الفصل العاشر

105K 3.5K 1.3K
                                    



باقي من الزمن 6 أيام على معرض الكتاب، روايتي (للحب شعائر خاصة) هاتكون موجودة في جناحنا #إبداع، ده غير طبعًا كلارا وثلاثية الذئاب، وحفل التوقيع يوم الجمعة 1 فبراير الساعة 2 ..

الفصل العاشر

هرول الأمن المسئول عن تأمين البناية والمجمع السكني لنجدة ذلك المنزل المشتعل والمتصاعد منه أدخنة كثيفة من أغلب نوافذه، دوت صافرات الإنذار بالحرائق في كامل المبنى مما أفزع السكان، وفي خلال دقائق شرع رجال الأمن في استخدام طفايات الحرائق لإخمادها قبل أن يتفاقم الأمر ويصل إلى المنازل الأخرى، خاصة أن المشهد كان مرعبًا ملبكًا للأبدان.

راقب بعينين محتقنتين من تأثير ألسنة اللهب ما يحدث كاتمًا بتحملٍ يفوق قدراته آلامه القاصمة للأظهر ليبدو أمام زوجته الخائفة صلبًا، قوي الشكيمة، لا يهزه شيء، خاصة أن نظراتها المرتاعة ووجهها المرعوب أكد له إن شعرت للحظة بأنه ليس على ما يرام لربما تفقد ما تبقى من تماسكها الزائف، اعتدل "أوس" في جلسته غير المريحة على الدرج مخرجًا هاتفه المحمول من جيبه، والذي كان لا يزال موضوعًا به، بحث سريعًا بالأرقام ليهاتف الأقرب إليه، من سينفذ أوامره حرفيًا دون جدالٍ، كز على أسنانه مانعًا آهة موجوعة من الخروج من صدره، وضع الهاتف على أذنه قائلاً بتشنج ملحوظ:

-أيوه يا "عدي"

بدا صوت الأخير متحمسًا لكنه قطعه متابعًا بصرامته الجادة:

-لو "ليان" جمبك متقولش حرف ليها

سأله رفيقه بتوجسٍ:

-بتقول إيه؟ في حاجة حصلت؟

رد عليه محذرًا:

-مش عاوز شوشرة، زي ما قوتلك، تسمع كويس وتنفذ اللي هاقوله من غير ما مراتك تحس

أتاه صوته متسائلاً بتلهفٍ:

-تمام، خير في إيه؟

-الشقة ولعت عندي، واحنا كويسين، بس طالعين على المستشفى لما يجي الإسعاف، حصلني على هناك

رد بقلقٍ متعجلٍ:

-حاضر، مسافة السكة وهاكون عندك

أنهى "أوس" معه المكالمة دون إضافة المزيد، فالحديث يؤلمه بقسوة، تهدل كتفاه وظهر الإعياء جليًا على قسماته، التصقت به "تقى" لتحتمي به وهي واضعة لرضيعتها على حجرها، شعر بتلك الرجفة التي تملكتها، ففــرد ذراعه رغم الألم الشديد من حركاته الزائدة وغير محسوبة العواقب ليضمها إليه لتشعر بالأمان والاحتواء، طمأنها قائلاً بخفوت:

-متخافيش، عدت على خير

ردت بصوتٍ باكٍ:

-الحمد لله يا رب

الحبُ.. أَوْس ©️ (الجزء الرابع - كامل - حصريًا) ✅Donde viven las historias. Descúbrelo ahora