الفصل السابع

1.5K 78 1
                                    

اليوم بينما كنت أعمل في الصاّلة، رأيتُ فتاة صغيرة خارجا تقفز على رجل واحدة ذهابا وإيّابا؛ بدا الأمر تافها بالنّسبة لي، لكن بالنّسبة لها كانت تقوم بعمل خارق، تتحدّى نفسها، لكم من الوقت تستطيع أن تبقى على تلك الحال، كأنّ القفز على رجل واحدة سينقذ حي...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

اليوم بينما كنت أعمل في الصاّلة، رأيتُ فتاة صغيرة خارجا تقفز على رجل واحدة ذهابا وإيّابا؛ بدا الأمر تافها بالنّسبة لي، لكن بالنّسبة لها كانت تقوم بعمل خارق، تتحدّى نفسها، لكم من الوقت تستطيع أن تبقى على تلك الحال، كأنّ القفز على رجل واحدة سينقذ حياتها أو يجعلها أفضل، كأنّه الشيء الوحيد في عقلها، اشتقتُ لتلك البراءة، لتلك الأيّام البريئة، يوم كانتِ الأمور أبسط، لا مشاكل، لا هموم..لا عمل..لا مال..لا مسؤولية، لا غد، لا موت، فقط البساطة؛ رؤيتها هكذا جعلتني أشتاق لقدر، فهي كانت أحيانا تقفز برجليها معا على الدَرَج صعودا، درجةً بدرجة، وكان الأمر يجعلها سعيدة جدًّا.

فكرتُ بأمر قدر، وكيف أنّها تحب مساعدة النّاس..تقوم به كجزء من طبيعتها، من جيناتها؛ أردتُ استغلال ذلك لكسب بعض الوقت معها؛ قدر، عندما أذكر اسمها أشعر بالسّعادة، وكلّما أُسعدها أشعر بسعادة أكبر، وليتها تعلم كم سأكون سعيدا لو تعتبرني أخاها الأكبر أو عمها أو خالها، لتقصدني وقتما تحتاج الحديث، لتقصدني عندما تحتاج المال، لتقصدني عندما تريد المشورة والنّصيحة، لا أدري ما هذا الشّعور، فأنا لم أشعر بهذا النّوع من الحبّ قبل ذلك، ولا أدري إن كان أحد قد فعل.

- السّلام عليكم، هل استدعيتني؟

- وعليكم السّلام ورحمة الله تعالى وبركاته. نعم قدر لقد فعلت. أنا أحتاج مساعدتك

- في ماذا؟

- هل تذكرين تلك الرّسالة الّتي وصلتني؟

- نعم، من ذلك الرّجل الّذي تحدثوا عنه في خطبة الجمعة

- هل كنت هناك؟

- نعم، وأمّي كذلك

- خرجت أمّك من المنزل؟!

- نعم، خصيصا لخطبة الجمعة تلك، فهي من قرأت لي الرّسالة، هل رددت عليه؟

- لا، ليس بعد

- لماذا؟

- لا أدري، أنا أنتظر حتّى يكون لي شيء يستحق أن يقال

- أنت غريب

- لا مزيد من كلمة أحمق؟

- أحمق غريب، ماذا كنت تحتاج؟

كل شيء بقدرWhere stories live. Discover now