الفصل الرابع والعشرون (الجزء الثانى)

24.1K 841 95
                                    

تم تعديل الفصل

خذلته وكم تمنى ألا تخذله أبدًا ولكنها فعلت وندم هو..مُنذ ذلك اليوم وهو لم يخطُ أرض المدينة يشعر بـ النفور كُلما إقترب منها فـ يعود أدراجه

وها هو بـ طريقهِ إلى منزل صديقه أيمن عله يجد السلوان بـ صُحبته..تنفس بـ عُمق وكأنه يتسول أن يُزيل الهواء أوجاعه..ترجل عن سيارته ثم توجه إلى البناية

طرق الباب ليأتيه صوت الصغير يصرخ بـ طفولية بريئة

-مين بره!
-إبتسم قُصي وقال:أنا قُصي...

فتح الصغير الباب بـ صعوبة بالغة ثم دفعه ليسمح لقُصي بـ الدلوف..إنحنى إليه يربت على خُصلاتهِ وتساءل

-إزيك يا بطل!
-الحمد لله..إزيك أنت؟
-قَبّله قُصي وقال:الحمد لله أنا كمان..أومال خالو فين!...

وقبل أن يرد وليد أتى صوت رحمة الرقيق من خلفهِ يتساءل بـ عقدة حاجب

-مين يا وليد؟!...

تسمرت وهي ترى قُصي ينهض وعلى وجههِ إبتسامة صغيرة ليقول بـ هدوء

-أنا يا مدام رحمة..أخبارك إيه!...

ظلت لحظات صامتة ، مُتسمرة مكانها إثر الصدمة تتذكر آخر حادثة بينهما فـ توردت وجنتيها بـ خجل..لتتنحنح وتُخفض وجهها ثم أردفت بـ غمغمة

-الحمد لله..حضرتك أخبارك إيه!
-حضرتي كويس..بس بلاش ألقاب..ممكن تقوليلي قُصي عادي...

إرتفع حاجبيه بـ ذهول وهو يستمع إلى شهقتها فـ تراجع وأردف بـ توتر

-هو أنا قولت حاجة غلط!
-تلعثمت قائلة:لا أبدًا..أنت أكيد جاي لأيمن صح!
-أومأ قائلًا:أيوة..هو هنا؟
-نايم..ثواني هصحيه...

إستدارت رحمة لترحل بينما هو راقب إبتعادها قبل أن يُخفض أنظاره إلى وليد الذي يشده من بنطاله وهو يقول بـ براءة

-أنا بقيت بحب ماما وبسمع كلامها..مش عاوز بابا تاني...

إنحنى قُصي يحمله ثم توجه به إلى أحد المقاعد وقال بـ هدوء و لُطف

-ماما كويسة وبتحبك يا وليد..عشان متزعلهاش منك تاني..وعد!
-أومأ الصغير بـ حماس وقال:وعد...

ساد السكون عدة لحظات قبل أن يقطعه وليد بـ سؤالهِ العفوي والبسيط ولكنه كان أكثر من كافي أن يجعل الدماء تفر من وجه قُصي

-ممكن تكون بابا ليا!..أصل أصحابي كلهم عندهم بابا وأنا لأ...

حدق قُصي بهِ بـ عدم إستيعاب و هربت الحروف التي تعلمها أمام طلبه البرئ..هم أن يفتح فمه ويتحدث ولكن صوت تحطم خلفه جعله يستدير مُجفلًا وهو يرى رحمة واقفة فاغرة لشفتيها و بهت لونها بـ شدة

وأسفل قدميها أشلاء تحطم كؤوس العصير لترف بـ جفنيها بعدها عدة مرات ثم إنحنت هادرة بـ توتر

ملكة على عرش الشيطان الكاتبه اسراء على‎Where stories live. Discover now