تِشابتّر ١.

13.6K 446 384
                                    

كَيِفَ أمكَنكِ الرَحيلُ وَ تَركيْ وحَيداً، عَوديْ الآنَ عَوديْ"

هَذهِ كِانتّ أخرَ جُملةٍ يَنطِقُ بِها ثِغرهُ قَبل أن يَسقطَ جَسدهُ عَلى الارَضِ مُغمى عَليهِ.

؛ "هَل سَيكونُ بِخيرٍ، كَيفَ أصبحَ وَضعهُ الآن،طَمئنْ قَلوبنا؟!"

؛ "لا يُمكِنني أن أخبرِكُم بِوضعهِ بِشكلٍ كاملٍ ومَؤكِد،لَكنهُ تَحسنَ فَي الاسِبوعِ الاخَير،لَكنهُ يَبقى بِحاجةٍ للرِعايةِ فَهو لا يَزالُ يُتَمتِمُ بِكلامٍ غَيرَ مَفهومٍ نَاتجٍ عَن أضطِرابِ حَالتهُ النَفسيةّ، فَلتتمنْو لَهُ السَلامةِ".

؛ " شُكراً سَيدي".

[بَعدَ مُرورِ أسِبوعانِ وَنصِف]

طَرقُ عَلى بابِ غُرفتهِ جَعلَ جَسدهُ يَنتفِضُ فَزعاً و خَوفاً،لِيتحركَ وَيهمَ بِالنِهوضِ مِن ذَلكَ السَريرْ القَديمِ فَيُصدِرُ صَريراً مُرتَفِعاً نِسبِياً يَدلُ عَلى عَتاقةِ السَريرِ.

تَقدمَ بِخُطواتِ بَطيئةٍ وغَير مُتوازنةٍ نَاحيةّ بَابِ غُرفتهِ قَاصِداً فَتحَها،وَما زالَ طَرِقُ البابِ مُتواصِلاً لِيشعُرَ بأنزِعاجٍ وغَضبٍ شَديدينِ.

وَضعَ كَفهُ المُتعبةَ على مِقبضِ البابِ لِيَفتحَها، فَواجههَ صُعوبةً فِي ذلِك..كَونهُ لَم يَضعْ اي قِطعةِ طَعامٍ فَي فَمه مُنذْ أسبوعانِ،فَخارتّ قِواهُ وحتَى تِلكَ البابُ لَم يَقوى على فَتحها.

مَا زالَ الطَارِقُ خَلف بَابِ غُرفتهِ يَطرِقُ ويَطرِقُ بأزِديادٍ، بَينما هَو يُحاولُ جَمع قِواهِ لِيفتحَ تِلكَ البابْ،وَبعدَ مُحاولاتٍ كَثيرةٍ فُتحتّ بابُ غُرفته.

أزدَاد غَضبِهُ حِينما طَل عَلى نَضرهِ ذَلكَ الوجهُ القَلق، لِيدَخُل ذَلك الرَجلِ الى غُرفتهِ مُتفقداً حَالتهُ المَيؤوسُ مِنها.

؛ "هَل أنتَ مَجنونُ، هَل تُريدُ الموتَ سِيد تايهيونغ،أخبرنيّ!! مَا الفائِدةُ مِن كُلِ افَعالُكَ اللاْ مَنطقيةُ هَذهِ هَاه؟!"

؛ "هَل تَرانيَ حَياً مَثلاً، رُوحي قَد ماتتْ مُنذُ رَحيلِها، وجَسدي فَقط هَو الحيِ،"

؛ "بُني،أنا أعِرفُ شُعوركَ جَيداً وقَد جَربتهُ،فُقدانُ أغلى شَخصٍ فَي حِياتَك لَيسَ بِالأمَرِ الهَينِ بَتاتاً، لَكنْ تَماسكَ وَ كُن قَوياً".

؛" أننيّ أصبحَتُ جَسداً بِلا رَوحْ، أرجوكَ أتركنِي أقرِرُ مَصيريَ بِنَفسيْ ولا تَتدخلْ بَي يا عَم".

؛" لَو كَان بِيديَ كُنتُ تَركتُكَ تَفعِلُ مَا تَشاءّ، لَكِنني مُتيقنٌ أنِك سَتختارُ ..".

الشُرفة.Where stories live. Discover now