الفصل السابع

22.4K 612 3
                                    

صباح اليوم التالي ...
رأى داغر يتناول فطوره بمزاج رائق فهجم عليه يمسكه من ياقته بغضب ..
" أيها اللعين كيف لك أن تخيف لِيلا بتلك الحكايات الخرافية ؟؟؟؟؟ "
ضحك داغر باستمتاع وهو يراقب غضب الآخر ..
" اوووه .. هل أخبرتك صغيرتك !!!!.."
كز شاهر على اسنانه بغضب
" إياك أن تقترب منها أو تحدثها بذلك الكلام ثانية هل تفهم داغر ؟؟.."
لكزه داغر وهو يفك أسر ياقته ..
" أيها الخبيث اعترف أن الأمر آتى بثماره .. لربما ليلا ايقظتك تتعلق بأحضانك خائفة .. وطبعا شاهر وهدان تلبس دور البطل المغوار الذي سيحمي الصغيرة لِيلا واستغل الأمر بالأحضان والقبلات ... "
جرى داغر بضحكات مجنونة من أمام شاهر الذي هتف بغضب ناري وهو يجري خلفه ..
" الليلة نهايتك داغر وهدان اتصل بمدافن العائلة ليجهزوها لقدومك .."
.....

استيقظت تفرد ذراعيها بدلال تشعر بدفء يغمرها وراحة عجيبة ..
تلك أول مرة بحياتها تنام قريرة العين مطمئنة تشعر بأمان عجيب ..
وكل هذا فقط لأنها تنام بجوار شاهر ..
ماذا لو نامت بأحضانه ؟!!!
ابتسمت بوقاحة وهي تنظر لمكانه الدافئ بجوارها ووسادته التي امسكتها تحتضنها وهي تغمر وجهها بين طياتها تستنشق رائحته ..
يا الهي لقد جننت يا ليلا ..
نهضت بحيوية ترتب الفراش بسرعة قياسية وتذهب لتبحث عن الملك الغامض الفظ ..
سمعت صوته الغاضب - كعادته - يأتي من الأسفل ..
بعيدة تقف من خلف الستائر بعينين متوهجتين صافيتين ببحرهما الهادئ المريح والآسر ..
تراقبه بقلبها الذي يخفق .. يخفق بعنف عشقه ..
ساحر حتى بقسوته ..
انتقلت كفراشة ملونة تطل من شرفة أخرى ترتسم ابتسامة شقية على ثغرها وهي تراقب شراسته وهو يضرب داغر الذي يعانده ..
تناولت وشاحها واضعه إياه على شعرها ..
نزلت السلم بسرعة وهرولة ناحية شرفة ضخمة اخرى وتلك المرة كانت قريبة منهما تستطيع سماع صوته الأجش يعنف داغر ويتوعده بالضرب ..

تسأل نفسها هل تقام القيامة اذا ابتسم ذات مرة ابن وهدان ؟؟؟؟!!
بلى .. ستقام القيامة اذا ابتسم لها هذا الملك بعشق.. ستقام قيامة بقلبها ستنهار ان فعل ..
زلزال ضرب بقلبها العاشق تكتم أنفاسها بصدرها عندما وقعت عينيه الآسرة تلقي سهاماً وليست بنظرات ..
ثم اختبأت فجأة خلف الحائط تضع يدها على قلبها تهدأ من دقاته العنيفة ..
" يا الله أنا واقعة في عشق هذا الرجل ...!!! "
بينما هو تجمد عندما لمح عينيها المتراقصة لامعة ذكرته بأول مرة رأى عينيها مختبئة خلف الحائط ..
كانت صغيرة بعينين متسعتين في يد كاميليا ..
كان في عالم آخر ولم يدرك أن لسانه الخائن نطق ما يجيش بداخله ..
" هل يمكن أن يتراقص الصباح بعينين متسعتين جميلتين كشط هادئ صافٍ بعد إعصار ضرب أمواج بحر هائج .. وتلك وردة ..."
والآخر النزق قاطع لحظاته صفائه النادرة بل المنعدمة ..
" أين ذهبت يا شاهر علام تنظر ؟؟؟؟ .."
" داغر ايها اللعين لقد فاض الكيل ..."
........

هتفت دارين وهي تنظر ناحية شاهر وليلا اللذين يبدوان في خناق عصيب مضحك ..
" اشعر العلاقة بين شاهر وليلا غريبة من نوعها وكأنه مكبل في تعامله معها .. لم ارى زوجان مثلهما .. "
استدار لها نديم
" شاهر غامض كعادته حتى مع ليلا .. "
ابتسم داغر وهو يهتف بجذل ..
" انتما الاثنان ليس لديكما اي قوة بصيره لا احد يفهم شاهر مثلي .. حتى ليلا ايضاً لا تتطلع ابعد ما تراه امام عينيها بينما انا اكشف دواخل شاهر وأعري ما يخفيه ويكبله عن اعين الجميع .. "

وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشقWhere stories live. Discover now