الفصل الرابع ...

23.7K 577 15
                                    


وصل إلى المنزل الساكن بعد الفجر بإرهاق جم لم يكد يصعد درجات السلم الأولى حتى لمحها تهبط وقف مقابلاً لها :
" لماذا مستيقظة في ذلك الوقت ؟؟؟ .."
اجابته وهي تهبط إلى الأسفل :
" سأصلي الفجر بالمصلى الذي في الأسفل .."
صمت وصعد درجات السلم لكنه أغمض عينيه على صوتها من خلفه ..
" ألن تصلي ؟؟؟؟ "
وقف عدة لحظات ثم حسم أمره مجيباً إياها:
" اسبقيني .. سأبدل ملابسي واتوضأ وآتي خلفك .. "
بعد أن انهيا صلاتهما لم يستدر لها لكنه سمع صوتها من خلفه :

" قرأت ذات مرة حديث ما اتذكره انه كان يقول ان
العين تزني وزناها النظر واليد تزني وزناها اللمس
والفم يزني وزناه القبل .. هل تعلم أنني اتردد كثيراً
ولا احب مصافحة الرجال !.
ربما لا تعلم لكن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ..."
نهضت ببطء تاركة إياه في المصلى بعين لمعت
راقبها تصعد السلم تأوه بألم يغمض عينيه :
" يا الله أنا اتألم ... لماذا تهدم كل سور ابنيه بيننا ماذا تفعلين بنا ليلا وما يدور برأسك هذا ؟؟... "
ثم نهض مقيماً الصلاة يستغفر ويستغفر ...

" لم أعد استخدم تلك الألاعيب الرخيصة حديثها
هذا لا يدل سوى انها تعرف كثيراً لتدرك انني
قصدت بذلك الفعل المشين ابعادها .. او ابعادي انا عنها ليتها تدرك حجم الفجوة التي بيننا .. !!"

.............
في النادي .. ليلاً ..

كانت تدور بعينيها في المكان تبحث عن سلسبيل فمنذ انقذتها ولم تعد تراها ..
أين تكون ذهبت ؟؟ هي يجب أن تفهم منها ما حدث حتى تساعدها .. الفتاة واقعة في مأزق ..
لمعت عينيها وهي ترى صديقتها المقربة التي تدعى همس ..
فاتجهت نحوها وهي تحمل صينية مشروبات ولم تكد تقترب منها حتى همست لها خفية دون ان تنظر نحوها ..
" انتظريني بالحمام هناك أمر هام بخصوص سلسبيل .. "
تلجلجت الأخرى وعينيها تهتز عندما رأت مديرهم ذلك الرجل الذي لا يرحم ينظر باتجاههم ..

دخلت جوانة الحمام فوجدت تلك الفتاة بانتظارها سألتها بدون مقدمات :
" أين سلسبيل ؟؟؟؟ .."
ابتلعت الاخرى ريقها وهي تهمس :
" لا أعرف .. "
اقتربت منها جوانة تنظر إليها بقوة ..
" اسمعيني انا اعرف بخصوص أولئك الرجال الذين يلاحقونها كانوا يريدون التخلص منها .. يجب ان اقابلها بأسرع وقت حتى اساعدها .. "
هتفت الأخرى بتهور ..
" وما الذي يضمن لي انك ليست معهم .. "
امسكت جوانة اعصابها الفتاة رغم ما ترتديه من ملابس خالعه كبقية الفتيات الذين يعملون هنا تبدو صغيرة جداً وحمقاء ..
" اخبريها انني اريد مقابلتها فقط .. "
اخرجت ورقه وقلم من جيبها ثم سجلت رقمها ..
" سأنتظر اتصالها ... "
ثم تركتها وغادرت المكان عازمة على إنقاذ سلسبيل من الغرق لم تكذب حينما رأت بعينيها استنجاد من ذلك الوكر ..
نظرت حولها بحزن لذلك المكان مخدرات و أشياء بغيضة ..
فتيات يتراوح اعمارها ما بين السابعة عشر حتى الثلاثين وشباب متهورين .. !!

وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشقHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin