25

2.8K 169 90
                                    


"ها نحن ذا" ذفرت قبل ان اغلق سحاب حقيبة السفر المستقرة على السرير امامي لاستلقي بظهري جانبها، طارت اصابعي لجيب سترتي البرتقالية اتحسس تذكرة الطائرة..

تذكرة واحدة.

لا اصدق ان باقل من الساعة والنصف سأكون على متن طائرة مانشستر وحدي اعني تبا لم اظن ان كل ذلك سينتهي هكذا! او ينتهي اصلا.

عقلي مازال يعرض ما قاله منذ يومين بصالات رأسي

'فقط اذهبي'

تقنيا لقد قام بتجنبي لليومين الماضيين بنجاح غير مسبوق، عندما يخرج لغرفة الجلوس يدعي عدم وجودي متوجها للخارج صافعا الباب خلفه وحين يعود يكرر فعلته بباب غرفته، بالمقابل تظاهرت انا بعدم الاهتمام اعني الثلاجة ممتلئة لما سأحتاجه؟

اتسائل كيف كان سيؤول الوضع اذا لم ارى زين.

زين... زارنا البارحة محاولا التحدث الي لاذكره بالثلاث ايام التي اتفقنا عليها، لاكون صادقة لم اهتم بالثلاث ايام او اي شئ فقط لم اعرف كيف اخبره بقراري بعد.

ارجو ان يكون استنتج الامر وحده، اغبى من على الارض يمكنه القول اننا لن نستمر معا، احببته؟ اجل..مازلت تحت تعويذته للآن؟ قطعا لا، اسمه لم يعد يطلق حيوانات معدتي بعد الان.

طارت عيناي للساعة بجانب السرير، الثامنة.

كان يجب ان يكون هنا منذ نصف ساعة.

عقدت حاجباي ناهضة من مكاني بسرعة، زين لا يتأخر! لم يفعلها يوما! كما انه بدا شديد الحماس كالنار للحديث البارحة لا اظن ان الثلج بدأ يمطر بقلبه بعد، انا لم اخبره بعد!

هناك خطأ ما.

فتحت باب الغرفة بسرعة ليفتح هاري غرفته بنفس الثانية، نظر الي بصمت قبل ان يوجهه عيناه للارض ويبدأ المشي معطيا ظهره الي.

"انتظر" قلت ليتجمد مكانه فورا.

"هو..هو لم يأتي بعد" ارتعشدت نبرتي، تلك المرة الاولى التي نحظى فيها بحديث منذ ثلاث ايام.

"وهل من المفترض ان اهتم؟" رد بسخرية بينما عيناي التصقت بظهره المتصلب.

"بالطبع؟" اجبت متخذة خطوة تجاهه ببطء.

"ولما اهتم بذلك المعتوه؟"جمدت نبرته.

" لانني لن ارحل حتى اتحدث معه ،وانت تريد مني الرحيل؟" اسرعت قدماي حتى اصبحت خلفه نسبيا.

"انا اريد منك الرحيل؟" همس لاسمعه بالكاد قبل ان يلتفت ليواجهني متخذا خطوه نحوي غالقا المسافة بيننا، عيناه غطيت بطبقه حمراء داكنة جاعلة زفيري يعلق بحلقي.

"انا اريد وانت لم تريدي الخروج من هذا الباب منذ الدقيقة الاولى هنا؟" بدأ صوته بالارتفاع متحولا لصراخ خافضا وجهه لمستوى وجهي مع كل كلمة،اشعر بزفيره البارد على انفي جاعلا قدماي ترتعدان خوفا ،هو غاضب... للغاية.

Aesthetic |H.S|Where stories live. Discover now