|2| مجرّد صدفة؟

2.4K 196 373
                                    


الصلاةُ والسلام على رسول الله. استغفرُ الله وأتوبُ إلَيه.
_______




Dulce periculum
الخطر حُلو.


-


شققتُ طريقي وسط الحديقة الفسيحة التي حوَّطت هذا القصر... حقيقة كونه مهجورًا لا تخفى عن أحدٍ يدخله، إذ بدت الحديقة غابةً تدفنُ أسرارًا جمّة. كانت بعض شرائط التحذير التي وضعها الشرطة هنا قائمةً لكنّ بعضها الآخر أُلقيّ أرضًا، أنّى لها أن تظلّ ثابتةً وقد كان صوت عويلِ الريّاحِ صاخبًا، صاحبه صرير أبواب ونوافذ هذا القصر التي تنصاع لضربات الهواءِ فتُغلق وتُفتح مرارًا وتكرارًا. الأجواءُ مخيفةٌ بعض الشيء، إذ أن هالةً معتّمةً تحوم حول المكان.
بدأ الأمر يصبح ممتعًا.

- ما الذي أفعله هنا خارجًا؟ أتيته لأدخله لا لاتأمّله.

ألقيت نظرةً أخيرةً حولي قبل أن أشقّ طريقي صوب بوابة القصر.

- لنبدأ... آمُل أن أعود لبيتي قطعةً واحدة.

حدَّثت نفسي بالفرنسيّة وبسمة الشوق للمغامرات تعلو وجهي، أمّا نظراتي فكانت معلَّقةً على البوابة. اليوم ستظهرُ نتائج تسلُّقي سور المدرسة في الماضي. أمسكتُ أحد القضبان الحديديَّة كبدايةٍ لرحلتي إلَّا أن الباب قد فُتح بدل ذلك-كدت أقع.

- لمَ قد يكون الباب مفتوحًا؟

هرعتُ بحثًا عن هاتفي في جيب بنطالي الخلفيّ، أتأكّد من رسالة ليونيداس؛ قال أن الأبواب مُغلقة!

- أشمُّ رائحة أمرٍ مريب... لكن أيًّا يكُن، لن أنام إن عدتُ خاليّة الوفاض.

هذا الذي يتجلى أمامِي بطلّته المُظلمة والموحشة هو مقرُّ مافيا EZTLI-100 منذ جيلَين، تعود ملكيَّته لمارتشيلُّو ريتشي، عضوٌ من الجيل السابق، وبفضل ذاك الزعيم مجهول الهويَّة الذي يقود منظّمته ضدّ هذه المافيا، يتعفّن مارتشيلُّو في السجن الآن.
لكن يُمنع دخول هذه المنطقة لأنه المكان الذي عُثر فيه على الستة والخمسين جثَّةً.

ألقيتُ تردُّدي جانبًا ثم أعدت هاتفي لجيبي، دلفتُ بخطى حثيثةٍ فأضحيتُ قُبالة بابٍ خشبيٍّ سيكون من الصعب فتحه...
الباب مفتوح!
هل أتى أحدٌ إلى هنا مؤخرًا يا ترى؟ حدسي يقول أنّي لست وحدي. دخلتُ وحرصتُ على عدمِ إصدار صوتٍ ولو كان خافتًا.

ألَّا اندمل.Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt