تِشابتّر ٣.

2.7K 107 23
                                    

هاي بعد غَياب سنة ونصف ! 😞🎀.

.......

كَان يَمّشي بِتَعِبٍ حَتى شَعّر بِقَطرِة مَاءٍ تَسِقطُ عَلى خَدهِ النَاعمّ ، فَرِفعَ نَظرهُ لِلسَماءِ لِيجِدها سُوداءٌ مُخيفةّ ذَات غُيومٍ داكِنةٍ مُرعِبةٍ تُنذِرُ بِحدُوثِ عُواصِفَ هَوجّاءِ

لَعنَ تَايهَيونِغ بِداخّلهِ ونَدبَ حَضهُ السِيئ الذَي لَم يَقِفُ بِجانِبهِ أو يُشفِقُ عَليهِ يَوماً مَا ،بَل يَستَمِرُ بِتحطِيمهِ وصَدمهِ أكَثرَ فَأكثِر .

الشَارِع مُضلِمٌ جِداً والمَنازِلُ فَي الحَي مُغلِقةُ الاضَواءِ، الرَياحُ بَدأتّ تَشتدُ وتَشتدُ وقَطّراتُ المَطرِ بَدأت بِألاِزديادِ أكِثَر مِما جَعلت كَتِفَ تَايهَيونِغ مُبللِاً تَقريباً،لا شَيءّ يُسمِعُ فَي الشَارِع غَير نِباحِ الكِلابِ الضَالةّ والَذي كَان مُرعِباً أكَثر مِما جَعل جَسد تَايهَيونِغ يَنتِفضُ بِخوفّ .

بَدأ يُسرِعُ فَي سَيرهِ قَبل حُدوثِ العَاصِفةِ ،يَمشي بِسُرعَةٍ فَي تَلك الشَوارِعِ المُضلمةُ وكَأِنهُ لا يُوجِدُ غدّ، لا يَعرِفُ أينَ يَذهبْ أو أين يَأويّ فَقط يُريدُ الارِتياحّ ممَا يَجري فَي دَواخلِهِ وقَلبهِ وظَن أنَ الأِبتِعادّ عَن مَاضيهِ المُؤلمّ هَو الحَلُ الأنِسبُ،.

دَاهِمهُ صُداعٌ حَادّ فَي كُل رأسهِ بِسببِ بُرودةٍ الطَقس فَلعن فَي داخلهِ ألفَ مَرةّ ،أقِدامهُ أصِبحتّ ثَقيلةُ لا تَستطيِعُ حَملهُ ولا تَقوى عَلى السَيرِ أكِثر ،شَعر بأنهُ سَوفِ يَسقِطٌ مَغشياً عليّهِ وتأكِلهُ تِلك الكِلابِ ذاتِ الانَيابِ الحادةِ ويَموتّ بِشكلٍ بَشعٍ لَم يَتوقعُه أحِدٌ .

كُل العِماراتِ السَكنيةّ مُغلقةٌ ولا يَصدرٌ أي ضَوءٍ مِنها لِكي يُؤكَدَ أنها مَا زَالِت مَفتِوحهّ ،الكُل فَي مَنازِلهُم نَائمون والشَارعُ لا يَحويّ عَلى أي أنسانٍ سِوى تَايهَيونِغ ،حقَاً مَن يَبقى فَي الخَارِج بِوقتٍ حَرجٍ وَخطيرٍ هَكذا؟ فَقطّ المَجنونّ كَيم تَايهَيونِغ .

شَعرَ بأن الاَمِل يَتلاشى مِن أمَامهُ ويَختفيّ ،شَعر بِأنهُ ضاِئعٌ ومَصيرهُ مَجهولٌ ،الاحِزانُ طَغتُ عَلى قَلبهِ والِدموّعُ بَدأتّ تَتَشِكُل فَي عَينيهِ ،هَو لا يُريدُ العَذابُ ألآن، فَقط مَا يُريِدهُ هَو الهُروبُ مِن أحِزانهُ التيّ كَانِت تُسَببُ لِهُ المَوت البَطيءّ...

فَجأءةً ..

لَمّح ضَوءاً خَافِتاً مِن بَعيدٍ فَبدأت أقِدامهُ تتَحِركُ بِدونِ وَعيٍ مِنهُ نَحو مَصدرّ الضَوءّ وعَيناهُ أغِرورِقتّ بِدموعِ الفَرحِ لِوجودهِ مَكاناً يْحميهِ أخَيراً ،يَمِشي أكَثِر وأكِثر حَتى وَصل لِتلكَ العِمارةّ السَكنيةّ الوَحيدةّ المُضاءةُ فَي ذَلِكَ الشَارِعُ المُضلِم،

كَانتّ تَحويّ عَلى لافِتةٍ تُضِيئُ بَألوانٍ بَراقةٍ وقَد كُتِبَ عَليهْا "تُوجَدُ شِقةٌ للأيِجارّ"
بَقيَ يُحِملِقُ فَيهاّ لِوهلةٍ وَلم يَلبثّ حَتى دَخل اليَها ؛
وفَورِما دَخل شَعرَ بِدفئٍ عَميقّ يَنسابُ فَي أنِحاءِ جَسدهِ لِكون تِلكَ العِمارةّ مُصممةّ وِفق أصِداراتٍ حَديثةّ

بَقيَ يَمشْي فَي مَمرِ تَلكْ العِمارةُ السَكنيةُ والتَي كَانِت داَفِئةً جِداً وجَميلةَ التَصامِيمِ ذَات الطِرازِ الحَديِثِ.

وَبينّما هَو يَتمِشى بِهدوءٍ لَطيفٍ وعَيناهُ تَجولُ فَي كُل الامَاكِن المَوجِودةُ فَي ذَلكَ المَمر وَبِدونِ وعَيٍ مِنهُ فَجاءةً أرَِتَطمَ جِسدهُ بِجَسدِ شَخصاً مَا ضَخِمُ البُنيةّ ..
رَفع تايهيونغ نضرهُ للشخص الذي أرتطم بهِ من دونِ قصد ليجَدهُ رَجلاً ضخماً يَرتدي قُبعةً سُوداء وكَان يُمسك بيديهِ مِفاتيح كَثيرة ولِذلك فوراً عرفَ تايهيونغ أن هذا الرجلَ هو صاحبُ هذهِ العمَارة الفَخمة ..
فأبتعد قليلاً عن الرجل وأردف بتوترٍ واضحٍ ..
تايهيونغ : س-سيدي أعذرني أنا ..أنا فقط كُنت مُتعباً جداً وَوجدتُ هذهِ العمارة مازالت مَفتوحة فَدخلتُ لها بِدون تَفكير ، أرجو المعذرة سيدي ..

نَظر لهُ الرجل الضخُم من رأسهِ حتىٰ أخمص قدميهِ .. شَعرهُ مَبتلٌ قليلاً ، بَشرتهُ شاحبةً ، عيناهُ فَقدت لمعتها ، شِفاههُ مُتشققة ، جَسدهُ نحيل ولا يرتدي مَلابس كثيرة والجو بَردٌ وقارسّ ... بعد صمتٍ طويل كان تايهيونغ قد شَعر بالتوتر من الرجل وبالخوف من نظراتهِ غير المُفسرة .. ليردفَ الرجُل أخيراً بهدوء ..
الرجلُ : تُوجدُ شِقةٌ واحدةٌ غَير مُستهلكة حالياً ، لِحسن حظكَ ، يُمكنكَ أن تَنام بِها الليلة ، أنها أخَر شِقة مُوجودة وهي في الطَابق الأخَير ، وأن أعجبتكَ ... سُوف تَسكنُ بها .
بَدأت أبِتسامةُ تايهيونغ تَظهرُ تَدريجياً علىٰ مَلامحِ وَجهه المُتعب لِيردفَ بِفرحٍ ممَا سَمعهُ ..
تايهيونغ : شُكراً شُكراً جزيلاً يا سيدي شُكراً أنا حقاً مُمتنٌ لِكَ وم-
قَاطع الرجلُ كلامهُ قائلاً : طَابت ليلتكَ .

وبِدون أن يَسمع رَد الأخر أبتعد وذَهب لِيشعر تايهيونغ بالتَعجُب من تَصرف الأخر الغريب .. ولَكن من يهتم؟ ركض تايهيونغ الىٰ المَصعد وصَعد بِه الىٰ أن وَصل الىٰ الشَقةِ المَطلوبة .. دَخل لها وكأنهُ يَدخلُ الى عالمٍ أخر .. عالم سَاحر ..

٥٨٠ كَلمة ...
أنتظرونّي في التحَديث القادم 💕.

الشُرفة.Where stories live. Discover now