الحلقة 8

6.5K 114 3
                                    

🌹رواية
جنون ال
🌹رواية
جنون المطر (1)
الجزء 9

ما أن أغلقتا الباب خلفهما دخلتا مجتازتين الحديقة التي كان يظهر عليها

الاهتمام الفائق وقد غرس فيها جميع أنواع الخضراوات وكأنها مزرعة

مصغرة وهذا ما يفعله أغلب سكان هذه البلدان فهم يزرعون ويجنون الثمار

والبذور ثم يعودوا ويغرسوها من جديد ويقتاتون منها حتى أصبحت البلاد

شبه مكتفية من المزروعات المتنوعة لوفرة المياه والأرض الخصبة واجتهاد

أهلها حتى أصبحت مطمعا في آخر شيء تبقى لهم فيها وكأن البلدان الأخرى

تحولت لمصاصين دماء يترقبون بنهم لنهب أي شيء من هذه البلاد المشتتة

المقسمة مستغلين حاجتهم لهم , نظرت لها جليلة وهما تقتربان من المنزل

وقالت بابتسامة لم يخفى عن غسق المكر فيها " حتى دخلتي وعيناه

تراقبانك بتركيز هل لي أن أعلم السبب ؟ "

نظرت لها ببرود ثم أبعدت نظرها عنها وقالت بدون مراوغة

" سنتزوج ما أن أعود للمنزل "

شهقت السائرة بجانبها بقوة ووقفت لتتوقف لوقوفها وقالت بسعادة

" رائع !! هذا خبر رائع يا غسق "

نظرت لها لبرهة دون تعلق ثم قالت مستغربة " ضننت أن الأمر

سيزعجك بسبب شقيقك وثاب !! "

حركت تلك يدها بلامبالاة وقالت بشيء من الحنق " لا يستحقك

أنتي تختلفين عنه كثيرا فتاة رقيقة فتية تشبهين النسيم الحريري

العذب وهو خشن اللسان والمعشر "

نظرت لها بصدمة من كلامها عن شقيقها وتابعت تلك بحماس

" لكن جبران مختلف تماما فكم يمدح فيه والدي من بين أشقائك

جميعهم رغم أنه يحبهم ويثني عليهم بالإجماع لكن جبران يقول

عنه دائما أنه أعقلهم وأهدئهم وأرجحهم عقلا "

هزت غسق رأسها بأسى ويأس منها وقالت " لو لم أكن أعرفك

جيدا لقلت أنك مغرمة به "

ضحكت وضربت لها كتفها وقالت " غبية , وأنا لو لم أكن أعرفك

جيدا لقلت بأنك ستغارين وما تفوهت بكلمة "

تنهدت غسق بحيرة فقد مست وترا حساسا جدا في قلبها , قالت بشرود

" خائفة يا جليلة , أخاف أن لا أسعده , أن لا أحبه كما يأمل مني فأنا

لم أراه إلا شقيقا لي ولسنوات طويلة ومنذ ولدت في هذه الدنيا "

قالت بحيرة مماثلة " إذا لماذا توافقين عليه ؟ ما الذي يجبرك على

جنون المطر... 🌹Where stories live. Discover now