part 2

15.9K 570 148
                                    

بـعد أن فتحت الـكتاب عـديم العنوان أول صـفحة مـنه كـانت (( شـمس المعارف الـكبرى تأليف أحمد البـوني ))

تسـارعت نبـضات قـلبي, كدت أن أتصفحه لـكن رنين الـهاتف أنقذني, " سـالي " هـي المـتصلة, مـن " سـالي " ؟ هـي حبيبتي, رددت...

- صـباح الـخير معشوقتي الجـميلة

- أي صبـاح ؟ الـساعة الآن الـثانية عشر ظهرا أيها الـكسول, فـلتحرك مـؤ$@%ـك وتأتي إلـى الـجامعة لدينا محـاضرة بعد قليل

- كـم مرة قـلت لـك, لا تـكوني جريئة فجـمال الفـتاة في حشـمتها !

- هههههـ أنا جريئة معـك فقط, هيا أنا بانتظارك لاتزال نصـف ساعة على المحاضرة

- حسـنا سأسـرع

قـفزت مـن سريري, خـرجت راكضا للـحـمام لأغتسل في دقائق معدودة, ارتديت ملابـسي, قـبلت رأس أمي وتناولت الإفطـار, قـبل أن أذهب تـذكرتُ كتاب " شمس المعارف الـكبرى " لم أستطع تركه بالمـنزل, وضعـت الـكتاب بحقيبة الـظهر, صعـدت سيارتي منـطلقا نـحو الجـامعة..

رسـالة مـن " وفاء " حبيـبتي الـثانية, " وفاء " لا تدرس معي بـنفس الجـامعة لـكن المـصيبة حـين قرأت الـرسالة

- عـمري وحياتي معاذ أبـي الـيوم فاجئني بـسيارة اشتراها لي, أريدك أن تراها, أنا في الـطريق لجامعتك

نـسيت " شمس المـعارف " وكـل ما حدث الليلة المـاضية,  " سـالي " تنتظرني بـساحة الـجامعة و.....

و " وفاء " تـنتظرني بـساحة الـجامعة, لـم أتوقع يـوما أن أقع في مأزق كهـذا, لا تـنظروا لي وكأنني خـائن, قـلبي يميل لـكلتيهما, " سـالي " لأننـا نتعاون كل يوم بالـجامعة أحببتها و " وفاء " صديقتي مـنذ سنوات وأسرت قلبي ! أنا في حـيرة من أمري وأظن أن مشـكلة كبيرة ستحصل...

وصـلت لـموقف سيـارات الـجامعة, تـأخرت عن المحاضرة 5 دقائق, هاتفي لا يتوقف عـن الرنين, مكـالمة مـن " سالي " لا أرد فتأتيني أخرى مـن " وفاء ", لـم أعرف ما العـمل !!

دخـلت الـجامعة, بـمنتصف الـساحة واقفة " سـالي " وعلامات الـغضب مرتسمة على وجهها لأني لـم أرد, صـاحت...

- لـماذا لـم ترد على مكالماتي ؟؟

- أأأأ... لـم أنتبه يا عزيزتي

- لا يهم, لـندخل الآن لـقد تأخرنا عـن المحاضرة، سنتناقش في هذا الأمر لاحقا

تـوجهنا نـحو الـقاعة تـعجبت لأني لـم أرى " وفـاء " في الجامعة وازداد تعجبي حيـن اتصلت بـها

- الـرقم الـمطلوب مقفل

دخـلت للقـاعة, الـتوتر أصابني, " وفاء " تعـلمت قيادة الـسيارات حديثا وهـذه أول مرة تقود بها لوحدها, خشيت أن مكروه حـصل لها...

لـم أستطع إكمال الـمحاضرة, بعـد 20 دقيقة خـرجت مـن القاعة, أتلقى مكالمات مـن " سـالي " لـكن لـم أرد فـكل ما يجوب بعقلي " وفاء " وكيف سأصـل لـ " وفاء " !!

جـلست بسـيارتي قـبل أن أخـرج, أبـحث في هـاتفي عـن رقـم هـاتف أخت " وفاء ", طـرقات على نـافذة سيـارتي أنظر لأجد " سـالي " واقفة, أنـزلت الـزجاج, تعابير الغضب مرسومة على وجهها...

- ماذا هنـاك ؟ أنت لـست على طبيعتك من الـصباح ! لماذا خرجت يامعاذ ؟

- فـقط بـعض الـضغوطات

بـحركة غـير متوقعة, سـحبت " سـالي " الـهاتف من يدي, ألقـت بناظرها لترى ما أفعل بهاتفي، جمدت في مكاني خوفا مما سترى...

هـاتفي انطفئ ورفـض أن يعـمل,أنقذني هاتفي، صـرخت بـوجه " سـالي "...

- عيـب عليك أن تـأخذي الهاتف بـهذه الـطريقة لـقد تسببتِ بتعطله

- أنا حقـا حقـا أسفـة حبيبي لـم...لـم أقصد

- وداعا الآن

انـطلقت تاركا " سالي ", لـم أفـهم ما الخطب الذي أصاب هاتفي لـكن بـعد أن خرجت وتركت " سـالي " عـاد للـعمل دون أي مشـاكل, لـمحت على الـكرسي المجاور لي ورقـة, أمسكـتها لأقرأ ما كُتـب بها...

- أنـقذتك للـمرة الـثانية, انـتبه الفتاتان كادتا تكشفانك

لا معلومات عن الـمُرسل, لـم أفـهم في بادئ الأمر متى أنقذني أول مرة حـتى, حـتى عـلمت أن " وفاء " صَدمت سيارتها بجـدار, لـم تٌصب بأي أذى الـسيارة تضـررت قليلا, على حسـب ما قالته " وفاء " لي أن سـرب من الـغربان حجـبوا عـنها رؤية الـطريق وأختها أكدت أن " وفاء " تتوهـم فقـط...

رجـعت للـمنزل, دخـلت إلـى غـرفتي أحـُك ذقـني متسائلا...

- صـاحب الـرسالة هو الفـاعل لقد أنقذني مرتين, لـو أتـت " وفاء " لرأتني مع " سـالي " وفُضح أمري, ولـو لـم يطفئ هـاتفي حـين حـملته " سـالي " لرأت الـمكالمات الكـثيرة لـرقم " وفاء ", لـكن مـن هـو هذا الـشخص ؟ فكـر يا " معاذ " فـكر !!

وضـعت رأسي على الـوسادة لأرتاح, مـن زوايا الـغرفة خـرجت دمـاء لتتشكل على سـقف الـغرفة جـملة " اقرأ الكـتاب وإثأر لـنا أو سنأخذ الـمزيد من الدماء ", لدقـيقة بـقت الـجملة ثـم عادت الدمـاء لتختفي عبر تشققات الـجدار

أعيني كـادت تقفز خارج رأسي مـن هول ما رأيت !!

الماورئيات تلاحقني لقراءة " شمس المعارف ", حياتي بدأت في التـعقد ولا أظـن أني قادر على التـحمل, أفـضل قرار أن أحرق كـتاب " شمس المعارف " وأتخلص مـن هذه اللـعنة...

أمي تناديني لـتناول الـعشاء...

على طـاولة الـعشاء جلست, سألت أمي..

- أين أبي ؟

- لديـه وردية ليلية الـيوم, إحزر ماذا حصل الـيوم ؟

- أخبريني

- أتت إلـى منزلنا مـنظمة الهلال الأحـمر

- لماذا ؟

- يقومون بـحملة لـجمع أكياس الدم, أنا تبرعت, الـفتاة التي سحـبت الدم مني لطيفة جـدا وتشبـه ابنـة الـساحر " حمودة "

بـعد أن قـالت أمي ما حصل معها تصـلب جـسدي واختفى لـوني, عـرفت الـدم الـذي على سقـف غرفتي يرجع لـمن وعرفت ماذا تـعني جمـلة " اقرأ الكـتاب وإثأر لـنا أو سنأخذ الـمزيد من الدماء "

أبـعدتُ خيـار حـرق الـكتاب وتبـقى فقـط خيار واحد, سأقرأ الكـتاب والليلـة !!

رحلتي مع شمس المعارف الكبرى (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن