09

4.1K 328 79
                                    


فتحتُ الباب الأسود. جيرالد يقف عاقداً ذراعيه لصدره ومتكئ على باب الغرفة الزجاجية.

أجلتُ نظري في المكان الفارغ. لقد غادر الجميع.

"لم أطل الاجتماع مع الفرقة. جعلتهم يغادرون كي تحظي ببعض الراحة"

"لست جبانة. أستطيع مواجهة ما حولي" قلتُ وأنا أتقدم أريد الخروج.

اعتدل واقفاً، ثم أشار بإبهامه "إنه وقت الغداء. هل تريدين الذهاب؟ "

لم أجد إجابة واكتفيت بهز كتفي بلا مبالاة، وها نحن ذا في مطعم المبنى والذي يقبع في الطابق الأعلى منه.

"ماذا تأكلين؟ " سألني حين جلسْت، فأجبت ببساطة "أي شيء بحري. لا يهم كثيراً"

"سأختار على ذوقي! " قال فالتفت له لأرى ابتسامة مرحة على وجهه. "أتمنى ألا أتسمم" علقتُ متهكمة، فانفجر ضاحكاً.

"لا تقلقي. لن يحدث" هتف مولياً ظهره نحو طاولة الطلبات، وبقيت أنا أحدق بالمقاتلين المنتشرين في المكان كمجموعات.

على عكس الثلاثة المباني الأخرى، فهذا المبنى يعج بالنشاط والهتاف. -قد يكون مبنى المقاتلين مشابهاً- أما هنا فيقبع قادة الكتائب وقادة الفرق وقادة القوات الخاصة وغيرهم من ذكور وإناث.

الفرقتين الوحيدتين المنفصلتين عن البقية هما فريقي النخبة بقيادة أريزوثانا ورِين. الفريقين الوحيدين الذي ينقسم أفراده حسب الجنس. الذكور معاً، والإناث معاً.

بقية الفرق مختلطة، ويسكن قادتها وأعضاء الفرق برتبهم العديدة مبنى القادة، أما عناصر الوحدات فيقبعون في مبنيي المقاتلين والمقاتلات، أما الجيش الحربي فيقبع في ثكنات بعيدة عن المملكة.

انتبهت للطبق الذي وضع أمامي.

سلطة بحريات مع زيت الزيتون! رفعتُ حاجباً وأنا أرفع شوكتي فعلق جيرالد وهو يجلس مكانه واضعاً طبقه من اللحم المحمر مع الصلصة الحمراء أمامه "هل هو طبقك المفضل؟ "

التفت له بنظرة ساخرة وتأوهت متهكمة ثم نفيت "لا، لم تحزر! " ثم بدأت أتناول من طبقي بهدوء.

و.. أجل، لقد حزر بالفعل. إنه طبقي المفضل. وبالرغم من ردي الجاف إلا أن ابتسامته البسيطة لم تسقط وهو يتناول طعامه ويجول بنظره بين الجميع بحيوية.

"إذاً!" قال بعد ثوان لألتفت له بانتباه فاسترسل "يجب أن تكوني مُلِمة عن حالة الأرض السياسية والإقتصادية في أسرع وقت"

||تيتان : فَقْد|| مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن