|3| فضول القطة

1.9K 160 196
                                    


الصلاةُ والسلام على رسول الله. استغفرُ الله وأتوبُ إلَيه.
_______




Dubitatio ad veritatem pervenimus
عبر الشك نصلُ إلى الحقيقة.

-

   كُلّما خِلتُ أنّي نلتُ خَيطًا يدلّنِي على سبيل معرفة الحقيقة، وجدتُ نفسي هائمةً في طرقٍ عِدَّة، متفرّقةٍ ومتبايِنة، فأعودُ أدراجي خائبة. لم أقدر على قراءة هذا الرجل، فبقدرِ وضوح ما توصَّلتُ إليه من معلومات، لا يزال هو غامضًا أضعاف ذلك.
    كنتُ قد عدتُ إلى غرفتي بأمرٍ من سامانثا والكاسِف ديميتري الذي لم يرقهُ تجوُّلي خارج زنزانتي الفارهة هذه، كما ادَّعى أن فعلتي تُدعى تطفُّلًا. هذا الرجلُ يمقتُ الفضوليين، وبصفتي فضوليَّةً يبدو أني أبادلهُ مشاعر الكره هذه.

   سهتُ وتهتُ بين أفكاري المتضاربة، ففرَّر من ثغري ذاك السؤال الذي ما انفكَّ يطرقُ ذهني:

- آلتيرَّا سيريل. في أي جانبٍ تقف؟ العدلُ والحصافة؟ أم الظلم و... الجنون؟

   شاورتُ نفسي علَّها تُوقظ شعور الخطر فأتَّخذ بناءً عليه قرارًا ينصُّ على المقاومة ومحاولة اللذوذ بالفرار، إلَّا أنِّي لم أعثُر على سببٍ يدفعُني لرغبةٍ كهذه. ذهب النصر لفضولي مجدَّدًا.
   تطاول عليَّ الصمتُ لدقائق، وحين كاد رأسي يُنخَرُ إثر كمِّ المعلومات والمحتملات الهائل الذي أمطر علي؛ اتَّكأتُ على السرير ورحتُ أتأمَّل السقف، وسعيًا لترتيب أفكاري أفصحتُ عنها.

- لنقُل أنه دخل المافيا عبثًا وطيشًا، وحين تعلًّم درسهُ وبلغه الإدراك بأن ما يدفنُ نفسه فيه ليس سوى قبرًا مُترعًا بصلوات المظلومين، التي ستخنقهُ يومًا ما لا محالة، اتَّخذ موقفًا عكسيًّا وتخلص من المافيا بأكملها... هذا يعني أنه رجلٌ ذو قوَّة، يقف ضد الظلم بطريقته المـلتويّة. إن كان الأمر كذلك حقًّا، وما من أحدٍ خلفه؛ لمَ قد يقتلُ والدته؟

   ما أعرفهُ يقينًا عن مالك سلسلة «ديلا لوكس» أنه شابٌّ تائب، خرج من السجن بعد سنتين من قتله لأمه بعد أن أصدروا حكم البراءة في حقِّه، وقلب موازين حياته بعد تخرُّجه ودخوله عالم إدارة الأعمال بجدارةٍ واستحقاق.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: 20 hours ago ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ألَّا اندمل.Where stories live. Discover now