم أنه هناك من أذاها و هى عاجزة عن درئه عنها هل تعلمين ما هو شعوري  و أنا أعلم أنها تتأذي الآن  بسبب ما حدث لها الأيام الماضية و أنا عاجز عن فعل شيء كما عجزت عن منع ذلك الألم عنها  .. “
سالت عيني فريدة ألما و سألته للمرة الثانية ..” لماذا تريد أن تتزوجها بعد ما حدث بني يمكنك الإبتعاد و لن يلومك أحد “
نظر إليها فريد بحزن ..” هل هكذا تريني جدتي  ندل و جبان أتخلى عن من أحب فقط لحدوث شيء  خارج عن إرادتها و ليس لها ذنب به “
قالت فريدة بتساؤل ..” و هل لهذا ستتزوجها حتى لا نقول عنك جبان و ندل فريد  “
صرخ فريد بغضب ..” بل لأني أحبها جدتي لكم من المرات سأقول هذا أنا أحبها و أن أصبحت مشوهة أيضاً  لم أحب مظهرها و لم أحب جسدها “
بكت فريدة و قالت بحزن ..” سيكون طريقك صعب معها بني نحن لا نعرف ماذا حدث لها بالضبط هناك و هو محتجزة “
رد فريد بحزم .. ” لا تقلقي جدتي أنا لست ضعيفا متخاذلا لأهرب أول الطريق .. جميلة لي و لن أدعها و لو بخروج روحي “
ابتسمت فريدة براحة و مدت له يدها قائلة ..” هيا أعدني لأرى حفيدتي و أطمئن عليها “
ساعدها فريد للعودة داخل المشفى ليجدا سناء تبكي على صدر نجمة بهستيريا خفق قلب فريد و هو يتساءل  .. ” ماذا حدث هل هى بخير “
طمئنته شقيقته .. ” أطمئن حبيبي خالتي سناء  فقط أنهارت لمرأى جميلة ضعيفة هكذا  فهى لم تتحدث معها بكلمة و لا والدها أيضاً “
قالت فريدة بحزم .. ” أنا سأدلف إليها لنتحدث قليلاً “
تركها فريد تدخل إليها ليستدير لعم محمود قائلاً بحزم .. ” عمي محمود غداً سأتي بالمأذون نعقد القران كما كنا متفقين من قبل “
وقفت فريدة و لم تكمل دخولها لجميلة لتقف تسمع ما سيحدث و قد شرح صدرها بطلب فريد الآن تحديداً ..
هز محمود رأسه رافضا و قال .. ” لا بني أنا لن لن أوافق على ذلك و أنت يمكنك إنهاء الأمر و لن يلومك أحد على ذلك “
قال فريد بجمود و هو يضغط على كل كلمة تخرج من فمه ..” جميلة خطيبتي عمي و أنت أعطيتني كلمة أنك ستزوجها لي هل عدت عن كلمتك  إن كان كذلك أخبرني أم أنك لم تعد تريدني زوج لابنتك  و لكن لا تقل لي أن أتركها “
تمتم محمود بكسرة ..” و لكن بني أنت تعلم أنها .. “
قال فريد بحزم ..” لا أنا لا أعلم و لا أريد أن أعلم و لا يهمني أن أعلم كل ما يهمني الآن هو شفائها و عودتها إلينا بخير و لذلك لأكون لي حق التقرب و مساعدتها يجب أن نعقد القران عمي لتكون مسؤولة مني كما منك .. أرجوك لا تبخل على  بذلك لأستطيع مساعدتها “
تنهد محمود بحزن صامتا و شهقات النساء حولهم هى كل ما يسمع أمام غرفتها في المشفى .. قالت فريدة بقوة ..” هيا يا محمود وافق و أرح الرجل يكفيه من ألم لم حدث لخطيبته أتركه حتى يستطيع مساعدتها كما يريد “
قالت عتاب بقوة و رجاء .. ” وافق يا عم محمود أرجوك   تعلم أن أخي يحبها و لن يؤذيها لجميلة
نظر إليها محمود بألم  ..” أنا فقط لا أريد لابنتي أن تشعر بأنها أقل من أحد بسبب خطأ خارج عن إرادتها “
قال فجر بحزم ..” و من منا سيفعل يا عم محمود نحن لنا سنوات نعرفكم و تعرفوننا هل تظن بنا هذا هل تظن أننا سنعامل جميلة بسوء أنها ابنتنا ربيت على يدينا كصفوة و لم نفرق بينهم أبداً لم سنفعل الآن و قد أصبحت منا برباط شرعي .. زوجهما يا عم محمود لن تجد من هو أفضل من فريد ليحافظ و يحمي ابنتك “
تعالت شهقات النساء و بكائهم  فقال محمود بحزن ..” حسنا بني كما تريد غداً سنعقد القران “
تنهد الجميع براحة و عادت سناء للبكاء بقوة و قد أطمئنت على ابنتها ..

من أجلك جميلتي ج3  قطعة من القلب  Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt