الفصل الثالث

12.6K 274 1
                                    

تجمع الضيوف في حديقة القصر المزينة بزينة تخطف الأنظار، فـ اليوم حفل خطبة أوسط أحفاد عائلة "العطار" العريقة في العُمر ومُدللتهم الحبيبة الغالية،
كان "وائل" واقفًا في مدخل الحديقة الرئيسي يتلقى التهنئات لـ حين نزول عروسه من الغرفة التي تتزين بها.

                                 **

في الطابق العلوي، في غرفة العروس،
كانت تقف "شمس" أمام المرآه تتطلع على شكلها الذي لاقى إحسانها كثيرًا.. حيث لم تُحضر "make-up artist" بل فضّلت أن تُزين هي نفسها، فـ بعض مساحيق التجميل الخفيفة، حتى لا تؤثر على جمال بشرتها البيضاء…
بعدما فكّرت مليًا في كلام "جدها" واختارت أن تُكمل الخطبة وتتناسى حُب عُمرها الذي لن ينجح ابدًا..
جاء صوت شقيقتها "مها" من خلفها تسألها:

-انتي متأكدة يا شمس من خطوة الخطوبة دي، انتي لسه بتحبي آد..

قاطعتها "شمس" قائلة بنبرة كاذبة قبل أن تكمل "مها":

-ايوه متأكده انا قررت انسى آدم خلاص، وهنسى حبه ومش هفكر فيه تاني

همّت "مها" بـ الحديث الا انها اوقفته، قائلة بـ نبرة حاولت بها إضافة بعض المرح على التوتر السائد في الغرفة:

-وبعدين يلا بقي انزلي انتي كدة معطلاني عن عريسي

رسمت "مها" ابتسامة هادئة:

-حاضر هنزل انا و متتأخريش

قالتها، وهي وتغلق باب الغرفة خلفها..

بعد عدة دقائق قليلة سمعت صوت طرقات علي الباب جعلتها تستغرب ولكنها خمنت انها "مها" ربما نسيت شيء في الغرفة وجاءت لتأخذه..

-ادخلي يا مها

قالتها "شمس"

دلف الطارق إلى الغرفة ولكنها لم تكن "مها" فقد كان "آدم"
أخذ يحملق فيها من جمال ما رآه..
فـ هناك كانت حورية تقف أمام المرآه بـ فستانها الوردي الطويل.. الذي يضيق من عند الخصر وينسدل للأسفل بإتساع وشعرها البُندقي الحريري الكثيف للغاية الذي كان يصل الى نهاية ظهرها مُصفف بـ عنايه، وعيناها البُنقديتين اللتان ظللتهما بـ ظلٍ يليق بها..
ولكن سرعان ما اتسعت عيناه عندما أدرك أن فستان ابنة عمه المُبجله، بدون أكمام أو حتي حمالات رفيعة ف كانت تظهر عظمتي الترقوة بـ سخاء..

استغربت "شمس" من عدم تحدث "مها" معها عندما دخلت الغرفة،
فـ اعتدلت لـ ترى ماذا تفعل ولكنها شهقت بـ فزع حينما رأت "آدم" أمامها، قالت بـ قلقٍ حاولت اخفاءه ولكنه ظهر رغمًا عنها:

- انت بتعمل ايه هنا، ميصحش كدة انزل يا آدم بلاش فضايح..

-دة انتي ليلتك طين النهاردة ايه اللي انتي لابسه دة يا هانم، لو مخلعتيهوش هتشوفي الفضايح اللي بجد بقى

زعق بها بـ صوته جهوري

"شمس" وقد طفح الكيّل بها فـ نظرت له بنظرة تحدٍ وقالت:

-اولا وطي صوتك، ثانيا ملكش دعوة دة عاجبني وكمان عاجب وائل وثالثاً بقى انزل من هنا حالًا بدل م اصوّت ويجي جدو يشوفك بقى وهتبقى ليلتك انت اللي طين صدقني..

وهمّت بتجاوزه للنزول إلى الأسفل، ولكنه أعاق طريقها عندما جذبها من ذراعها لتكون في مواجهته..

حسنًا يكفي هذا الهراء، لن تكون لـ "وائل" أو أي أحد آخر غيره... هذا ما كان يتردد في عقله..

-سيبينا من وائل دلوقتي، انا عايز اتكلم معاكي، عشان خاطري وافقي

رقّ له قلبها، اثر نبرته الاشبه بـ الرجاء.. ولكنها فضّلت أن تعاند معه، لا تعلم لمَ

-لا مش هتكلم، واوعى بقى عايزة انزل

-انا بكلمك بالذوق ومش همجي معاكي، بس انتي شكلك مبتجيش غير بالعين الحمرا

لم تفهم ما يُمكن أن يفعله، ولكنها شهقت بفزع.. عندما وضع إحدى يديه اسفل رُكبتيها والأخرى أسفل ظهرها وحملها على ايديه بـ وضعية اشبه بـ "الاحتضان"…

-انت بتعمل ايه

-انا بعمل الصح

أصبح وجهها مقابلًا لـ وجهه لا يفصل بينهما سوى عدة سنتيمترات، فٓ احمّرت وجنتيها إثر هذا القُرب المُهلك الذي يُربكها، فـ اخفت وجهها في عنقه متحاشية النظر إلى عينيه..
ضحك بـ صوتٍ عالِ على خجلها منه واختبائها منه فيه...
شدد من احتضانها أكثر، ونزل بها من الدرج الموجود بـ الشرفة الذي يطل على الباب الخلفي لـ الحديقه...

"أنتَ كُل ما اُريد" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن