الفصل الثاني والعشرون

28.8K 821 16
                                    

ما هو الجحيم؟!

معاناة ألا أكون قادرًا على الحُب...

توقف قُصي أمامهما بـ عنين ذاهلتين دون حديث..بينما نهضت سديم تُحدق به بـ قلب ينبض بـ عُنف وعينان مُتلهفتان لرؤيتهِ

وأرسلان بينهما يجلس بـ جمود وبرود يُحسد عليه..ينظر إليهما بـ التناوب دون حديث..ولكن ذلك الغضب المُنبعث بين ثناياه لا يقوى على كبحه إلا أنه إلتزم الصمت بـ صعوبة بالغة

ومن الخلف إندفعت رحمة إلى صغيرها تحمله إلى صدرها وتبكي بـ قوة ونشيج..قَبّلت وجنتيه المُمتلئتين و جبهته ثم هدرت بـحدة حانية

-كدا يا وليد تقلق ماما عليك...

لم يرد الصغير بل ظل يُحدق بها بـ هدوء قبل أن يضع رأسه على كتفها وهمس

-عاوز أنام...

ربتت رحمة على خُصلاته ثم هتفت بـ رقة مُبتسمة

-نام يا حبيبي...

حاوطته جيدًا ثم نظرت إلى سديم التي كانت بدورها تُحدق بـ قصي وقالت بـ إمتنان حقيقي

-مش عارفة أشكرك إزاي!..بجد مش هقدر أوفيكِ حقك..بجد شكرًا...

لم ترد سديم بـ الأصل لم تسمعها فـ هي غارقة بـ عالمها مع قُصي..إبتسمت بـ رقة وهمست

-قُصي!!..إيه اللي جابك هنا؟...

إقترب قُصي خطوة ثم قال بـ هدوء وهو ينظر إلى أرسلان الذي كانت ملامحه خالية تمامًا من أي مشاعر واضحة

-كنت بدور على وليد مع مامته

-قطبت حاجبيها وتساءلت:وتعرف مامته منين؟

-إرتفع حاجبيه وقال بـ سُخرية:هي غيرة ولا إيه!..عمومًا دي أخت ظابط صاحبي...

ربما لم ينطقها صريحة ولكن عيناه تكفلت بـ إرسال ما يكنه من إشتياق تلقته هي بـ وضوح ولم تكن بـ حاجة لترد فـ إبتسامتها خيرُ دليل

خرج أرسلان عن صمته ولكنه لم يتخلى عن جموده الظاهري وإتجه ناحية قُصي وأردف بـ قوة

-أظن دورك و دورنا خلص لحد هنا..لازم أمشي أنا ومراتي أصل حمايا مستنينا...

شدد على كلمة "مراتي"لتُظلم عينا قُصي بـ غضب ولكن أرسلان لم يهتم بل أمسك يد سديم وإستدار إلى رحمة التي تُتابع المشهد بـ سكون ثم أردف بـ إبتسامته القاسية

-حمد لله ع سلامة إبنك..متسيبيهوش لوحده تاني..مش كل اللي هيلاقوه ولاد حلال زينا...

إستدار بعدها إلى إتجاه سيارته ثم جذب سديم خلفه لتقسو ملامح قُصي الذي راقب إبتعادهما بـ عينين قاتمتين قبل أن يركض خلفها ليجذب أرسلان من كتفه ثم لكمه بـ غضب فـ صرخت سديم بـ فزع

مسح أرسلان فكه ونظر إلى أخيه بـ سُخرية حينما أردف قُصي بـ حقد

-متفتكرش إن اللعبة خُلصت هنا..لأ سديم ليا أنا مش ليك..واللي فكرته إتقفل هيرجع يتفتح تاني

ملكة على عرش الشيطان الكاتبه اسراء على‎Where stories live. Discover now