| ٢ | ليلة مع جثته

4.6K 298 214
                                    

2:30 هذا ما وقعت عيني عليه عندما فتحتهما تلك الليلة..

أطلقت لعدستيّ العنان لتجوبا أركان غرفتي،
الغرفة تسبح في ظلام مريب، أنا لست معتادة
علي النوم في ظلمة كهذه..

لم أكن لأنهض لولا شعوري المُلح بالعطش، أنزلت رجليّ لتستشعرا برودة الأرضية، سرت
بحذر، و يديّ تلوحان أمامي كي ﻻ اصطدم بأي شيء..

شعرت لوهلة أن يدي لمست جسماً بارداً، لكنه اختفي، تجمدت قليلاً في بقعتي، و أقنعت نفسي أنني أهلوس بسبب موت أخي..

فتحت باب غرفتي، و إذ بباقي الشقة مظلمة كذلك، ناديت علي والديّ، لكن لم يجبني أحدهما..

تذكرت حينها هاتفي، و الذي كان في الصالة،
كان علي أنّ أسير بجانب غرفة حازم للوصل إليه..

تسللت بهدوء، لا أدري لمَ ﻻ أريد أن يُسمع صوت خطواتي، هل أنا خائفة من أن أوقظ روح حازم-الذي لا تزال جثته في الغرفة-مثلاً؟!

تقدمت أكثر، و بجانب باب الغرفة تماماً سمعت شيئاً، صوت أنين مكتوم، و كأن شخصاً ما يتألم بالداخل!

تجاهلت الصوت، و تابعت مسيري حتي لامست أناماي المرتعشة هاتفي، و ما إن أمسكته حتي شعرت بحركة خلفي..

أرتعشت أطرافي حتي أسقطت الهاتف أرضاً،
تجمدت في موضعي حين سمعت همساً غير مفهوم، شعرت بأنفاس حارة علي مؤخرة عنقي..

"شكراً لكم"
هذا ما سمعته يرن في رأسي، كان الصوت يلاحقني من كل جهة، و كأنه يتجول في دماغي المسكين..

ما معني هذا؟! و لماذا يشكرنا هذا الشيء؟!
قطع شلال تساؤلاتي سائل دافئ انسكب فوقي بعنف ليغطيني بالكامل..

صرخت بأقوي ما لدي، ثم سكت كل شيء بعدها، انحنيت لألتقط هاتفي بحذر، فتحت ضوء الهاتف، و تلفت به لأري ماذا يقبع خلف ظهري..

لم أجد أي شيء، فتنهدت بارتياح، و نظرت أمامي مجددا ليُشل جسدي بالكامل ما أن رأيته في وجهي..

ينحني أمامي بطوله المخيف ليحدق في وجهي، ليس لديه أي ملامح، بلا عينين أو أنف، فقط فم كبير بأنياب صفراء طويلة،
وجهه و كامل جسده يكتسي باللون الأسود..

في تلك اللحظة بالذات كان قلبي يحترق رعباً، أكاد أجزم أني شممت الدخان المتطاير من جوفي، بقيت متجمدة و بؤبؤيّ يراقصان
اضطرابات قلبي..

همس بصوت أشبه بالفحيح، و أنفاسه الكريهة ترطتم ببشرتي الشاحبة:
"أجري!"

لا تفتحوا الباب | Don't open the door «مكتملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن