الحلقة 42

6.4K 142 10
                                    

🌹رواية
جنون المطر (1)
الجزء 42

تسلق الحاجز الصخري يسرق نظره للذي يقلده في صعوده متمسكا

بالنتوءات البارزة فيه حتى وصلا للأعلى وقفز عمير في الجانب

الآخر أولا وتبعه تيم فورا فرفع له يده وضرب ذاك كفه بها فورا

وقال عمير ضاحكا " رائع أنت تتقدم بشكل كبير يا فتى "

ركض تيم من فوره حول الحاجز قائلا " لنفعلها مجددا "

ولحقه ذاك من فورا واستمرا في الصعود والقفز لعدة جولات حتى

تغلب التعب على ذاك الجسد الصغير النحيل المنهك وانهار جالسا

على الأرض فجلس عمير بجانبه مستندان بيديهما خلف جسديهما

على الرمال التي عكست نور انبلاج الفجر وقال عمير مبتسما

" سننتقل للحاجز الثالث غدا وأتمنى أن يأخذ منا وقتا قصيرا

كالسابقيْن "

نظر له تيم وقال " وما سيكون بعده ؟ "

ضحك ذاك من فوره وقال " لما أنت مستعجل هكذا دائما ؟ بعد

ذلك سنتعلم شيئا مختلفا تماما وسندخل على الشفرات وفك الرموز

المعقدة , تلك الدروس سترافقك لأعوام يا تيم وإن أتقنتها

تكون اجتزت أكثر من نصف المسافة "

هز له رأسه بحسنا ونظرته كلها إصرار رغم جهله عما كان

يتحدث عنه فهو لم يسبق وأن قال له عن تلك الأمور شيئا ولا

من باب المعرفة , وقف عمير وقال نافضا يديه من الرمال

العالقة بها " لقد سألت اليوم صباحا عن ماريه ؟ "

نظر له تيم فوقه وهمس " اليوم ؟ "

هز رأسه بنعم وقال " لقد انتقلوا لمنزل والديها كما توقعت أنت "

وقف أيضا ينفض ثيابه ويديه ولم يعلق على الأمر فقال عمير

" وزرت منزل عمها الآخر وأخذت مفتاح منزل جدهم

وأحضرت ما طلبت مني سابقا "

نظر له وقال من فوره " أحضرتها هنا ؟ "

هز رأسه بنعم مبتسما وتحرك بخطوات واسعة قائلا

" الحق بي هيا إنها في الغرفة "

فركض خلفه حتى لحق به ووصلا المقر وعبرا ممرات المبنى

حتى وصلا لغرفتهما ودخلها فورا ووقف ناظرا للصندوق الذي

أخرجه ذاك من تحت السرير وقد قال مبتسما وناظرا له عند

الباب " خشيت أن تعلم عنها من كثرة ما كانت تتحرك داخله "

اقترب منه ونظر لصندوق ثم مد يديه فورا ورفع السلحفاة الصغيرة

جنون المطر... 🌹Where stories live. Discover now