٢٥

1.1K 30 0
                                    


كنت ماشة و عيوني ما شايفة من الدموع المالياها ... فجاة سمعت ناس بتصرخ و بتقول : يابت حاسبي ... اتلفت تجاه الصوت ... جاتني حاجة ضخمة من الاتجاه التاني ... و حسيت اني طايرة في الهوا ... و زي كأني خبطت في الأرض أو في حاجة صلبة .. كان احساس الألم اقوى من إني احس بيهو....... فقدت الاحساس تماما .. فقدت كل شي ....!
.......
فتحت عيوني ... لكن .... ماشفت شي ... كنت حاسة بصداع غريب و كل جسمي بألمني .. حاولت أحرك رقبتي حسيت بالم زي صعقة الكهربا في ضهري ... حاولت أحرك يدي .... لقيتها ما بتتحرك .... كنت واعية و مستوعبة كل شي و عارفة إني اتعرضت لحادث .... لكن الشي الماعارفاهو إنو أنا اتشليت و لا حصل لي شنو ؟ و لا أنا وين ...
- حمد الله على السلامة ....
الصوت كان غريب عني تماما .. فتحت عيني بصعوبة .. لقيتها وحدة لابسة لاب كوت أبيض و معلقة سماعة في رقبتها .. دكتورة غالبا ... او ممرضة يمكن .... غمضت بألم بدون ما أرد ... قالت لي :
- اسمك منو..
قلت بصوت طلع من حلقي بصعوبة :
- غالية
- غالية .. حافظة رقم منو من أهلك ....
قلت وأنا حاسة إنو روحي بتطلع مع كل حرف :
- أختي : (صفر .. تسعة ... واحد .. اتنين .. خمستين ....
......
كانت قاعدة و ماسكة موبايلها مترقبة أي اتصال من أبوها .. أو مجدي ... و رن الموبايل برقم غريب .. ردت بلهفة :
- ألوو
- مساء الخير .. انتي أخت غالية ؟
وقفت على طولها و قالت :
- أيوة .. وين هي ؟
- أختك معانا هنا .. هي بخير اتطمني .. اتعرضت لحادث خفيف ...!
- حادث؟؟!!!!! يااا لطفك يارب
- ماتنزعجي يا اختي هي كويسة و حتى هي الأدتني الرقم بنفسها ...
......
..
كنت بديت اشوف احسن شوية لكن حاسة بصداع عنيف و مزعج .. عاينت بعيوني بدون ما احرك رقبتي ما شفت لا دكتورة و لا ممرضة ... كان في بت قريبة مني و شكلها قاعدة مع زول في نفس الغرفة الأنا فيها و يمكن تكون غرفة طوارئ لأنو في ضجة و أصوات كتيرة .....
اتحاملت على نفسي و قلت بصوت عالي حبة ....
- يا اخت ... لو سمحتي ....
- ايوة نعم ؟ عايزة شي ...
- نادي لي الدكتورة ... الكانت هنا ......
- حاضر
بقيت منتظرة الدكتورة عايزة أسألها من اهلي و اعرف كلمتهم و لا لأ ... كنت حاسة إني مشوشة .. و بحاول اتذكر أنا كنت وين و الحادث حصل كيف ... لكن ما اتذكرت شي رغم إني متذكرة كل تفاصيل الحادث ..... و كمان ما قدرت اتذكر اليوم شنو و لا الساعة كانت كم ...!
- غلا .... غلا حبيبتي .... انتي كويسة ؟
ده صوت أمي ... كانت بتبكي ... حاولت ارفع يدي .. رفعتها بصعوبة و اتحملت الألم عشان خاطر أطمنها ... أشرت ليها بمعنى تعالي قريب .. قربت مني و باستني في جبيني و دموعها ملت جبهتي ..... قلت :
- أنا كويسة يا أمي ما تبكي ....
من الناحية التانية حسيت بي إيد على كتفي ... كانت هادية ... و دمعة وحيدة نازلة من عيونها .... قالت :
- حاسة بشنو ...
رديت عليها بصدق :
- ألم ... في رقبتي و ضهري و صداع ....
- عملو ليك أشعة؟
- ماعارفة
- طيب أنا حأمشي أشوف الدكاترة الهنا و أجي.... و كمان دكتور مجدي حسي حيجي ...
- دكتور مجدي منو؟
عاينت لي باستغراب لكن ما ردت ... و مشت ... وجات مكانها رانيا ... كانت عيونها مورمة و لونها احمر بصورة غريبة .... اول مرة اشوفها بالمنظر ده ... ابتسمت غصبا عني وقلت :
- بتبقي شينة لمن تبكي
كأنها كانت منتظرة الكلمة دي ... ختت يدينها على وشها .. و بقت تبكي بصوت .... ما عرفت اسكتها و ما كنت قادرة اتكلم اكتر .... أمي قالت بصوت مبحوح من كتر البكى :
- بس يا رانيا ... بس يا بت ... ما تخلعي اختك..
جا صوت بعيد شوية ... سمعت اسمي ... و سمعت زول بقول :
- أهي راقدة هناك ....
وصل عندي ... كان أبوي .... قعد على رجلينو على يمين سريري ... و خت ايدو في راسي ... حسيت انو ما حيقدر يتكلم ... ابتسمت عشان أطمنو .... ظهر جنبو زول ... حسيت إني شفتو في مكان بس ماعرفتو منو لكن يمكن يكون بعرف أبوي لأنو قال :
- لو سمحت يا عم حسن ... ممكن أشوفها ؟
عم حسن ... عم حسن ... الكلمة اتكررت في أضاني و ماعارفة ليه حسيت إنو الاسم غريب ... مش ده اسم أبوي ؟ طيب ليه ...!!!
- اتفضل يا دكتور ....
يعني الزول ده دكتور ... يمكن شفتو قبل شوية و نسيت .... لكن شكلو ما كان هنا لأنو قال :
- حمد الله على السلامة يا غلا ....
رمشت بعيني كأني عايزة أرد ... و هو فهم إيماءتي ... و سأل :
- في غشاوة في عيونك؟
- ايوة ..
- في ريحة غريبة او طعم في خشمك؟
- اممم يعني بسيط
- في و لا مافي؟
- في
- في طمام؟
- ايوة
- دوار؟
- ايوة
- صداع؟
- شديييد
- الم في الرقبة ؟
- ايوة زي الكهربا ...
سكت شوية .. و حسيت انو مشى .. ما كنت قادرة اركز في فكرة محددة ... فضلت اني اغمض عيوني يمكن ارتاح حبة من الافكار المتشربكة المزعجة و الما فاهمة فيها و لا شي ... و فعلا ... ارتحت شوية رغم الالم ... ارتحت من كل الجوطة الكانت جوة عقلي ... و كل الأفكار اختفت ... الا ... الا شي واحد ما لقيت ليه تفسير .....
مطر نازل بغزارة .... و أنا بجري فيهو .... و برفع يديني بمسك حبات المطر بكفي .... و بجري تاني .... و فجأة ... بلقى قدامي زول .... واقف مبتسم و مطمئن رغم كثافة المطر .... كان طويل جدا ... و نحيل جدا ... و لابس نضارة .... سألتو ... انت منو ؟ ... رد علي بابتسامة جميلة ... أنا حلمك الجميل يا غاليتي ..........
ويحدث أن تحتوينا أحلامنا
رأفة بنا من قسوة الواقع
فنستظل بغيمة الأمنيات
لتقينا من لهيب الشوق
و تمطر علينا وابل من الأمل المفقود
و نصبح كالدمى...
تحركنا احلامنا .. ثم تلقي بنا بعيدا
لنصحو من جديد
على واقع جديد
و ياليته أقل ألما
......
انتبهت على صوت نفس الدكتور ... كان الصوت قريب كأنو رجع تاني ... او يمكن ما كان مشى اصلا ... ناداني و قال :
- غلا ... عايني لي ....
عاينت ليه ... و بقيت أحاول اركز فيهو لكن ماقدرت .... قلت :
- نعم...
سألني .. و رغم اني مشتتة لكن كانت واضحة جدا نبرة القلق في صوتو .. و في صرة حواجبو كمان .... وقال :
- أنا منو؟؟؟
تعبت من محاولات التركيز الفاشلة ... قلت بدون ما احاول افكر اكتر :
- انت .. الدكتور ....
- غلا .... اناااا ... منووووو؟
- ما بعرفك ....!!!!!
.
...
يتبع ♡ رحمات

عابر و لكن Where stories live. Discover now