| ٥ | القربان الأخير

2.8K 213 82
                                    

"لقد تغيرت الخطة، سنذهب الآن"

قال الشيخ كمال آمراً، فساله أبي:
"و لكنكَ قلت سنذهب غداً"

فرد عليه بنفاد صبر:
"سأخبركم فيما بعد، الآن أنا أنتظركم بسيارتي تحت البيت، أسرعوا"

لم يكن بمقدورنا فعل شيء سوي مطاوعته، و بالفعل ركبنا سيارته-بعد أن رفض أن نستقل سيارة أبي لسبب مبهم-ثم بدأنا رحلتنا للقاهرة، و عندما سألته عن سبب تغيير الخطة قال بأن الجن يبلغون بعضهم، لذا فضّل أن يذهب فجأة ليفاجأهم..

وقفنا جميعاً أمام باب الشقة، و ما إن فتحنا الباب قال كمال:
"هذه العتبة غير مريحة أبداً"

حاول أبي أن يرشده ألي الغرفة المُرادة، لكنه منعه من ذلك قائلاً:
"أنا أعرفها جيداً، في الواقع إنها تناديني"

رجل غريب، و أظنه مخبول، لكنه بالفعل عرف الغرفة وحده، و هذا ما أدهشني فعلاً، طلب من أمي أن تحضر شمعة، ثم دخل الغرفة بحذر، و تأكد من إغلاق النوافذ فيها، حتي حل الظلام بالكامل، عدا من الشمعة التي أوقدها، و أمرنا بالتحلق حولها ممسكين بأيدي بعضنا..

أملي علينا أوامره بألا نتحدث، و لا نفتح أعيننا مهما سمعما، ثم تمتم ببعض الكلمات العجيبة، و أغمض عينيه، و انضم للركاب مغمضاً عينيه، و ممسكاً بيد أبي..

بعد ثوانٍ من الصمت القاتل انطفأت الشمعة، رغم انه لا يوجد أي منبع للهواء في الغرفة، بالطبع لم نفتح عيوننا وفقاً لكلام الشيخ-رغم أني أشك في كونه شيخ-و بقينا ساكنين نشد علي أيادي بعضنا علّ هذا يهدؤنا..

و بدون إنذار صُفعت علي وجهي بقوة بشعة، صفعة من شدتها سيبقي صدغي متورماً لمدة شهر كامل، بسبب تلك الضربة انقلبت علي رجل أمي-التي كانت تجاورني-فشهقت أمي من سقوطي عليها، حينها صرخ كمال منزعجاً مما فعلته أمي، و تذمر:
"لقد أفسدتم كل شيء، افتحوا أعينكم الآن"

فتح الأنوار بعدها، ثم بدأ بتوبيخ أمي بسبب إصدارها"أصوات سخيفة بلا سبب"كما أطلق عليها، لكني دافعت عن أمي، و بررت موقفها بأنني صُفعت، نظر لوجنتي المحمرة، ثم قال بشيء من الهدوء:
"هكذا إذاً، يبدو أن المشكلة فيكِ أنتِ"

سالته عما يقصد، فأجاب:
"يبدو أنهم يحاولون التواصل معكِ لسبب ما، و صفعم لكِ كان وسيلة للتواصل، او لتمنعي طردهم من المنزل، إن استمر الوضع هكذا، فسيقاطعون كل الجلسات للتخلص منهم، و لن نتمكن من فعل شيء"

"و ماذا سنفعل الآن؟"
سألته مستفسرة، فأردف:
"سأحصنكِ منهم، و بذلك سنكمل الجلسة بسلام"

لا تفتحوا الباب | Don't open the door «مكتملة»Where stories live. Discover now