الفصل السابع عشر

1.8K 181 206
                                    

"فيل"

"بل زرافة"

مستلقيان جنباً بجنب علي الأرض الصلبة ، يحدقون في سقف القبو متعمقين بكل شق علي سطحه ، مختلفين في ماهيته

"لا فيل"

"إنها زرافة"

انتهي بهم الحال إلي تأمل شقوق السقف كي يطلقوا لمخيلتهم العنان في أبسط الأمور

فقط في سبيل الهرب من نشوة الحرب التي نشرت الغم والآسي في العالم .. إلي أن تناسوا طعم المتعة والفرح

"أنسيل يا ضعيف البصيرة ألا تري أذنيه الكبيرة"

"لا بل أنتِ غافلة عن عنقها الطويل"

"ماذا تفعلان ؟"

وجهه الملئ بالحيرة غطي عليهم الرؤية ، أشارت إليه بأن يستلقي بجوارهم ومن ثم رفعت سبابتها إلي الأعلي

"أهذا فيل أم زرافة ؟"

قلب عينيه ضجراً غير مصدق أنه يلعب هذه الألعاب الصبيانة

"إنه شق سيسقط عمّا قريب علي رؤسكم"

أجاب بهدوء وهو علي وشك الأعتدال ، امسكت يده ترجوه بصوتها

"دع مُخيلتك تقرر"

استمع لها ليغمض عينيه ويزفر الهواء ببطئ، ثم نظر إلي السقف لعدة دقائق قبل أن يعقد رأيه

"نمر يحمل ابنه وبجانبه شجرة تفاح"

"بالله عليك .. إنها شقوق وليست لوحة لدافينشي"

تذمرت وهي تعتدل لتجلس مربعة يديها ويفعل المثل أنسيل ، بينما يستمران في السخرية منه

"إلي من ننسب فضل زيارتك الكريمة علينا "

"أجل .. لن يترك غرفته المريحة ويأتي إلي هنا بدون سبب"

"توقفا هذا ليس مضحكاً "

تذكر علي الفور سبب مجيئه ليستقيم مقابلاً إليها ، ويده بداخل جعبة بنطاله الأبيض واضحاً لها

"هناك حفل راقص في المدينة الليلة"

نظرت له بتمعن وابتسامة مهملة علي شفتيها ، قبل أن تسمع صوته المتريث يخفي به توتره

"إذاً أتودين ؟"

"بالطبع سأرافقك"

قاطعته بصوتها المتحمس لتسمع ضحكات أنسيل المكتومة عليها ، ونظرات زين الغير مفهومة لها

أغمضت عينيها وهي تخرج تنهيدة طويلة متحسرة علي نفسها المحرجة

كان الصوت بعقلها يلعنها مئة مرة في الدقيقة ..

حمقاء متسرعة ..

بسرعة ترك قبلة خاطفة علي وجنتها ، مما جعل ملامحها تحمر كلياً من حركته المفاجئة

ارسمي الحرب معيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن