70 |وطن !|

6.3K 697 39
                                    

"مساء الخير ناتاشا ."

همست بصوتٍ خافت وهي تدخل غرفتها ، تخلع حزامها عن وسطها وترتمي على سريرها ، نظرت لها ناتشا وقالت "هل أنت بخير ؟"

"فقط يومٌ متعب آخر ."

قالت وهي تنظر للسقف ، هي لا يمكنها أن تنسى كم كان ذاك الشعور سيئاً ، أن تكون الشخص الوحيد الذي يعلم بألم الآخر ولا يستطيع انتشاله منه ، هي تعلم أن ذلك العناق لن يقدم لسوكوار شيئاً ، فقط مجرد عناق لن يشفي جرحاً من جراحه ، ولن يداوي ألماً

أطلقت تنهيدةً عميقة كانت قد حبستها طويلاً لكي لا يسمعها هو وتمتمت "سيكون كل شيء بخير ."

"أتمنى ألا تغرقي في عالم الملوك الذهبي رينا ."

نظرت لصديقتها وسألت "ما الذي تقصدينه ؟"

"أعني .. حياتك التي أصبحت محصورة قرب ملك ، أتمنى ألا تأخذك منك ."

"لا تخافي علي ناتاشا ، أنا فقط أحرس سوكوار ، أنفذ المهمة التي أعمل لأجلها ، ولا شيء آخر ، كما أن ذاك العالم ليس مغرٍ لأغرق به ."

هي همست بجملتها الأخيرة ريثما تتذكر كلما حصل ، لو كان سوكوار رجلاً فقيراً يعيش في منزلٍ قذر ويعمل حتى يموت ليؤمن خبز حياته لاستطاع أن يحافظ على حبيبته ، لكنه تخلى عنها ، لأنه الملك الذي يريد أن يحمي وطنه .

نظرت لناتاشا وسألت بجدية "هل ترغبين بالعودة للقرية ؟"

"لم تسألين ؟"

"لأنك بعيدة عن عائلتك ، بعيدة عن حيث تنتمين ، بعيدة عن القرية التي ولدت بها ، ولا شيء أكثر وجعاً ."

"هل يوجعك ؟"

سألت وهي تنظر لعينيها مباشرةً مما جعلها تبتسم وتقول "أنا لا أنتمي لتلك القرية ، لا أملك شيئاً بها ، عائلتي قد رحلت ، وحياتي أصبحت هنا ."

"لكنك لا تنتمين هنا أيضاً ."

صارحتها بالواقع الذي تعيش به فتنهدت وقالت "أنت محقة ، أنا غريبة -مثل كل الغرباء في هذا القصر- ولا أنتمي لأي مكان ."

"هل حصل شيء سيء ؟ لا تبدين بخير .."

"أنا فقط لست بالمزاج الجيد ."

قالت بهدوء ثم غيرت الحديث سريعاً وسألت "فقط أردت أن أعرف ، إن شعرتِ أنك مقيدة ، أنت لست ملزمة لتبقين في القصر ."

"ومن يعالج المرضى ؟ ومن يدير المستشفى الخيري ؟ الملك اعتمد علي بهذا ؟"

"هناك مئة طبيب يعملون عملك ، ولكن لا يوجد أي شخص سيعيش حياتك بدلاً منك ."

نثرت شعرها بيديها وقالت "أنت محقة ربما ، لا أنكر أني أفكر بهذا ."

"غادري إن شعرت بالضيق ، غادري إن كان هذا المكان لا يتلاءم مع روحك ."

Strangers | غرباءWhere stories live. Discover now